مكي بدر حسين رئيس جمعية الهمم العالية للأشخاص ذوي الإعاقة لــ(الصيحة):

 

ظلمنا يتمثل في نسيان الدولة لهذه الشريحة تماماً

المُجتمع نجده من المُساندين لنا بشكل عاطفي

بالإرداة والعزيمة والإصرار، استطاع الشاب مكي بدر أن يتخطى مرحلة الإعاقة الحركية وتحويلها إلى مسيرة حافلة بالإنجاز منذ تخرجه في كلية علوم الحاسوب بجامعة كسلا، حيث بدأ الانطلاق من خلال تأسيس منتدى ثقافي اجتماعي طوعي تحت مسمى (وادي القوافي)، وتدرجه إلى أن أصبح معلماً مستنيراً يحمل هموم جيل كامل من ذوي الإعاقة، وصف مكي أن هذه الشريحة لم تجد الاهتمام من قبل الدولة منذ سنوات طويلة.

(الصيحة) التقت بالشاب مكي في دردشة خفيفة فخرجت بالتالي:

حوار- نيازي أبو علي

*بداية عرفنا بك؟ 

ــ اسمي مكي بدر حسين محمد خريج كلية علوم الحاسوب وتقانة المعلومات  جامعة كسلا.

*متى كانت بدايتك في العمل الطوعي؟

ــ بدأت العمل الطوعي والثقافي والاجتماعي بالجامعة العام 2008م وذلك من خلال تأسيس منتدى (وادي القوافي) الأسبوعي.

*ما هي أهداف تأسيسك للمنتدى؟

ــ بصراحة شديدة، المنتديات بالجامعات لها العديد من الأهداف والفوائد، أولها ربط الطلاب والطالبات بمُجتمعاتهم واكتشاف المواهب والإبداعات الطلابية عبر التداول الاجتماعي والثقافي، اضافةً لتسليط الضوء عليها وإخراجها للناس وتكوين علاقات ومعارف جديدة تزيد من قيمة الترابط والتكاتف بين جميع الطلاب من كل ولايات السودان، خاصّةً وأنّ الوريفة كسلا تُعتبر من الولايات ذات الثقافات المُتعدِّدة نسبةً لتواجد عدد من القبائل بها منذ سنوات طويلة.

*وماذا عن ارتباطك بالأشخاص ذوي الإعاقة وأنت واحد من الممثلين لأهم شريحة بالمجتمع؟

ــ عملت منذ ذلك الوقت وأنا طالب ممثل للأشخاص ذوي الإعاقة بالجامعة، إضافة لرابطة طلاب الشمال كنت رئيساً لها في الفترة من 2010 – 2011م وهي رابطة تعنى بأبناء المنطقة الجغرافية بشمال السودان ولايتي نهر النيل والشمالية حتى تخرجي، وتم توظيفي معلماً ضمن اصطاف معلمي وزارة التربية والتعليم بكسلا في العام 2013م بإدارة التربية الخاصة وهي الإدارة الخاصة بالتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة كمعلم حاسوب بلغة الإشارة للطلاب للصم بالصفين السابع والثامن بمرحلة الأساس، عملت لثلاث سنوات حتى تم نقلي للعمل بوزارة التربية والتعليم الاتحادية ولاية الخرطوم لقسم الإعاقة الحركية بالتربية الخاصة حتى العام 2018م كمدير لقسم الإعاقة الحركية.

*ما هي (التربية الخاصّة)؟

– التربية الخاصّة هي الإدارة المعنية بتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة حسب فئاتهم الأربع التي تمّ ذكرها: الإعاقة البصرية ــ الحركية ــ السمعية ــ الذهنية والفكرية وشخصي مسؤول من قسم الإعاقة الحركية للتلاميذ المُدمجين في المدارس الذي تقع عليهم نظرية التعليم الدامج مع أقرانهم من التلاميذ المُعافين بالمدارس المختلفة.

*ما هي المعوقات التي يجدها المعاقون في مسيرة التعليم؟

– كثيرة، أهمها تأتي في كيفية الوصول لتلاميذ الإعاقة السمعية والبصرية، بجانب المكفوفين والصم وتلك الشريحة من الصم والمكفوفين  لهما معاهد خاصة كمعهد الأمل للصم ومعهد النور للمكفوفين.

*حدِّثنا عن عملك؟

– أتعامل كإداري بالتنسيق مع كل المدارس المدمج فيها التلاميذ ومشرفاً  لهم، نوفر الإجلاس والأدوات كافة من الكتاب المدرسي بصورة مجانية بالتنسيق مع الوزارة والمؤسسات التعليمية.

*وعملك خارج إطار التعليم؟

ــ من المُؤسِّسين لتجمُّع الهمم العالية إبان فترة الثورة المجيدة والذي انطلق بالقيادة، حيث كانت توجد لدينا خيمة خاصة لذلك البرنامج والهدف منها مساعدة هذه الفئات والإشراف على مُساعدتها ودعمها وتوفير احتياجاتها كافة بالقيادة العامة.

*ما هي رُؤيتكم بتجمّع الهمم العالية؟

ــ رؤيتنا جميعاً كانت واضحة وهي أن نعمل جميعاً على تأسيس جسم يخدم المعاقين في السودان الجديد ينظر نظرة خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة،  تكون ذات تمييز إيجابي، خاصة توجد لدينا أكبر مُشكلة نُعاني منها هي الإعاقات الأربع تسمّى (إمكانية الوصول) هي إمكانية وصول الشخص المُعاق إلى مكان الدراسة أو العَمل، والمُعاناة مُتعدِّدة مُعاناة مادية أو حركية، فالبصرية تعاني من الملمس والعقبات كالسَّلالم والأماكن العالية المُختلفة والسمعية في كيفية التّواصُل مع المُؤسّسات.

أمّا الحركية اصعبها وتكمن مُشكلتها في طريقة وجود الوسيلة أو الأطراف الصناعية بالنسبة للحركة جميعها حقوق كفلها القانون الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة ووافقت عليه حكومة السُّودان السابقة وما قبلها منذ حكم الرئيس الراحل جعفر نميري الذي وقع على مجريات القانون، ولكن لم يخرج ذلك  لفائدة المُعاق بالصورة المطلوبة قي المُجتمع.. ونرى أن الظلم يتمثل في نسيان الشريحة تماماً من قبل الدولة، أما المجتمع نجده مُسانداً بصُورة خيرية وعاطفية (وأنا واحد من الناس محل ما امشي بلقي مُساندة).

*هل توجد إحصاءات لهذه الشريحة تُساعد في عملية الحصر لدعمها؟

ــ للأسف لا توجد أي إحصاءات حقيقية، وقدمنا مقترحاً اذا تم تسجيل سكان السودان قبل الانتخابات القادمة بأن يتم درج الاستمارة لهم بصورة شخصية.

أما على مستوى العالم النسبة تأتي لما يقارب الــ15%.

*ما الفكرة من تأسيس تجمع الهمم العالية؟

ــ الفكرة من تأسيس جمعية الهمم العالية التعاونية هي مساعدة الأشخاص

ذوي الإعاقة، وهو جسمٌ مُتعدِّد الأغراض، به جانب استهلاكي وإنتاجي وجانب يوفر الأجهزة التعويضية.

وبصفتي رئيساً للمكتب التنفيذي يأتي الهدف من تأسيسه تحويل الوصمة من وصمة الاحتياج إلى وصمة الإنتاج، وهي جمعية ربحية تبدأ بشراء الأسهم من نفس الفئة بسعر السهم وقيمته ألف جنيه. ووجدت المبادرة استجابة من قبل وزارة التجارة والصناعة وديوان الزكاة، فضلاً عن أن الجمعية ربحية من الدرجة الأولى، تبدأ بشراء الأسهم من قبل الأعضاء من نفس الأشخاص ذوي الإعاقة وبنفس القيمة وبعدها طارحين الجانب الاستهلاكي للمُستفيدين  لنهتم بمعاش الناس من خلال تأسيس مجمع استهلاكي نبيع المُنتجات بسعر المَصنع للمستفيدين بشرق النيل (الفيحاء) ونقوم بتوفير المواد التموينية  للمُساهم بأسعار مناسبة، بجانب وجود أرباح سنوية للمُساهمين.

*أخيراً ما هي الرؤية المستقبلية للمشروع؟

ــ رؤيتنا مُضاعفة رأس المال لضمان الاستمرارية، خاصة أن ضعف رأس المال يمثل أولى معوقات الاستمرارية بحسب الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ونسعى لتوسيع الوعاء في الجانب الزراعي والإنتاجي بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وديوان الزكاة، تلك المؤسسات التي وجدنا منها استجابةً كبيرةً.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى