لجنة أديب.. الاستجابة للتمديد

 

تقرير- أم سلمة العشا

استَجَابت السُّلطات المعنية بمخرجات التقرير النهائي للجنة الوطنية المُستقلة للتحقيق في عملية فض الاعتصام، لطلب رئيس اللجنة د. نبيل أديب، المتعلق بتمديد أجل عمل اللجنة، وفقاً لتقديرات تتعلّق بصُعوبات وتعقيدات تُواجهه في العمل، وأكمل أديب المدة المقرّرة بثلاثة أشهر لتسليم التقرير النهائي لرئيس مجلس الوزراء منذ الثاني والعشرين من مارس الماضي.. مُطالبة التمديد وجدت استنكاراً واضحاً وعدم رضاء من قِبل الرأي العام، المحلي، وقُوبلت بانتقادٍ لاذعٍ، مقابل انتظار أسر الشهداء الذين أفدوا أرواحهم في سبيل الوطن والدفاع عنه، ثمة أمر آخر، ربما يكون سبباً خارجاً عن الإرادة يتعلّق بالظرف الصحي الذي يمر به العالم أجمع، جائحة الإصابة بفيروس “كورونا”، التي استدعت الحيطة والحذر في التعامُل مع المرض، والسؤال الذي يفرض نفسه هل ستطلب اللجنة تمديداً آخر بسبب “كورونا”؟.

صُعُوبات وتعقيدات

صُعُوبات وتعقيدات ظلّ يُردِّدها رئيس اللجنة الوطنية المُستقلة للتحقيق في عملية فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش السُّوداني بالخرطوم والولايات، د. نبيل أديب، ولعلها قادت إلى المُطالبة بتمديد أجل عمل اللجنة، عوامل كثيرة ربما كانت سبباً في التعقيدات والصُّعوبات التي تُواجه لجنة أديب، وبحسب رؤية قانونية أنّ الإجراءات القانونية عموماً تُواجه صُعوبات، من ضمنها تعاون الجهات ذات الصلة، بخلاف المعوقات التي تُواجه حادثة فض الاعتصام، فالمُهمّة تنطوي على صعوبات بالغة التعقيد، وقد أقرّ بذلك أديب في وقتٍ سابقٍ عندما قال إنّه لم يتعرّض لهذا الكم الهائل من الشائعات طوال حياته، لكنه يعلم تماماً حساسية المُهمّة التي يقوم بها.

ووصف قانونيون طلب مهلة إضافية في التمديد للجنة، بالأمر الطبيعي والعادل والروتيني، لجهة أنّ مُعظم لجان التحقيق إن لم يكن جميعها في العادة تطلب التمديد لإكمال أعمالها.

دفوعات ومُبرّرات

أعداد تفوق الـ(3000) شاهد، أدلوا بإفاداتهم بشأن الأحداث التي وقعت في (3) يونيو الماضي، استمعت إليهم لجنة أديب، ورغم ذلك لم تخلص اللجنة لكتابة تقريرها النهائي، وكانت بحسب رؤية قانونيين أنّ العدد وفقاً للذين تم سماع إفاداتهم كان كبيراً، مَا يستدعي تلخيص تقرير بشأنهم، كما أنّ المُطالبة بتأجيل اللجنة لمدة أخرى لا تتّسق ومخرجات اللجنة التي استمعت لعددٍ من الشُّهود بلغ أكثر من (3000) شاهد، وهو كافٍ جداً لاستخلاص نتائج وإحقاق مُحاكمة عادلة، دُفُوعات ساقها أديب بشأن التأخير، وقال لـ(الصيحة) إنّ التحقيق يستغرق زمناً طويلاً، ورغم ذلك تمّ إنجاز كثيرٍ من الإجراءات، وما زال هنالك الكثير، وأوضح أنّ مخرجات اللجنة ستُحال للمحكمة، وفقاً لبيِّنات قوية وسند قانوني، وأشار إلى أنّ إجراءات التحقيق مازالت مُستمرّة، بجانب جمع ومُراجعة الأدلة، وقال أديب إنّ “الهجوم وقع على مجموعات تُقدّر بالآلاف”، وأوضح أنّ الصور والتقارير التي تَحَصّلت اللجنة عليها تحتاج لمزيدٍ من الدراسة.

مُعطيات ماثلة

استنفدت اللجنة، المُهلة المحددة بثلاثة أشهر ولكنها لم تصل إلى شيءٍ ملموسٍ يُمكنه أن يطمئن أُسر الشهداء، وفقاً للمعطيات الماثلة، ما قاد كثيرين لنسج الشكوك حول إمكانية أن تصل لجنة أديب إلى حقائق ترضي كل تلك المُطالبات، في المُقابل ظهرت رؤية مُختلفة لأُسر الشهداء تتعلّق بمُماطلة اللجنة في إخراج النتائج، بجانب التلميحات التي أُطلقت من قِبل أُسر الشهداء، ومُحاولات اللجنة في تعمُّد تأخير أمد النتائج دُون التّوصُّل على إدانة الجهات النظامية المُتورِّطة في فض الاعتصام،

احتمالات واردة

ترك رئيس لجنة فض الاعتصام نبيل أديب في حديثه لـ(الصيحة)، أمر تسليم التقرير حسب المُهلة الممنوحة وفقاً للتمديد والتي تبقى لها شهران ونصف بالتمام والكمال، للظروف حسب التحوُّطات التي فرضتها السُّلطات منعاً وتجنباً للإصابة بفيروس “كورونا” المُستجد، وقال أديب لـ(الصيحة): كله وارد في ظل الظرف الصحي الذي تمر بالبلاد، وأضاف: “مازلنا في مُهلة التمديد، لكن هناك صُعوبات تتعلّق بفيروس كورونا ومنع حركة التجوال”، وأشار إلى أنّ الزمن ما زال وبقي شهران ونصف لتسليم التقرير، وربما تخلص اللجنة قبل المدّة المُحدّدة، ورغم الصُّعوبات الذي ذكرها أديب، كشف عن استمرار عمل اللجنة وعقد الاجتماعات، وأضاف: “ربما الظروف تتغيّر وننخرط في إجراءات جديدة”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى