إهمال للمستقبل ضياع الأطفال الموهوبين بالبلاد

 

تحقيق عوض عدلان

ولاية كلورادو الأمريكية هي الولاية الوحيدة حول العالم التي أصدرت مشروع قانون  للاعتراف بالمخاطر التي تحيط بالطلاب الموهوبين وأبرزها التغيب عن المدرسة بسبب التنمر والإهمال المتعمد لتلك المواهب داخل المدارس ولكن مشروع القانون لم يصبح قانونًا، ولكنها  بكل حال لفتت الأنظار لمشكلة يعاني منها عدد كبير من أطفال العالم.

في السودان لا يجد الأطفال الموهوبين حظهم من الرعاية الكافية لتطوير المواهب لتضيع تلك المواهب وسط دورة الحياة القاسية والصراعات المادية  بينما  توجد العديد من الجهات الرسمية والطوعية التي تندرج تحت مسمى رعاية الأطفال الموهوبين والعديد من المسميات من المدراس تحت هذا المسمى، بينما ليس هناك  وجود حقيقي على أرض الواقع لهذه الرعاية.

مواهب مهملة

أبرزت ثورة ديسمبر المجيدة العديد من مواهب الأطفال والشباب المدفونة أو المنسية، فقد كان لتلك المواهب نصيب الأسد في الجداريات التي تغطي شوارع العاصمة كما برز من خلالها العديد من الشعراء والفنانين والذين تغنوا بأمجاد الثورة من خلال المنتديات التي كانت تقام بساحة الاعتصام

هذه المواهب لم تجد الرعاية الكافية أو التكريم من الجهات الرسمية أو الشعبية، وعادت للإحباط القديم، وتفرقت ولم تجد الطريق الى تبني هذه المواهب أو تطويرها ورعايتها.

غياب الإعلام

الأجهزة الإعلامية الرسمية تمثل غياباً تاماً من حيث رعاية مواهب الأطفال إلا ما ندر. الأستاذ معتصم الجعيلي كان أول من أنشأ قناة أطفال بالسودان قال بأنه حاول تقديم العون للأطفال من خلال تلك القناة (سنابل) خاصة وأن السودان يتمتع من بالعديد من الثقافات والتي تنتج العديد من المواهب في العديد من المجالات، وعلى اعتبار أن الأطفال هم جيل المستقبل وكان من المفترض أن يجد الرعاية والاهتمام.

ويواصل في حسرة إن القناة توقفت رغم المجهودات التي بذلت لاستمرارها، فالإيمان بقضية الأطفال وتنمية مواهبهم موجود لدى فئة قليلة من المجتمع في ظل الظروف المعيشية، ومثل هذه الأعمال تحتاج لقليل من الرفاهية.

لابد من قوانين

المخرج بالتلفزيون القومي المبدع في مجال الأطفال مرتضى الطيب، أكد بأن لا تخطيط لرعاية المواهب بالبلاد، الأمر الذي سينتج فجوة فكرية مستقبلاً إذا ما استمر الحال على هذا المنوال، وستضيع على البلاد العديد من المواهب في ظل هذا الإهمال المتعمد.

وهاجم مرتضي الطيب لجنة القبول للجامعات بشدة لعدم اعتمادها الموهبة في التوزيع على تلك الجامعات الذي يقتل روح الإبداع في الطالب، وهو يدرس كلية لا رغبة له فيها، وطالب بإدخال نظام الموهبة في استمارات القبول حتى لا تضيع بعض المواهب الفطرية في خضم هذا التوزيع العشوائي.

قتل الإبداع

دكتور علم المجتمع، الطيب النذير، أكد أن عدم الاهتمام بمواهب الأطفال بكل تاكيد سيصنع جيلاً غير مبدع عمليًا في المستقبل، فالموهبة أمر هام في مجال العمل فجميع المبدعين على مستوى العالم خلقتهم الموهبة أن يدعموها بالعلم.

وتحسر على أن البلاد مليئة بالمواهب في كافة المجالات، ولكنهم لا يجدون الرعاية الكافية لا من الدولة ولا حتى من المجتمع، مؤكداً أن الموهبة تموت ان لم تجد الرعاية والتشجيع والاستمرار في تنميتها من خلال العلم.

ودعا في ختام حديثه الجهات المنوط بها رعاية الموهوبين من الأطفال للقيام بدورها، فرعاية الطفل مثلاً لا تكون بإبعاد المخاطر فقط بل برعاية مواهبه أيضاً، كما أن المدارس التي تحمل لافتة الموهوبين تحتاج لدعم لمناهجها ووضع مقاييس للقبول تدخل الموهبة كعامل أساسي فيها.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى