إغلاق المطار… عزلة بأمر كورونا

لحماية الوطن

 

تقرير: مريم أبشر

أصدرت سلطة الطيران المدني نشرة رسمية مساء أمس أعلنت فيها استمرار إغلاق المطارات السودانية لشهر كامل، في خطوة أتت متسقة مع الجهود الحكومية الهادفة لإغلاق كل النوافذ والمداخل أمام فيروس كورونا، واستثنى القرار رحلات الشحن الجوي والمعونات الإنسانية والطبية والتوقف الطارئ لأسباب تقنية، وتشمل قائمة الاستثناء أيضاً رحلات التزود بالوقود التي لا تشمل إنزال ركاب، وقالت سلطة الطيرن إن الخطوة تأتي ضمن إجراءات احترازية ضد فيروس كورونا وإعلان اللجنة العليا للطوارئ الصحية بالبلاد.

القرار وإن جاء في الأصل ضمن حزمة احترازية سخرت لها الدولة كل الإمكانيات للخروج بأقل الخسائر من جائحة كورونا التي أدخلت كل العالم في عوازل حجر صحي تجنباً لانتشار الفيروس المرعب، إلا أن أعداداً كبيرة من السودانيين والأجانب الذين أصبحوا حبيسي الإغلاق نتيجة التمديد، يتوقون  للحظة التي يعلن فيها العالم انتصاره على الفيروس الذي هزم الدول العظمى وشكلت خسائرة أرقاماً فلكية ومازالت حائرة في كيفية التوصل للقاح يقضي عليه .

استثناءات

بالأمس القريب فتح مطار الخرطوم أجواءه استثناءً ليستقبل طائرة الخطوط الأثيوبية القادمة من أديس أبابا تحمل معونات طبية وفنية لمجابهة فيروس كورونا، الإعانات التي استقبلها المطار جاءت ضمن تبرعات قدمها رجل أعمال صيني للقارة الأفريقية، الرحلة الاستثنائية هي الأولى التي تغادر مطار أديس لمطار الخرطوم، حيث استقبلها بالمطار وزير الصحة الاتحادي وسفير السودان بأديس أبابا.

الـ (48)ساعة

نهاية الأسبوع المنصرم، فتحت سلطة الطيران المدني بموافقة غرفة النقل الجوي المجال ـمام رحلات استثنائية استمرت ثماني وأربعين ساعة استقبلت الخرطوم عبرها أكثر من خمسة آلاف قادم ومغادر عبر ثلاث عشرة رحلة عبروا جميعاً عبر مطار الخرطوم الدولي من شتى الجنسيات، شكل القادمون منهم نسبة 51% وكانت آخر رحلة تتبع لشركة طيران الإمارات.

وحسب مصدر مسئول بمطار الخرطوم تحدث لـ(الصيحة) أمس، فإن القادمين والمغادرين خضعوا لإجراءات صحية صارمة جداً وذلك تحسباً لأى حالة اشتباه بمرض كورونا الذي  بموجبه أغلق المطار، وأكدت أيضاً أن جميع الطائرات طالها التعقيم والفحص الدقيق.

وكشفت إحدى الرحلات التابعة لطيران بدر السبت الماضى نتيجة الفحص الدقيق حالة اشتباه لمصاب بالفيروس لثلاثيني قادم على متن إحدى  رحلات بدر من دولة الإمارات، تم حجزه بأحد مستشفيات العزل الصحي المخصصة للمشتبه فيهم.

هشاشة وضع

سفير ــ فضل حجب اسمه ــ وصف قرار تجديد إغلاق مطار الخرطوم بالممتاز، واعتبره في مصلحة البلاد ومساعي الحكومة لتقليل مخاطر الفيروس خاصة أن وضع البلاد الصحي هش للغاية في ظل شح آليات المكافحة والمعقمات. وأضاف: الخطوة إجراء احترازي لمواجهة وباء خطير عجزت الدول الكبرى عن إيجاد علاج له، أو لقاح يقي شره،  فضلا عن أن القرار يأتي متسقًا مع قرار آخر هو حظر التجول الذي اتخذته الحكومة ممثلة في اللجنة العليا لدرء كورونا.

ويضيف السفير: القرار تأخر في تقديري لأن الشعب السوداني موسوم بالعفوية، وعدم التقيد بالقوانين والتحذيرات، وهو سلوك يشابه لحد كبير في تقديره النمط الإيطالي الذى كانت نتيجته حصد الوباء لآلاف الضحايا، فضلاً عن أضعافهم من المصابين.

وفيما يختص بالعالقين من أبناء السودان يقول، إن سلطة الطيران المدني سبق وأن فتحت أجواء المطار لرحلات استثنائية، ويمكن أن تتخذ خطوة أخرى مماثلة إن تطلب الأمر ذلك، غير أن بقاء العالقين يعتبر الأفضل لهم صحياً من مخاطر الإصرار على العوده للسودان.

حسب الظروف

البروفسير عبده مختار الأكاديمي والأستاذ بالجامعات  في حديثه لـ(الصيحة) وصف فترة الإغلاق لمدة شهر بالطويلة جداً خاصة أن هنالك عالقين تعطلت مصالحهم، ويرى أنه كان يمكن أن يمدد القرار لمدة أسبوعين ، تجرى السلطات في نهايتها  تقييماً للأوضاع بشكل عام إن كان الوضع يتطلب تمديداً آخر أم لا،  مشيراً إلى أن تواتر بعض الأخبار تؤكد بدء انحسار المرض، وبجانب ما يثار أن الفيروس لا ينتشر بسرعة في البلدان ذات الطقس الحار كالسودان ودعا لأهمية مراعاة أوضاع العالقين بالخارج وتسيير رحلات استثنائية لنقلهم مع ضمان إجراء الحجر الصحي لكل من يشتبه فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى