الدراسة عن بعد السودان يدخل عصر التقانة التعليمية بإمكانيات ضعيفة

الخرطوم: عوض عدلان

أثار القرار الذي أصدرته وزارة التعليم العالي بخصوص فتح الجامعات وبدء تطبيق الدراسة عن بعد أو عبر وسائط الشبكة العنكبوتية، ردود أفعال متباينة بين الطلاب وأولياء الأمور وإدارات الجامعات المختلفة، واعتبر البعض الخطوة بالمتقدمة في ظل الظروف الصحية الحالية بينما يرى البعض الآخر استحالة تطبيق البرنامج على أرض الواقع وصفها لعدد من الأسباب الموضوعية.
وكانت وزارة التعليم العالي قد وجهت الجامعات بامكانية إستئناف الدراسة بكلياتها المختلفة وذلك من خلال بث المحاضرات عبر تقنية الوسائط (اونلاين).
حيث شرعت بعض الجامعات في الاستعداد لذلك بينما رفضت عدد منها هذا المقترح أو(تجاهلته) دون اهتمام .
( الصيحة) تابعت من خلال إستطلاعها لفئات من المستفيدين لمعرفة ردود الأفعال داخل أروقة الجامعات ومدى قبول الطلاب لقرار الوزارة في ظل عدم وجود إمكانيات لنجاحه وأمكانية التواصل بين الأساتذة والطلاب عن بعد فخرجت بالتفاصيل التالية:
قرار وزارة التعليم العالي يحتاج لوقت طويل وامكانيات ضخمة حتي يكتب لها النجاح رغم انه برنامج متقدم تم تنفيذه بإحترافية في عدد من الدول.
هكذا أبتدر الدكتور فضل الله العطا استاذ القانون الدولي بجامعة النيلين حديثه لـــ (الصيحة) وزاد الا ان هنالك معوقات تقف امام تطبيقه بشكل مقبول في هذا الوقت القصير بالذات ونرى أن الطلاب يمرون بظروف سيئة فبعضهم لايملك قوت يومه احيانا مع اسعار الاتصالات المرتفعة بالاضافة الى البنيات التحتية المعدومة تقريبا وهو يحتاج لتدريب الاساتذة عليه قبل البدء به وهذا الأمر يحتاج لزمن, وواصل باننا بصورة عامة نتعامل مع الامور بعشوائية لعدم وجود ادارة أزمات أو إنذار مبكر والأمر يحتاج لمزيد من الدراسات والتعاون بين العديد من الأجهزة فبدلاً عن الدعم المباشر للطلاب والذي يقدم من ديوان الزكاة يمكن أن يقدم الأمر عن طريق ارسال (رصيد) شهري للطالب يسهم في دخوله لشبكات التواصل الاجتماعي كما ان شبكات الاتصال يمكن ان تسهم في هذا الامر من خلال المسئولية الاجتماعية لها.
جامعة النيلين كانت رائدة وسباقة في هذا الامر ومنذ فترة يواصل دكتور فضل الله بان بعض الجامعات الاخرى كانت تقدم هذه الخدمة ولكن بطريقة محدودة لبعض الكليات العلمية ولكن امكانية تعميمه تحتاج للمزيد من الدراسات لاختلاف المناهج بينها ومن المفترض ان تعمل الجامعات علي تأسيس اذاعات (اف ام) بصورة متكاملة بصورة فردية او جماعية لطلاب المناطق النائية او بث تلفزيوني ارضي يتم من خلاله بث المحاضرات حسب جدول محدد، ويختم بان السودان بمساحاته الواسعة يشكل عقبة امام تطبيق هذا البرنامج رغم الامكانيات التقنية الكبيرة التي يتمتع بها اليوم فالشبكة لا تصل بعض المناطق النائية أو تكون ضعيفة في كثيراً من الأحيان وعموماً الأمر يحتاج للمزيد من الجهد والدراسة.
ويري الطالب محمد حافظ من جامعة التقانة حسب قوله: بانه لم يقم بالتسجيل حتى الآن رغم تردده على الجامعة لاكثر من مرة لعدة اسباب اولها الازدحام الكبير على مركز التسجيل الذي يعمل ببطء شديد كذلك التذبذب بالشبكة رغم انه يرى انه برنامج (مريح) حسب قوله فهو يكفينا شر صراع المواصلات اليومي والارتفاع الخرافي في المصروفات الدراسية، مضيفاً بان المشكلة الاساسية ليس في طلاب العاصمة بل في طلاب الاقاليم الذين لايمكنهم القدوم في ظل الظروف الحالية للتسجيل لامكانية التواصل معهم ولابد من عمل اعلامي واسع من خلال الاذاعات والفضائيات لفتح الطريق امامهم للتسجيل وتحديد موعد زمني لذلك واشار الى أن البرنامج ممتاز لو تم تطبيقة بصورة متكاملة ومراعات كافة المعوقات.
من جانبه كشف الاستاذ المحامي معاوية عابدين والمتخصص في حقوق الملكية ان الراسمالية الوطنية يمكنها المساهمة في نجاح تنفيذ البرنامج من خلال تاسيس قنوات تعليمية بالتعاون مع الجامعات والاسهام في عمليات التدريب للعاملين في تلك القنوات لنقل هذه التقانة وتعميمها وصناعة بنيات تحتية تساهم في ترسيخ هذا النوع من انواع الدراسة المتقدمة فالجامعات السودانية حتى الآن تعتمد برنامج الحضور المباشر للطلاب وهذا التغيير يحتاج للمزيد من الفهم.
واستغرب ان تصدر وزارة التعليم العالي مثل هذا القرار التاريخي دون الاستعداد له بصورة كافية حتى من خلال التمهيد له من خلال الأجهزة الإعلامية ووضع البرنامج له بالتنسيق مع الجامعات وتدريب الكوادر التقنية عليه مؤكدا البرنامج جيد من حيث الظروف الحالية التي يمر بها كل العالم ومن حيث الاستعداد للمستقبل ولكن الجهد الرسمي المبذول فيه ضعيف ولايرقى لمستوى هذا العمل الكبير.
العديد من اساتذة الجامعات والطلاب الذين تم استطلاعهم اكدوا بان الخطوة متقدمة ولكنها كانت تحتاج لاستعداد مبكر ودراسة كافية تنظر الي كيفية تطبيقه من الزوايا المختلفة ولكنه سيفشل في ظل التسرع الذي يمضي فيه بلا امكانيات .
وناشد العديد منهم شركات الاتصال بالالتزام بمسئوليتها الاجتماعية وتخصيص برامج ذات قيمة مخفضة للبرامج التعليمية كذلك تدريب الجامعات لكوادر مؤهلة للقيام بهذا العمل الكبير ’’ وكان السؤال الذي يطرحه الجميع هل سينجح السودان للدخول في عصر التقنية التعليمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى