الثورية والتغيير.. الجدل المُستمر!!

 

تقرير- صلاح مختار

تَباينت ردود الفعل إزاء ملخص الاجتماع الذي عقده المجلس الرئاسي للجبهة الثورية بمدينة جوبا، بعد أن تلقّى رسالة شفهية من حكومة السودان الانتقالية حول نتائج الاجتماع الثلاثي بين مجموعة قوى الحرية والتغيير بالخرطوم ومجلسي السيادة والوزراء وما تمخّض عنه من مصفوفة.

وطَالَبَ الاجتماع، حكومة السُّودان الانتقالية بإرسال النتائج كتابةً حتى يتم الرد عليها، وأكّد الاجتماع أنّه بدون السلام لن تكتمل الثورة. واتّهمت الثورية، قوى الحرية والتغيير مجموعة بالخرطوم بالسعي لإقصاء قوى الهامش والجبهة الثورية كتنظيمٍ مُؤسّسٍ، وتجاوزت الشارع ولجان المُقاومة، وتوصّلت إلى مُحاصصات حزبية حول الولايات بطريقةٍ مخجلةٍ، وتسعى لتعيين أشخاص لا يتّمتعون بالكفاءة.

وقالت الجبهة الثورية انّ ما يحدث هو تكرار لتجارب الماضي الفاشلة التي عجزت عن تحقيق السلام والديمقراطية، مِمّا يجعل إقامة دولة المُواطنة المُتساوية صعباً، وقالت إنها ستتعامل بصورة مباشرة مع لجان المقاومة والشارع ومجلسي السيادة والوزراء، وسكان الولايات فيما يخص إدارة شأنهم العام دُون الوقوع في فخ مُحاصصات الحرية والتغيير بالخرطوم، وطالبت الجبهة الثورية الحكومة الانتقالية بوضع السلام كأولوية كما ورد في الوثيقة الدستورية، ورفضت المصفوفة المتداولة في الأسافير، مشيرة إلى أنها دفعت ثمناً غالياً من أجل السلام وإسقاط النظام البائد، وأعلنت الثورية التزامها بإعلان جوبا ورفض تغييره بإرادة منفردة دون مُوافقة الجميع، وجاء في الاجتماع أن حديث المصفوفة عن اتفاق الشرق غير مُوفّق وعلى الحكومة الانتقالية الالتزام التام بكل الاتفاقات التي أبرمتها في جوبا مع الجبهة الثورية والمسارات نصاً وروحاً، وقررت دراسة تكوين جسم آخر للحرية والتغيير إلى حين توحيد المؤسسين لقوى الحرية والتغيير على أسس صحيحة بعد تحقيق السلام، وقالت: بدلاً من الهرولة نحو الغنائم، علينا جميعاً السعي لحل الضائقة المعيشية والسلام، ومكافحة جائحة كورونا، وتوحيد قوى الثورة، لتصفية تمكين المؤتمر الوطني وإقامة دولة الوطن والمواطنة لا إقامة دولة جديدة للتمكين.

تضارُب واختلاف

المُحلِّل السِّياسي عبد الله آدم خاطر قلّل من وجهة نظر الجبهة الثورية تجاه قوى الحرية والتغيير، وقال لـ”الصيحة”، إن تضارب أو اختلاف الآراء أو وجهات النظر لا تعني تضارباً في المصلحة الوطنية، وأضاف: ربما يكون هناك اختلاف ووجهات نظر مُتباينة وهو أمرٌ مُؤكّدٌ، ورأي خاطر أنّ التفكير الوطني ومجريات السِّياسة تختلف من وجهة نظر قوى الحُرية والتغيير والجبهة الثورية، مُبيناً أن ثورة أبريل أتاحت الفرصة للأطراف كافة لتقول رأيها وليس هنالك ما يحجر ذلك، وليس هناك ما يَمنع قِوى التّغيير أو الجبهة الثورية تقول كلامها أو تطرح وجهة نظرها فيما يجري من أحداث، واعتبر خاطر ما يجري فرصة تاريخية لكل الأطراف لإعلاء قيم المصلحة الوطنية دون دوافع وأخذ الحقوق بالقوة أو فرض الآراء وقال إنّ المرحلة لا تتحمل التخوين أو التجريم أو فرض الآراء بالقوة أو الاستعجال، واستبعد خاطر أن يُؤثِّر ذلك على مسارات السلام التي تجرى الآن في جوبا، ورأي أن قوى التغيير ترتب لإنهاء الخلافات والصعوبات كافة لصالح فائدة التغيير، ودعا قوى التغيير إلى تطوير تجربتها في المرحلة القادمة من خلال تطوير التجربة السودانية واستدامة السلام.

ليست جديدة

ورأي المُحلِّل السِّياسي د. أبو بكر آدم، أنّ الخلافات بين الجبهة الثورية وقوى التغيير ليست جديدة إذا رجعنا للوراء بعد رفض تمثيل قوى التغيير في مفاوضات جوبا في بداية عملية التفاوض، وقال: تلك الحادثة تُوضِّح بجلاء الهوة بين مُكوِّنات التغيير والثورية، ورأي أن حديث الجبهة الثورية يعني أن العلاقة بين المكونين ستحدث شرخاً في ملف السلام بجوبا، وأضاف أبو بكر أن الجبهة الثورية تنظر إلى قوى التغيير نظرة شك في كثير من الملفات، وهناك عدم ثقة بين الطرفين، وشد وجذب، خاصة بعد المصفوفة التي طرحتها أخيراً قوى التغيير، وأكد أن ما جاء في المصفوفة يشير إلى نقاط الاختلاف بين الجبهة والتغيير، خاصةً فيما يتعلق بقضية المحكمة الجنائية وتعيين الولاة والمجلس التشريعي، ورأي أن قوى التغيير استعجلت في إعلان المصفوفة، وأشار إلى أنّ كثيراً من القضايا التي ستؤثر على المسرح السياسي في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى