نيكولا: لا مكان لهذه الممارسات في سودان ما بعد الثورة

الخرطوم- محمد جادين
حالة من الإحباط والاستياء سادت بين أولياء أمور الطلاب المسيحيين بعد تجاهُل وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، وضع مادة التربية المسيحية ضمن جدول البث التلفزيوني لحصص التركيز لطلاب شهادة مرحلة الأساس بقناة الخرطوم الفضائية، واعتبروا الخطوة بمثابة ردة عن شعارات الثورة “حرية.. سلام وعدالة” بسقوطهم سهواً أو عمداً من ذاكرة المسؤولين مثلما كان يحدث خلال العهد البائد والاتهامات التي طالته داخلياً وخارجياً بالتضييق على المسيحيين وسلبه حتى دُورهم الثقافية، وما بعيد عن ذلك مُصادرته لـ”النادي الكاثوليكي” وتحويله إلى مقر للحزب المحلول “المؤتمر الوطني”.
تَسَامَت ثورة ديسمبر المجيدة على كل الخلافات والاختلافات بين مُكوِّنات الشعب السوداني، ورسمت لوحة شدّت أعين العالم عنوانها “التنوع”، تشكّلت بتلقائية في “ساحة الاعتصام” أمام القيادة العامة وقتها، وأبهرت الدنيا بصور التسامُح الحَقيقي بين الأطياف كافة، مزّقت العُنصرية والجهوية وتجلّت في أبهى صور التسامُح الديني وطائفة من المسيحيين الأقباط تمسّك بـ(المشمعات) لتظلل “مسلمين” من الهجير وهُم يُؤدُّون صلاة الجمعة في نهار قائظ خلال شهر رمضان.
من جانبها، أعلنت عضو المجلس السيادي رجاء نيكولا عبد المسيح في تصريح صحفي يوم “السبت”، أنها أجرت اتصالاً بوكيلة وزارة التربية والتعليم حول خلو جدول الحِصص التركيزية من مادة التربية المسيحية والخاص بطُلاب شهادة الأساس للعام 2020م، المُقرّر بثها عبر التلفاز خلال الأيام القادمة، وقالت نيكولا “إن النظام البائد دأب على مثل هذه المُمارسات ونعمل مع زُملائنا على التخلُّص منها نهائياً فلا مكان لها في سُودان ما بعد الحادي عشر من أبريل ٢٠١٩، ولا مناص من ألا تكون دولة المُواطنة هي الأساس للحقوق والواجبات”، وأعربت نيكولا عن شُكرها لمجلس الوزراء الانتقالي، وخصّت وكيلة وزارة التربية والتعليم تماضُر الطريفي عوض الكريم على تفَهُمِهِم لتوصياتها بمُعالجة حصص الطلاب المسيحيين أسوة ببقية التلاميذ.
وكان وزير التربية والتعليم محمد الأمين التوم، قد أكّد في لقاء بمكتبه مع الأنبا صرامون مطران عطبرة وأم درمان وشمال السودان والنوبة، والقمص أنطونيوس سعيد فاكيوس وكيل المطرانية والأب باخميوس كاهن كنيسة النوبة، وإسحق صادق مسؤول الشباب الأقباط الأرثوذكس، أكّد على أهمية مُراعاة المُناسبات الدينية والأعياد للطوائف المسيحية عند وضع جدول امتحانات الشهادة الثانوية، بجانب التأكيد على قومية طباعة الكتاب المدرسي للتربية المسيحية، وضرورة تعيين مُعلِّمين لمادة التربية المسيحية أسوة بالتربية الإسلامية في مرحلتي الأساس والثانوي.
وتركّز اللقاء حول ضرورة مُراعاة الأعياد والمُناسبات الدينية عند وضع جدول امتحانات الشهادة الثانوية للطوائف المسيحية، باعتبار أنّ الدولة تُراعي حُرية الأديان، وتُطبِّق معيار العدالة، وتُراعي الطوائف الأخرى في أعيادها الدينية ومُناسباتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى