الموسم الزراعي ..  آمال وعراقيل

 

 تقرير: رشا التوم

صورة قاتمة رسمها عدد من المزارعين ورؤساء اتحادات مزارعين سابقين  بالولايات عن موقف حصاد الموسم الشتوي ومدى الاستعدادات للموسم الصيفي، وتوقع عدد منهم  فشل الموسم المقبل لعدم إصدار سياسات العمل الزراعي، وشح الوقود والتمويل ومكافحة الآفات الزراعية.

وأكد المزارع حسن زروق من مزارعي القضارف عدم إعلان السياسات الزراعية من الحكومة حتى الآن، واعتبر الموسم الشتوي السابق من أسوأ المواسم التي مرت على الولاية،  نتيجة لارتفاع تكلفة الإنتاج تبعاً للأحداث الاقتصادية في البلاد، مشيراً إلى تراجع الإنتاجية بصورة مريعة، وفي محصول الذرة على وجه الخصوص، لافتاً إلى ارتفاع  الأسعار، وقال إن غالبية  المناطق إنتاجها ضعيف، مما أدى إلى فشل الموسم السابق بجانب  عدم مكافحة الآفات الزراعية منها الفأر والعنتد والناموس.

وأكد في حديثه لـ(الصيحة)، أن الأوضاع غير واضحة المعالم فيما يتعلق بالعمل الزراعي،  في ظل عدم المتابعة من قبل الحكومة أو المسئولين في القطاع، منوهاً إلى عدم زيارة أي مسؤول للولاية للوقوف على مشكلات الزراعة.

وشكا من مواجهة مشكلة انعدام المشتقات البترولية وانتشار الآفات وندرة التقاوي، مبيناً أن التمويل يتم من قبل البنك الزراعي وغالبية المزارعين لم يستطيعوا السداد للموسم الماضي.

مشيراً إلى أن أسعار السمسم  الموسم السابق بلغت 3.500 جنيه، وحالياَ 5 آلف جنيه للقنطار، ووصف التكلفة بالعالية لهذا الموسم، وقال إن المخرج الحقيقي للأزمة الاقتصادية هي الزراعة بشقيها النباتي والحيواني، مطالباً الحكومة بوضع القطاع ضمن الأولويات لقيادة البلاد  إلى بر الأمان.

موضحاً أن زراعة القطن وزهرة الشمس في مساحات  كبيرة ولكن الأسعار بسيطة لا تتناسب مع التكلفة، وحمل وزارة التجارة تدني الأسعار.

وفي اتجاه مغاير، أكد المزارع  عبد العزيز البشير من سنار، أن إنتاجية محصول القطن  جيدة للغاية، بالإضافة الى المحاصيل البستانية والخضروات، ورجع ليقول:  فعلياً تكاليف الإنتاج شهدت زيادة كبيرة، ولكن في المقابل الأسعار مجزية  لكافة المحاصيل،  وبلغت أسعار الخيش 180 جنيهًا للقطعة الواحدة  بدلًا عن 90 جنيهاً.

وأبدى تخوفه من تحضيرات الموسم الصيفي خاصة شح الجازولين  الذي ربما يتوفر بأسعار خرافية، وقال إن الموسم مهدد بشح الوقود، وهناك مشكلات أخرى تتعلق بالري والطلمبات والبنيات التحتية التي تحتاج إلى تأهيل وصيانة  المواجر الرئيسية والترع والأبواب، داعياً لإعادة هيكلة  الري والطلمبات، مشيراً إلى توفر التمويل بالتنسيق مع بعض الشركات، مبينا الحاجة لإعادة صياغة شروط التمويل الحالية  لأن المزراع تضرر منها.

ولم يختلف رأي المزارع عبد الله البشير من مشروع الجزيرة  عن سابقيه من المزارعين بولايات أخرى، حيث أكد أن   محصول القمح تمت زراعته بمساحات كبيرة، ولكن  الأسعار غير مجزية بجانب مواجهة مشكلات في توفر الحاصدات الزراعية وشح الوقود،  مؤكدًا أن  المتبقي أسبوع فقط على حصاد القمح والمتوفر من الحاصدات 6 فقط متوقفة عن العمل  بسبب شح الجازولين،  وأضاف أن مزارعي القسم الأوسط مكتب الكمر الجعليين اتجهوا  لزراعة محاصيل البصل  والكبكبي  والعدسية  بدلاً من التوسع في زراعة القمح  الذي تراجعت إنتاجية الفدان منه إلى 10 جوالات فقط،  وتبلغ تكلفة الإنتاج 2 جوال ملح بسعر 4 آلاف جنيه، والداب 2 ألف جنيه   فيما يخص التحضيرات  لكافة المحاصيل، فهي متساوية، ولكن زراعة البصل مربحة وتصل إنتاجية الفدان إلى 125 جوالاً،  ويكلف 3 جوالات سماد وجوال من الداب  بإجمالي 8 آلاف جنيه،  وزراعة الكبكبي جوال ملح فقط ، والعائد من الفدان 8 جوالات إلى 15 جوالاً بسعر 10 آلاف جنيه، إلى 8.500 جنيه، مبيناً أن زراعة القمح أصبحت غير مجزية داعياً الحكومة لتقييم القمح وفقاً للأسعار العالمية.

وشكا من آفة الطيور وانعدام المكافحة، وذكر أن التحضيرات للموسم الصيفي تجري لزراعة محاصيل السمسم والخضروات  والطماطم والبامية والقطن، داعياً إلى فتح مياه الري مسبقاً  وصيانة المواجر والبوابات قبل تاريخ 15 /5 العام 2020م وقطع بأن أصحاب التراكتورات رفعوا خدماتهم لشح الوقود بجانب ارتفاع أسعار جوال السماد بواقع 1800 جنيه

والداب بـ1800 جنيه.

وفي ولاية جنوب كردفان، رسم المزارع غريق كمبال صورة قاتمة للوضع الزراعي بمنطقة أبو جبيهة، حيث وصف الموسم السابق بأنه من أسوأ المواسم الزراعية، ولم تتجاوز نسبة نجاحه 30%  نتيجة لكثافة الأمطار والآفات الزراعية،  وعدم مكافحتها بالصورة المطلوبة،  مشيرًا إلى زراعة الذرة والسمسم والفول والقطن والدخن، نافيًا إجراء أي تحضيرات للموسم الصيفي، أو توفير أموال الصيانة المطلوبة، منوهاً إلى انعدام الرقابة من المسؤولين عن العمل الزراعي بالولاية، وقال إن الزراعة أصبحت (يتيمة)، وهناك مطلوبات على الحكومة الوفاء بها، وتوقع عدم نجاح الموسم الصيفي أسوة بالشتوي، مشيراً إلى أن المزارعين أصبحوا بدون بدائل  والزراعة أضحت طاردة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى