جنوب دارفور.. مخاوف من دخول “كورونا”

 

نيالا ــ حسن حامد 

السلطات الصحية بولاية جنوب دارفور ترفع درجات الحيطة والحذر علها تمنع دخول وباء الكورونا للبلاد عبر مطار نيالا الدولي، لأنها تدرك هشاشة وضعها الصحي وعدم توفر الإمكانات المناسبة لذلك، في وقت استقبلت فيه الولاية الجمعة الماضية بعثة اليوناميد بمعسكرها بمدينة كاس ويضم (٤١) من أفرادها القادمين من مصر التي ظهرت بها بعض الحالات بلغ إجماليها (٥٩) حالة والحالات التي ثبتت إيجابيتها معملياً لفيروس كورونا (٤) حالات منهم (٣) مصريين وسيدة أجنبية وجميعهم من المخالطين للحالات التي تم الإعلان عنها مسبقاً، هذه الحالات دفعت كثيرا من دول العالم الى إصدار قرارات تحظر دخول منسوبيها إلى دولهم مالم يقضوا مدة الحجر الصحي لضمان عدم نقل الوباء إلى بلادهم.

لكن في السودان وبحسب مراقبين فإن التدابير الوقائية والاحترازية ما زالت ضعيفة .

الطائرة التي أقلعت من مصر وهبطت بسلام في مطار نيالا وهي تحمل جنوداً وصباطاً مصريين مما أربك سلطات الصحة بالولاية التي عقدت اجتماعاً مشتركاً قبل يومين ضم منظمة الصحة العالمية ومفوضية العون الإنساني ومسؤول حققوق الإنسان باليوناميد ومدير الطوارئ الصحية بالوزارة بالإضافة لمدير مكافحة الأمراض والأوبئة لبحث التدابير الوقائية والاحترازية لمنع دخول الوباء إلى السودان عقب وصول البعثة المصرية فسلطات الصحة بالولاية فور وصول الطائرة القادمة من مصر إلى نيالا قامت بعزل الجنود فى معسكر البعثة بمحلية كاس بعد أن أجرت لهم الفحوصات الأولية واشترطت للبعثة بكاس عدم تحرك الجنود من موقع عزلهم إلا بعد انقضاء المدة المحددة بحسب اللوائح الصحية الدولية للحيلولة دون وصول المرض إلى البلاد، وعلى الرغم من هشاشة الوضع الصحي بجنوب دارفور، إلا أن تحرك الطائرات التي تحمل جنودا مصريين تابعين لليوناميد أدخل سلطات الصحة بجنوب دارفور في ربكة وتخوف لضعف الإمكانات التي تحول دون السيطرة على الوضع حال وجود اشتباه بين القادمين مما يحتم على أعلى سلطة بالمركز ووزارة الصحة الاتحادية الانتباه لخطورة الأمر حتى لا تقع الفأس فى الرأس ومن بعدها نعض جميعنا بنان الندم وانفلات السيطرة على الوضع، فالوزارة الاتحادية بقيادة وزيرها د. أكرم التوم مطالبة بعمل كبير مع وزارة الخارجية السودانية لوضع حد لمسألة هبوط الطائرات المصرية مباشرة إلى مطار نيالا، وقد سبق لمدير عام الصحة بجنوب دارفور د. محمد إدريس محمد عبد الرحمن أن دفع بخطاب لوالى الولاية المكلف الذي بدوره خاطب المركز بضرورة غيجاد حل لقضية هبوط الطائرات مباشرة من القاهرة إلى نيالا.

وفى ظل تلك المخاوف، ها هي وزارة الصحة بجنوب دارفور يتم إخطارها من مطار نيالا الدولي بأن هناك طائرة أخرى مصرية قادمة إلى نيالا ما دعا مديرها العام أن يجدد النداء والمخاطبة بمنع هبوط هذه الطائرة وطبقًا لخطاب مدير عام الصحة الولائية لوالي الولاية وممثل الحرية والتغيير ومطار نيالا، فإن وزارته غير مستعدة لاستقبال الطائرة المصرية التي تحمل جنوداً مصريين تابعين لبعثة اليوناميد.

وقال مدير عام الصحة طبقاً للخطاب إن وزارة الصحة بالولاية وحسب المعلومات المتوفرة لديها من منظمة الصحة العالمية بزيادة عدد حالات الإصابة بمصر إلى “٥٥” حالة مؤكدة بالإضافة لوجود باخرة مصرية تم الكشف عن وجود “١٣” حالة إصابة بالكورونا بين الركاب وحالة وفاة واحدة .

وأضاف مدير عام الصحة في خطابه أن وزارته ولعدم توفر الإمكانات اللازمة للتعامل مع حالات فيروس كورونا وعدم توفر عنابر عزل في حال وجود أي حالة محتملة بالإصابة وبناءً على اللوائح الصحية الدولية فإنها تمنع وصول هذه البعثة إلى نيالا تفادياً لدخول المرض إلى السودان.

استنجاد وزارة الصحة الولائية يستدعي التوقف عنده خاصة وأنها أقرت بهشاشة الوضع الصحي، فالأمر يحتاج للتدخل العاجل من أعلى مستويات الدولة والصحة الاتحادية لقفل الباب، سيما وأن فيروس الكورونا اجتاح حتى الآن (٩٣) دولة، ونسأل الله أن ترفع درجات الحذر حتى لا يكون السودان رقم (٩٤) فهل وصلت الرسالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى