ثلج على الطريق

محمد محمد خير يكتب :

يبدو أننا بصدد تجاوز مرحلة (شكراً حمدوك) لمرحلة أخرى أكثر امتناناً بعد تعيين (18) والياً مدنياً نعرف بعضهم ولم نسمع بمعظمهم، ومنذ البارحة بدا تساقط الثلج عليهم بمسدار ود بادي لأيمن نمر وي اله من مسدار جعلني أعقب عليه (بالروراي) من كندا ليسمع في كل ضواحي الخرطوم، فقد نقله للوسائط ابن عمي الصديق الاحب الدكتور أبوبكر سيد أحمد المقيم في كندا والمطبب بكبريات مستشفياتها، باثولجييست اتحادي ديمقراطي وختمي ينعم بالنصر وبالفرج منذ انتصار ثورة ديسمبر.
الثلجة التي قابلتها بحفاوة هي تلك (الافلانش) الذي عصفه الكاتب الماهر والسياسي الحاذق المقتدر اللماح صاحب التجارب والبصة والحجة والمقال (الماخمج) ضوء الكتابة وقنديلها المتوهج الأستاذ محمد عثمان إبراهيم.
فقد دبج محمد مقالاً لصالح والي كسلا الشاب الذي كنت أتوقع مقابلته بغضبة هبباي بعدما سمعته من فيديوهات تهدد كل طمأنينة كسلا (الشاربة من الطيبة ديمة)، سكب محمد باقتداراته العالية ماء على تلك النار المجوسية وتلاه ناظر الهدندوة حتى بدا لي أن إسحق الحلنقي في الطريق فتجسر الطريق لعمار الذي من المتوقع أن نسمع عنه في مقبل الأيام (أشعلت النار يا عمار)!!!
وعطفاً على هذا الثلج الهتون يطيب لي أن اكسر ثلجتين اثنين إحداهما للأستاذ محمد عبد الله الدومة الذي استحق ولاية غرب دارفور بجدارة فهو ابن ترابها وتاريخها ومنافحاتها، وأتمنى أن يراجع حزب الأمة الموقف الذي أعلن عنه نائب رئيس الحزب عن ضرورة اعتذاره عن المنصب فغرب دارفور دم الدومة والدم لا ينقسم على جوهره.
الثلجة الثانية للدكتور حامد البشير الأكاديمي والسياسي والباحث والحاذق والأممي الذي طفحت كردفان فيه هيئة ووسامة ونضرة وثبتت قدميه في ميادين المعرفة بصمغها العربي فكتب وفاض ورنا.
جمعتني بحامد أيام السجن العصيبة بكوبر في التسعينيات ورغم ليل السجن الحلوك كانت إشراقات معارفه تضيء تلك العتمة وتحولت أيام الشقاء لأخوة ذات كبرياء ولم يكن وحده في السجن كانت أسرته معه في كوبر شقيقه الأستاذ أحمد البشير وابن عمه ولأسباب ما صرنا صديقين على قاعدتي المعرفة والوجدان وما زلنا أحبة.
عن طريقه تعرفت على الدكتور غانم إدريس عبد السلام في القاهرة وبعد هجرتي لكندا أرشدته للطريق لكندا التي أصبح أحد ساداتها بالطب والعلم والكلمات الطيبة واليد المدودة لكل سوداني.
صارت لي مصاهرة وجدانية مع كل حوازمة الحاجز والديبيات بل صرت منهم.
حامد أكفأ من يحكم جنوب كردفان فالعلاقة بينه وبينها مثل العلاقة بين الكف والأصابع فهي متمددة فيه وهو يكمن جدلياً فيها!!
أرجو أيضاً أن يراجع حزب الأمة ما أعلن عنه، فكما قال درويش (من الصعب أن تعزلوا عصير الفواكه عن كرويات دمي.. ومن الصعب أن تجدوا فارقاً واحداً بين تجاعيد كفي وبين حقول الذرة)،
هذا ما لدي من ثلج، أما ذلك الوالي الذي يحب (التبش) فأتركه لكاتب آخر ليواصل ذر الثلوج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى