الولاة الجُدد.. ردود فعل على مُستوى الحدث

الخرطوم- الصيحة
ما أن أعلن رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك مساء أمس الأول، قائمة الولاة المدنيين الذين وقع الاختيار عليهم لشغل المنصب في الولايات المُختلفة، حتى اشتعلت الأسافير بين قادحٍ ومادحٍ، ومرحبٍ ورافضٍ، كل من زاوية نظره وقاعدة انطلاقه، وبالفعل جاءت ردود الفعل متباينة تبايناً كبيراً… (الصيحة) رصدت جُزءاً من ذلك:-
مفاجأة نهر النيل
في نهر النيل، ربما كان مُفاجئاً اختيار د. آمنة أحمد المكي والياً للولاية لأول مرة في تاريخها، وجاءت ردود الفعل متباينة حيال ذلك، ففي الوقت الذي انبرى فيه بعض الشباب لمُناهضة الاختيار، أيّده آخرون على نحو ما ذهب إليه يوسف الدوش- محلية المتمة والذي قال: “تابعنا باهتمام بالغ، الأصوات التي علت بالسخرية والنقد الهدّام بعد اختيار د. آمنة واختزال كل ذلك في كيف تحكم دار جعل امرأة، في دلالات واضحة ومُبطّنة لإثارة الفتن والتمييز”. وأضاف: “دار جعل الآن هي دار كل السودانيين، وولاية نهر النيل تعتبر سوداناً مصغراً بكل ألوان طيفه ولن تمر علينا مرة أخرى حِيل العنصرية والتمييز والتفرقة”. وقال إنّهم في لجان مقاومة المتمة يشدون من أزر الوالي د. آمنة.
رفضٌ تامٌ
في شمال كردفان، خرج جماهير الولاية ليل أمس الأول وأمس للشارع في مواكب، رفضاً لاختيار الوالي الجديد خالد مصطفى، وطالبوا بتعيين والٍ يملك المُؤهّلات الكافية التي تُمكِّنه من إدارة شؤون الولاية.
وأكّدت لجان المقاومة بالولاية، رفضها لاختيار خالد وسيّرت مواكب متعددة رافضة للاختيار، وعقدت مُخاطبات جماهيرية بميدان الحرية، وقالت إنّ الاختيار يجب أن يكون من نبض جماهير الثورة.
وشدد القيادي بالحركة الشعبية – الحلو بالولاية، حامد أحمد حامد، أنهم أول قوى سياسية أيّدت تعيين الولاة المدنيين، وأعلن رفضهم اختيار خالد ورفض جميع الأسماء المرفوعة للمركز، وطالب بأن يكون اختيار الوالي عبر لجان المقاومة، وأكد أنهم كجزء من لجان المقاومة مشاركون في الاعتصام بميدان الحرية حتى يسحب د. حمدوك ترشيح خالد.
قبولٌ في القضارف
في ولاية القضارف، وقع الاختيار على د. سليمان علي محمد موسى لشغل المنصب، وهو أحد أبناء الولاية، ووجد اختياره صدىً واسعاً وقبولاً بالشارع العام حتى وسط الأصوات التي نادت من قبل بوالٍ عسكري لخُصُوصيتها الحدودية، وطالب مبارك النور أحد قيادات الولاية في حديثه لـ(الصيحة)، بضرورة الالتفاف حول الوالي الجديد لتحقيق شعار القصارف أولاً، واعتبر أنّ التعاون مع أيِّ مُكوِّن سياسي أو قبلي ومُساندته من قبل شعب القضارف من مُقتضيات المرحلة.
ثقةٌ كبيرةٌ
وبالنسبة لوالي البحر الأحمر الجديد المهندس عبد الله شنقراي، فإن هناك شبه اتفاق على أنه يحمل سيرة عامرة تدل على تسلحه بالخبرة والتجارب، وقد كان مرشح قِوى الحرية والتغيير طوال الفترة السابقة.
وأفاد القيادي بمؤتمر البجا – الحرية والتغيير عبد الله موسى (الصيحة)، بأنّ الوالي ابن الولاية الحائز على ثقة أهلها، واللصيق بهُمُومها عبر نشاطاته بكل محلياتها، واعتبر أنّ هذه المعرفة وتأييد القوى السياسية والمُجتمعية له من أهم نقاط قُوته، وتوقّع له النجاح.
ومن جانبه، أكد القيادي بالحزب الشيوعي علي ميرغني، أنهم سيتحمّلون مسؤولية إعداد البرنامج الكامل الذي يساعد الوالي في قيادة الولاية بنجاح لإزالة كل معوقات العمل والأزمات.
شمال دارفور.. ترحيب حذر
وفي شمال دارفور، تم اختيار القيادي بالمؤتمر السوداني محمد حسن عربي، ورحّبت فعاليات مُختلفة في الولاية بتعيينه، لكنها نوهت إلى أنّ مُهمّته صعبة بسبب المُشكلات المُعقّدة التي تُعاني منها الولاية.
وأكّد بيانٌ لمبادرة استعادة نقابة المهندسين بشمال دارفور، تأييدهم للوالي الجديد، وأعرب عن أملهم أن يسهم ذلك في تحقيق مطالب الثورة المجيدة، وأعلنوا أنهم سيكونون سنداً ودعماً لكل من تختاره حكومة الثورة.
فيما قال عضو الحرية والتغيير وأحد الذين كانوا مرشحين لمنصب الوالي، المحامي محمد نروما في تغريدة له، إنه من المؤكد أن المهمة صعبة وشمال دارفور بها من التعقيدات ما بها والوضع حَسّاسٌ جداً، وتمنّى لعربي النجاح والتوفيق.
وقال الصحفي محمد حقار، إنّ المُهمّة صعبة على الوالي وتحتاج لتضافُر الجُهُود من كل الحادبين على مصلحة الولاية لتحقيق التطلعات.
تبايُن في غرب دارفور
في غرب دارفور التي اُختير لها محمد عبد الله الدومة، تباينت ردود الفعل حول التعيين الذي لم يكن مُفاجئاً للكثيرين، وبينما رحّب كثيرون بالدومة، أعلنت كيانات وأفراد رفضها لترشيحه.
ويرى المحلل السياسي مصطفى عليش، أنّ فرص نجاح الدومة ضئيلة لعدة أسباب اعتبر أنها تُعجِّل بذهابه قبل إكمال الفترة المقررة، وأشار إلى أنّ الدومة رجلٌ كادحٌ ومصادمٌ وعفيفٌ، إلا أن هذه المعايير لن تكون كافية في غرب دارفور ما لم يتم تعضيدها بروح القومية والوقوف على مسافةٍ مُتساويةٍ من الجميع.
الشمالية تُؤيِّد آمال
ثاني مُفاجآت التعيين، كان اختيار د. آمال محمد عز الدين والياً للشمالية، وبينما جاء كثير من ردود الفعل رافضة لتولي سيدة لشؤون الولاية، عبّرت كيانات وأجهزة الحكومة عن ترحيبها بالاختيار.
ونقلت (سونا) عن أمين عام حكومة الولاية المكلف عبد القادر محمد سعيد قوله، إن تعيين آمال جاء بعد مُشاورات وتمحيص كأحد بنود الوثيقة الدستورية، وأعرب عن أمله أن تشهد الولاية في عهدها الازدهار والتطور. فيما أكد الناطق باسم تنسيقية قِوى إعلان الحرية والتغيير بالولاية الفاتح نجم الدين، ترحيبهم باختيار آمال، وجدد المُضِي قُدُماً في تحقيق أهداف الثورة السودانية.
بدوره، جَدّدَ عضو لجان المقاومة السودانية بالشمالية معتصم محمد أحمد، وقوفهم مع آمال من أجل العبور بالولاية في المجالات كافة وتحقيق تطلُّعات وأشواق المُواطنين.
تفاصيل صـ(4 و5)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى