تفعيل قوانين الطوارئ الصحية.. التظاهرات في “فتيل”

 

الخرطوم- محمد جادين

تَمضِي الحَياة في الخرطوم حتى السادسة مساءً بصورة طبيعية، ازدحامٌ في المواصلات وتكدُّسٌ بالأسواق، رغم إغلاق بعضها، ومُواطنون يتحلّقون حول بائعات الشاي كالمُعتاد، وفي الأحياء تشق “الزغاريد” عنان السماء بعد أن تَحوّلت الأعراس إلى ساعات النهار، وفوق كل هذا وذاك، تخرج التظاهرات تباعاً لمحسوبين على النظام المخلوع، ضَاربةً بقرارات الطوارئ الصحية عرض الحائط، وكأن الجميع لم يسمع بأنّ هنالك “غُولاً” خفياً يفترس العالم حالياً يُسمى بـ”كورونا” تسلّل للبلاد خِلسةً، خَاصّةً بعد فتح المطار لـ(48) ساعة فقط، وأودى بحياة شخصين حتى الآن ويحتجز (287) مُشتبهاً بالإصابة في مراكز العزل، بينهم (17) حالة مُؤكّدة.

وفي السِّياق، قيّدت السُّلطات الأمنية أمس، بلاغات ضد مُتظاهرين بوسط الخرطوم، بتُهمة تعريض حياة الناس للخطر، فرغم الاحترازات الصحية خرجت تظاهرة غير مُعلنة، غالبيتها من النساء للحراك الشعبي المُوحّد (حشد) الذي يضم منسوبين للنظام البائد.

وفي أول رد فعلٍ من الجهات الرسمية، بعد اتّهامات ناشطين بتساهُل الحكومة والأجهزة الأمنية في تطبيق القانون، ألقت الشُّرطة القبض على (30) مُتّهماً، بينهم (5) نساء، وقيّدت في مُواجهتهم بلاغات جنائية بالقسم الشمالي، بالأرقام (5059) و(5060) تحت المواد (101/74) ق. ج “تعريض حياة الناس للخطر”.

فيما أَكّدَت الشرطة في بيانٍ أمس، مضيِّها في إنفاذ القانون بمهنيةٍ واحترافيةٍ بعيداً عن أيِّ استقطاب أو إملاء عدا النُّصُوص القانونية، وناشدت المُواطنين لضرورة الالتزام بالقانون والأوامر المُلزمة الصّادرة من السُّلطات المُختصة.

وفي السياق، قرّرت اللجنة العليا للطوارئ الصِّحيَّة أمس، حظر سفر جميع المركبات التجارية والخاصّة لأغراض نقل الركاب بين المُدن والولايات اعتباراً من أمس، إلا بتصريحٍ رسمي من الجهات المُختصة.

فيما نوّه اتّحاد غرف النقل في بيانٍ أمس، إلى أنّ السفر بين الولايات لم يتوقّف إلا عبر البصات السِّياحيَّة، وكشف أنّ المُواطنين يُسافرون عبر اللواري والدفارات والعربات الخَاصّة “الصوالين” بمبالغ خرافية تصل تذكرتها لـ(13) ألف جنيه لبعض الخُطُوط، وحذّر من استمرار هذه الأوضاع واستغلال المُواطنين، فَضْلاً عن خطر نقل “كورونا” للولايات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى