أحداث “فتابرنو” و”كتم”.. هل تُعجِّل بدخول البعثة الأممية؟

تقرير/ نجدة بشارة

لم يمض وقت طويل على دعوة رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك للأمم المتحدة بتعديل ولايتها من الفصل السابع الذي يقبع فيه السودان منذ العام 2005م، والذي يجيز بموجبه استخدام القوة العسكرية والعقوبات السياسية والعسكرية إلى البند السادس.. الذي يخول تموين بعثة أممية سياسية خاصة بدعم السلام .. لم يمض عليها وقت طويل وقبل أن تصادق عليها الأمم المتحدة رسمياً حتى أعادت الأحداث الأخيرة في فتابرنو وكتم مشهد الحروب إلى السطح…في ظل تفجر الصراعات مجدداً… وبالمقابل تساءل متابعون.. هل ستُساهم هذه الأحداث في الإبقاء على القوات الأممية بالبند السابع؟.. أم سترصف الطريق وتعجّل بدخول القوات الأممية تحت البند السياسي ؟.
ما وراء الحدث
كان حمدوك قد قدم طلباً بتعديل ولاية الأمم المتحدة في بلاده بالانتقال من بند الفصل السابع إلى السادس، وشرح حمودك الفصل السابع بأنه كان مرحلة للقوات المختلطة، في إشارة إلى بعثة الأتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور (اليوناميد)، التي تحتوي على قوات عسكرية، فيما يركز الفصل السادس على صناعة ودعم السلام وجهود التنمية والإغاثة ولا يحتوي على قوات عسكرية.
وكانت الحكومة تأمل أن يساهم البند السابع في تسهيل الحصول على المساعدات الاقتصادية الدولية، والدعم التقني في وضع الدستور الدائم، وكذلك الدعم التنموي والإنساني ودعم إعادة النازحين واللاجئين وإعادة دمجهم، والعدالة الانتقالية وحماية المدنيين.
أحداث فتابرنو وكتم
إلا أن الرياح ربما لا تأتي بما تشتهي السفن.. ومؤخراً عادت الأحداث إلى السطح مجددًا في دارفور في مناطق كتم وفتابرنو بشمال دارفور، حيث قاد فض الاعتصامات إلى مجازر ووقوع ضحايا من المواطنين، رغم إعلان الحكومة تحملها مسؤولية القصور الأمني جراء الأحداث.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل محمد صالح، إن قرارات صدرت بالتحقيق في القصور وملاحقة المعتدين وتقديمهم للعدالة.
وأضاف: :تقرر إرسال قوة تأمينية مشتركة من كل القوات النظامية”.
عرقلة السلام
ويرى المحلل السياسي والمراقب للعملية السلمية بدارفور د. مجدي مانيس في حديثه لـ(الصيحة)، ان أحداث كتم وفتابرنو عابرة ولا ترتقي لمستوى التدخل الخارجي لفرض صلاحياته أو مراجعة الإبقاء على القوات العسكرية أو بالتعجيل بإدخال قوات سياسية جديدة تحت البند السادس.
وتوقع مانيس وجود جهات تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار بدارفور لعرقلة عملية السلام.
خيارات مفتوحة
وفي الأثناء، نشطت مطالبات على “السوشال ميديا” بالإبقاء على القوات المشتركة، تحت البند السابع، فيما توقع محللون أن عودة الصراعات إلى السطح .. ترجح اختيار الأمم المتحدة إبقاء القوات المشتركة.
ولم يستبعد المحلل السياسي د. صلاح الدومة في حديثه لـ(الصيحة) احتمال الإبقاء على القوات الأممية العسكرية المشتركة في دارفور كما هي، وقال: القوات الأممية ما زالت موجودة، وإن هنالك ثلاثة إنواع من هذه القوات في السودان ومؤخراً تحولت قوات اليوناميد إلى اليوناميس.
من جانبه قال عضو حركة جيش تحرير السودان قيادة د. الريح عبد الناصر محمد إسماعيل، لـ (الصيحة): سبق وطالبنا بالإبقاء على القوات الأممية تحت البند السابع وعدم التعجُّل، إلا أنه عاد وطالب بتفعيل البند السادس، وقال إن القوات الأممية يوناميد في الأصل هي غير قادرة على حماية موظفيها ناهيك عن المواطنين، لذلك أرى أهمية تفعيل البند السادس، ولام ناصر الحكومة على ضعف استجابتها لأحداث دارفور موخراً، وأردف: أعتقد أن الحكومة غير قادرة على حماية المدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى