بين الرفض والقبول 

مواكب تخرج رغم (كورونا)

 

 

الخرطوم: جيلي أنا

رغم حالة الطوارئ الصحية التى أعلنتها الحكومة تحوطاً لتفشي وباء (كورونا) والإجراءات التي اتخذتها لمنع التجمعات وتقليل الزحام نجد أن العديد من الجهات تتعامل مع القضية وكأن الأمر لا يعنيها فخرجت خلال الأيام الماضية “مواكب” من الشباب الثائر احتجاجاً على تصريحات رئيس لجنة فض الاعتصام د. نبيل أديب ومطالبته بتمديد فترة تسليم تقرير اللجنة لثلاثة أشهر أخرى، وكان قد سبق موكب الثوار  في ذات اليوم تجمع “أسر الشهداء” أمام مجلس الوزارء، وأيضاً أعلن ما يسمي بـ “تحالف القوى الوطنية لتصحيح  المسار” عن مليونية اليوم “السبت” ضد الحكومة وتردي الأوضاع المعيشية.

تصعيد

لم يتعامل الشارع مع وباء “كورنا” بجدية وخروج “المواكب” إلى القيادة العامة وأمام مجلس الوزراء دليل واضح  على حالة اللا مبالاة لمواجهة المرض المتفشي في العالم ودول الجوار، وكانت قد أعلنت “لجان مقاومة بحري” عن موكب بعد تصريحات رئيس لجنة تحقيق فض الاعتصام د. نبيل أديب رغم إعلان وزير الصحة د. أكرم علي التوم وفاة حالة بـ “كورونا” في الخرطوم.

وقال بيان منسوب إلى لجان مقاومة بحري “وجدنا آراء كثيرة لتأجيل موكب اليوم احترازاً من الوباء المتفشي كورونا ونحترم الرأي الأغلب من جماهير شعبنا الأبي في الاستجابة للوعي الشعبي والثورية المحكمة في استيقاظ الترس مهما طال الأمد فالوقت لا يقتل قضية وما دفعنا للتصعيد هي نيران تلك القضية الملتهبة”.

وشدد البيان على أن لجـان أحيـاء بحري تشعر بحرج بالغ في تناول هذه التفاصيل تجاه من تقدموا الصفوف في وجه الترسانة الأمنية التي أفقدت بعضهم أعضاءه  بقي الآخرون بإعاقات بعد الأحداث الدامية والمواجهات المميتة تجاه الثوار التي خلفت مئات الجرحى وعشرات الشهداء.

تباين

ووجدت خطوة خروج مواكب من الثوار إلى ساحة القيادة العامة آراء متباينة بين الرفض والقبول، ويرى عدداً من الشباب أن تسيير المواكب في هذا الوضع الحساس مُخاطرة كبيرة ما كان ينبغي أن تتم ويمكن أن تؤجل إلى وقت لاحق، الشاب موسي عبد الله أحمد طالب بجامعة النيلين “تجارة” قال لـ “الصيحة” نعم تصريحات رئيس لجنة فض الاعتصام محبطة جداً ويعتبرها كثير من الشباب تخاذلاً من حكومة الثـورة في ملف المصابين والشهداء، وخروج مواكب في هذا الظرف الحساس سوء تقدير من لجان المقاومة ولا نقدح في وطنيتها ونواياها ولكن كان من الأفضل مساهمتها في التوعية من “كورنا” بدلاً عن دعوتها لنشاطات تُساعد في انتشار المرض.

وعلى النقيض تماماً يرى آدم يوسف أن الموكب الذي خرج مُطالباً بالقصاص للشهداء أتى في وقته تماماً وقال “الشهداء ماتوا في ميدان الاعتصام ولو ما طلعنا وثبتنا موقف القضية حتموت ولن نبيع دماء رفقائنا ولن توقفنا كورونا ولا غيرها”، وأشار إلى أن خروج الشباب من الثوار تم بصورة تلقائية عقب تصريحات نبيل أديب بعد أن شعروا بالخذلان من حكومة الثورة التي لم تعط الملف أولوية قصوى مثلما كنا نتوقع، وشدد على  أن خروج الشباب لا يجب أن يفهم أنه استهتار بالمرض أو تقليل من تحوطات الحكومة وأضاف “لم يُتح لنا خيار إلا الخروج رغم المخاوف”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى