النار القادمة

جعفر باعو يكتب :

 

*أمس الأول كان اليوم “للعبد الفقير لله” في استخدام المواصلات منذ مداومتنا للعمل عقب الحظر الصحي، فطيلة الأيام الماضية كان صديقي العزيز والزميل علي البصير يغنيني عن “جرجرة” المواصلات وزحامها، بفارهته، نسأل الله أن يحفظها من مياه الأمطار وحفر الخرطوم وغلاء الإسبير.

*الحافلة التى كنت أستقلها من الإستاد الى صينية بري قبل الحظر كانت تذكرتها خمسة جنيهات، وأمس الأول دهشت حينما طلب مني “الكمساري” عشرين جنيها، أي والله عشرين جنيها للحافلة “الكبيرة” أما الهايس فضعف هذا المبلغ ويزيد قليلاً.

*في أحد قروبات الواتساب أحدهم قال “كنت راكب هايس وسلمت الكمساري ثلاثين جنيه فأشار إلي بعلامة النصر أي أصبعين للأعلى فرديت عليه بذات الإشارة وقلت ليه مدنيااااا فقال مدنية شنو جيب عشرين جنيه تاني”.

*كدا تخيلتو وضعنا أصبح كيف؟ ولسه الأسوأ في مقبل الأيام حينما تكون الموازنة الجديدة التي وضعت على أرض الواقع، حين تصبح تذكرة المواصلات لأقرب منطقة من جاكسون أو الاستاد خمسين جنيها للعربة الكبيرة ومائة وما فوقها للعربات الصغيرة، حينما يقفز كيلو الطماطم من مائتي جنيه إلى خمسمائة وربما أكثر، حينما يصل رطل اللبن إلى مائة جنيه وربما أكثر..

*الفترة القادمة تحتاج لأصحاب الخيال الواسع لكي يتوقعوا حال الموظفين كيف وليس الفقراء، لأن الأخيرة هذه حالهم الآن يغني عن السؤال.

*قبل شهور عديدة كتبت في هذه المساحة أن هذه الحكومة فاشلة ولن تقدم شيئاً للسودان، وقلنا ان السودان مليء بالكفاءت التي بمقدورها قيادة الفترة الانتقالية التي يفترض أن تكون للكفاءات وليس للأحزاب، ولكن البعض “نط” لينا وقال انتو قاصدين بغيرهم هذه “الكيزان”، فقلنا لهم إن السودان ليس حكراً على الكيزان وأحزاب قحت، السودان بها الملايين من الكفاءت الوطنية التى تريد أن تقدم شيئاً لهذا البلد وإنقاذه من الضياع.

* ما فعلته الحكومة الانتقالية في شهورها هذه، في هذا الشعب لم تفعله الإنقاذ “بفسادها” طيلة الثلاثين عاماً التي مضت، لا يعقل أن يكون الموظف راتبه خمسة آلاف جنيه ويصرف ثلاثة آلاف مواصلات وإن أراد الفطور “فول بس” يجب عليه ان يستدين ألف جنيه .

*لازلنا ننتظر العبور الذي يطلقه علينا رئيس الوزراء ويبدو أننا سنعبر إلى جحيم الأسعار المنتظر مع تعديلات الموازنة الجديدة، خاصة مع ارتفاع الدولار الجمركي ورفع الدعم عن المحروقات والكهرباء.

*نار الأسعار المتوقعة ستكون صعبة جدًا على المواطن البسيط، ولن تطاق، ومن الأفضل أن يكتفي الفاشلون بهذه الفترة التي اكتوى فيها الشعب السوداني بالتنظير دون العمل من أجل تحسين الاقتصاد السوداني.

*بالمناسبة أين الأموال المستردة من لجنة تفكيك التمكين؟ نخشى أن نشهد تمكيناً مكان تمكين.. “الله يكضب الشينة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى