والياتا نهر النيل والشمالية.. كنداكات في دهاليز الحكم

جاءت ثورة ديسمبر المجيدة على أكتاف النساء، وشكلت الكنداكة السودانية حضورًا طاغياً أعطى الثورة تميزها فأصبحت أيقونتها شعاراً ثورياً عالمياً وزغرودتها بادرة التوقيت الثوري، ولما كانت نهر النيل والشمالية موطن الكنداكات ولما تميز الحراك الثورى بتماهٍ سياسي ونوعي كبيرين ولما كان من ضمن نصوص الوثيقة الدستورية منح المرأة نسبة 40% من المناصب على كافة هياكل السلطة الانتقالية جاء ترشيح سيدتين لمناصب الولاة دون الطموح والمتوقع، إلا أن حكومة حمدوك استبقت هذا التقصير بإعلانها أن قوائم ترشيح الأحزاب خلت من تمثيل النساء إلا ما تمخض عن تسنم طبيبتي الجسم والأرض مفاتيح الربط والحل في ولايتي نهر النيل والشمالية ليبرز السؤال هل ستنجح نطاسيتا الانتقالية في علاج البؤر الملتهبة والتحديات السياسية والاقتصادية وملفات الاستثمار الإقليمى الشائك وشرائط الحدود المؤججة للصراع والماسكة بأوراق الضغط السياسى.
//
د آمنة.. كنداكة لحراسة بوابة الحضارة
الخرطوم: إنصاف العوض
عطبرة الميلاد
مثلت ولاية نهر النيل طوق النجاة للحكومة الانتقالية كونها تحتضن أهم مصادر الدخل بالعملة الأجنبية والمتمثل في الذهب والذي بات الأمل الوحيد لإنقاذ الاقتصاد، وكما تميزت بخضرتها الطاغية واحتضانها لمليارات الاستثمارات العربية استمرت في التميز، إذ تسنم منصب الوالي فيها الدكتورة آمنة احمد محمد الفكي لتكون ضمن أول تمثيل نسائي للولاة في تاريخ السودان. وولدت الدكتورة آمنة في مدينة الحديد والنار حاضرة الولاية عطبرة بحي المطار حيث تستقر هي وأسرتها درست بكلية الطب والجراحة جامعة الجزيرة الدفعة 14 ونالت درجة الماجستير في طب الأسرة وعملت مديراً طبياً بقسم الحوداث والطوارئ بمستشفى عطبرة العام 2014 ثم مديراً طبياً مستشفى عطبرة ومدير إدارة الطب الولائي لولاية نهر النيل، وشغلت العديد من المناصب الحزبية في الحزب الاتحادى الذي تنتمي إليه حيث كانت عضواً برابطة الطلاب الاتحاديين الديمقراطيين بجامعة الجزيرة والسكرتير الثقافى لرابطة أبناء عطبرة بجامعة الجزيرة وتقلدت منصب أمانة المرأة بالحزب في الولاية حتى تاريخ إلغاء الأمانة، ومن ثم عضو المكتب السياسي بالحزب، ومرشح البرلمان القومي في انتخابات 2010 . وتقلدت أمانة الدراسات الفكرية والاستراتيجية بالحزب في العام 2019 وعضو تنسيقية الكوادر الطبية والصحية 2019وعضو الاتحاد القومي لنساء السودان.
تأهيل دولي
وحصلت الدكتورة آمنة على دورات تدريبية عالمية، حيث حصلت على دورة تدريبية في القيادة السياسية من هيئة الأمم المتحدة لتنمية المرأة ودورة تدريبية في تعزيز حقوق المرأة السياسية والصحية من منظمة ايدهر، ودورة تدريبية في التخطيط الاستراتيجي وأخرى في القيادة السياسية من هيئة الأمم المتحدة لتنمية المرأة.
ويرى مدير دائرة الصحافة بالحزب الاتحادى الديمقراطي سفيان أحمد لـ(الصيحة) أن تعيين الدكتورة آمنة اختيار صادف أهله واصفاً إياها بالمرأة الحديدية الكفؤة لإدارة ملف ولاية غنية بالموارد كنهر النيل. وقال سفيان إن تعيين آمنة جاء للإمكانات الهائلة والخبرة التراكمية التي اكتسبتها منذ عملها بروابط الطلاب الاتحاديين بالجامعة نافياً أن يكون تعيينها جاء بسبب توزيع حصص المناصب للمرأة وقال إن الحزب الاتحادي له تاريخ طويل في مشاركة المرأة وتمكينها دون السعي لمكاسب سياسية عبر قضية الجندر، وتمكين المرأة، وبرزت من الحزب قيادات نسائية وضعت بصمة واضحة في خارطة السياسة السودانية مثل الإستاذة اشراقة سيد أحمد كما كان لها تمثيل فاعل في البرلمان والحكومات الولائية.
ثورة الكنداكات
ووصف المحلل السياسي المحامي المعز حضرة لـ(الصيحة) تعيين الدكتورة آمنه بالانتصار لمبادئ الثورة وحماتها، مؤكداً أن الدكتورة آمنة مرشحة الشعب السوداني ومرشحة المرأة السودانية ويعتبر تعيينها تعبيراً عن الدور الباذخ الذي لعبته الكنداكة السودانية في إسقاط النظام البائد، وجاء ترشيحها تقديراً لدور المرأة في المجتمع والحزب، مضيفاً أن ذلك لا ينتقص شيئاً من مقدراتها ومؤهلاتها، فهى تمتلك خبرات تراكمية وتاريخاً طويلاً من النضال ضد النظام البائد ولإرساء مبادئ الحرية والديمقراطية والعدالة ولا يرفض ترشيحها إلا من بنفسه شيء من الهوس الديني وفلول النظام السابق وليس أدل على مقدرة المرأة على القيادة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال (خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء).

//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
البروفيسور آمال.. والي الثغر الشمالى الملتهب
تقرير: مريم أبشر
استمرت الولاية الشمالية في حماية الحدود الشمالية للبلاد, وجعلها هذا الموقف الجديد تمثل حائط صد عنيد ضد أي أطماع أو محاولة للنيل من السودان الوطن الكبير عبر بوابتها، فضلاً عن أنها الولاية ذات الأرض الزراعية البكر الواعده قمحاً ونخلاً و تنمية ونغمة طنبور حنين.
تعيينات الولاة المدنيين الذين أعلن عنهم مؤخراً رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك وضع البروفسير آمال محمد عز الدين رئيسة نقابة جامعة دنقلا على رأس الولاية كأول امرأة تنال الشرف الأرفع لخدمة مواطني الشمالية وهي كما تقول سيرتها الأكاديمية خريجة جامعة الزقازيق بجمهورية مصر العربية كلية علوم التربة وحاصلة على شهادة الماجستير من كلية الزراعة جامعة الخرطوم وعضدتها بدرجة الدكتوراه في دراسة نوعية تمثلت في فيزياء التربة وفوق هذا وذاك هي زوجة وأم لاثنين من الأبناء، البروفسير آمال تجيد لغة الضاد وتضيف عليها حذقاً بحرفية اللغة الإنجليزية.
مهام أكاديمية
عملت البروفسير آمال بجامعة دنقلا رئيساً لقسم إنتاج المحاصيل ثم رئيساً لقسم الأبحاث العلمية بكلية الدراسات العليا بذات الجامعة قبل أن تتربع على عرش الكلية و تصير عميداً لكلية الدراسات العليا .
البروفسير آمال بجانب مهامها الأكاديمية بالجامعة، شغلت منصب عضو بمجلس الاستشارات بقسم علوم التربة وعملت أيضاً ضمن عضوية مجلس عمداء الجامعة فضلًا عن نيلها شرف عضوية مجلس كلية الزراعة بجامعة دنقلا والمجلس الأكاديمي. للبروفسير آمال عدد من الأوراق العلمية التي أهلتها لتنال عن استحقاق درجة البروفسير .
فهم متقدم
الدكتور عازم خلف الله عضو تجمع المهنيين رغم تأكيده على عدم معرفته بالخلفية السياسية للبروفسير آمال محمد عز الدين، إلا أنه أبدى فهماً متقدماً بشأن ما يسعى البعض للترويج له بزرع الفتنة بين مكونات المجتمع الشمالي لتولي امرأة منصب والي الولاية، وقال للصيحة إن ما يهم هو خدمة مواطن الولاية بغض النظر عن المسئول عن تقديم الخدمة امرأة أو رجل، واصفاً من يسعون للتقليل من تقلد المهمة والمسئولية للمرأة بالفهم المتخلف، وزاد بقوله: طالما أنها إنسانة متعلمة فهي قادرة كما الرجل في تقديم أفضل الخدمات لإنسان الولاية.
تفكير ظلامي
أما القيادي بقوى الحرية والتغيير والقانوني معتز مدني أكد أن الوصف الوظيفي قانوناً ودستورًا وضع للوالي مهام معينة يجب عليه تطبيقها سياسياً وصحيًا واجتماعياً لافتاً في حديث للصيحة: البروفسير آمال مؤهلة تماماً لقيادة المهمة، وانتقد التفكير الظلامي والداعشي الذي سعى في وقت ما لوصف المرأة بانها عورة، وأشار إلى أن النظام البائد عمل خلال فترة حكمة على سن قوانين كقانون النظام العام للحط من قدر المرأة تم عبره ممارسة أقسى أنواع القهر والاذلال وقال إن الإمكانات الذهنية والعقلية متوفرة لدى المرأة كما الرجل، وامتدح دور الكنداكات ووصفهن بأنهن وقود الثورة، وقال إن عددا كبيراً منهن تعرض إبان الثورة للإهانة والانتهاكات، موكداً أنهن الأحق والأجدر بنيل أرفع المناصب، وزاد بتأكيده أن تولي امرأة للقيادة لا يمثل انتقاصاً للرجل بقدر ما يعزز مكانته، وهن لسن خصماً على الرجال، وإنما هما متساويان في الحقوق، وذكر المحامى معتز أن رئيس القضاء السوداني امرأة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى