مضاعفة حظر التجوال.. خطوات احترازية!

 

 

تقرير- عوضية سليمان

بعد أن أقدمت الحكومة والجهات الصحية بفرض حالة حظر التجوال ليلاً  من الثامنة وحتى السادسة صباحاً بالبلاد، وتعليق السفر والترحال من وإلى الولايات، وتداعيات ذلك القرار على المواطنيين، بجانب تداعيات نقل الطلاب السودانيين العائدين من الصين بعد أن أمضوا فترة الحجر بدولة الإمارات والخطوات الاحترازية التي اتخذتها تجاه العائدين من الخارج للبلاد منعاً لنقل وتفشي فايروس كورونا المنتشر في العالم، دفعت وزارة الصحة الاتحادية بتوصية للجنة العليا للطوارئ الصحية بزيادة ساعات حظر التجوال لتمكين الجهات المختصة من تعقيم الأسواق فضلاً عن إحكام وضبط الحركة بالولايات. وكشف وزير الصحة الاتحادي أكرم التوم جاهزية عشرين سريراً لاستقبال الحالات المصابة فعلياً بفايروس كورونا، وقال إن الدعم الموجه إلى السودان لا يكفي لفترة طويلة وإن الجاهزية غير كافية. ونوه بناء على ذلك المواطنين الكرام، الالتزام بموجهات واتباع طرق الوقاية نسبة للإمكانية الضعيفة وهشاشة النظام الصحي بالعاصمة الخرطوم..

وفي ظل هذا النقص والتداعي من السلطات الصحية بالسودان لمقابلة هذا النقص بالطريقة التي تقود لدحر الوباء المنتشر، هل تفي الزيادة المفترضة على فترة حظر التجوال المطبق أم إن المضاعفة قد تضاعف من الأعباء على المواطن والذي بدوره سيسعى جاهداً لكسره لتغطية حاجياته الأسرية في ظل الانكماش والتداعي الاقتصادي الذي تعيشه البلاد؟

تقارير صحية

تقارير عن الحالات الوبائية أكدتها وزارة الصحة الاتحادية أمس وهي عدم تسجيل أي حالة جديدة لفايروس كورونا المستجد بالبلاد بخلاف الحالات التي تم الإعلان عنها سابقاً.  كما بينت التقارير أن جملة حالات اشتباه بكورونا الموجودة بمراكز العزل بالسودان حتى يوم الجمعة بلغت (77) حالة اشتباه بكورونا، وكشفت التقارير أن جملة عدد الذين أكملوا فترة الـ(14) يوماً منذ قدومهم للبلاد من الدول الموبوءة بلغ (2176) شخصاً تمت متابعة (1415) شخصاً منهم بنسبة (64) % .

الالتزام بالتوجيهات

وفي دور الحفاظ على سلامة المواطن والمحافظة عليه من انتشار فايروس كورونا، قال اختصاصي الوعي السلوكي بغرفة طوارئ الصحة أمجد عبد الله لـ(الصيحة) إن الغرفة في الآونة الأخيرة، بعد انتشار حالات الاشتباه قامت بحملات ميدانية من داخل ولاية الخرطوم وكانت الحملات واسعة جدًا للتوعية بفايروس كورونا. وأضاف أن الحملة شملت الأسواق والمواقف والأماكن العامة والتجمعات، وشملت حتى السجون، وأردف: كان حرصنا التام على مواقف العربات والميناء البري ومحطات الوقود وجميع المواقف السفرية لرحلات الولايات، وقال بالإضافة إلى أطفال الشوراع  والمشردين ودار التائبات والمسنين، وأكد عبر جولته أهمية الاعتبار لخطورة المرض وكيفية مكافحته عبر التوعية الصحية وكيفية تجنبه. وأشار إلى أن برنامج التوعية كان بمشاركة كبار اختصاصي التغذية، وقال إن التوعية شددت على ضرورة التزام المواطن بتوجيهها لمجابهة المرض والالتزام بها، وقال إن وزارة الصحة وضعت غرشادات ولابد من اتباعها والاسترشاد بها بدلاً من شائعات ضارة لا تصلح أو تفيد المواطن، وكشف أن العديد من الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي غير حقيقية، ومن الوعي أن نأخذ بالمعلومة من جهه الاختصاص والمصادر الحقيقية. وأوضح اختصاصي الوضع السلوكي بالوزارة، المجهودات المقدرة من بعض الوزارات كوزارة البنى التحتية الخاصة بتجهيزات وتوفير مباني العزل والإيواء في العاصمة والولايات، وقال: علينا أن نفعل الدعم الشعبي المادي والعيني المخصص لمجابهة جائحة كورونا وأن الوباء يحتاج إلى الدعم والتوعية.

إمكانيات محدودة  

زيادة ساعات حظر التجوال التي أكدت الحكومة أنها سوف تمضي لتطبيقها، أعقبتها عدة توجيهات والتزامات إثر تأكيد وزارة الصحة وإثباتها وجود حالات بمرض كورونا، لذلك جاء اهتمام  الحكومة بالسودانيين العالقين في معبر سلوم جنوب مصر، فقد تم التنسيق مع السفارة السودانية في القاهرة بالتعاون مع وزارة الخارجية عبر القنصلية السودانية بمصر لمساعدتهم، وبذلت مجهوداً كبيراً في تجهيز السكن والإعاشة والرعاية للعالقين إلى حين قفل المعابر. هذا ما جاء به عضو مجلس السيادة صديق تاور خلال إفادته لـ(الصيحة)، وقال: سوف يستمر حظر التجوال إلى أن تتضح الرؤية، كاشفاً عن أن الوضع الصحي في البلاد على قدر الحال ولا يستطيع استيعاب الوباء، موضحاً أن الإمكانيات الصحية محدودة جداً والوضع المالي أسوأ حالاً من الوضع الصحي، لذلك ليس في يدنا شيء غير أن نتحايل على المتاح لدينا من خلال أمر الحظر والمحافظة على اتباع الإرشادات الصحية الموجهة من وزارة الصحة. وقال تاور إن قرار نقل الطلاب إلى الولايات وجدنا فيه  معاناة من خلال ارتفاع تذاكر السفر عبر المركبات الخاصة التي استغلت الوضع، الأمر الذي وضعنا في حالة حرجة تجاه الطالب الجامعي. وأكد أن إغلاق المعابر والاتجاه لمضاعفة وزيادة فترة الحظر تأتي بناء على مقدرة الولاية و العاصمة. وأعرب تاور عن أمله في أن يكون المواطن على درجة من الوعي وأن يتعامل بإدراك لتخطي الفترة العصيبة للوباء، وكشف عن منصة قومية لتلقي الدعم العيني والمادي المخصص لمجابهة المرض  ليغطي كل مستشفيات الولاية والتجمعات الرئيسة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى