ضربات الأعداء تقوّي ظهر الثوار

المحاولة الفاشلة..

 

تقرير: مريم أبشر

رغم الحدث الذى سرى كالنار فى الهشيم، وتناقلته الوسائط والقنوات الإعلامية، إثر المحاولة الإرهابية الفاشلة للاغتيال  التي تعرض لها موكب رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك بعد دقيقتين فقط من تحركه عند مدخل نفق كبري كوبر من الناحية الشمالية، إلا أن مجلس الوزراء بدا أمس فى مظهره العام عادياً، ولم تلحظ (الصيحة) أي مظاهر لتحوطات أمنية فوق المعدل، بخلاف التأمين الروتينى العادي من قبل قوات الشرطة والجيش فضلاً عن تامينه  الخاص لرئيس مجلس الوزراء في محيط مكتبه وحراسات مكتب وزير رئاسة مجلس الوزراء.

وصول حمدوك

بعد  الاطمئنان على (صحته) في أحد المشافي لم يفصح عنها،  وصل رئيس الوزراء حمدوك للمجلس واستقبل استقبالًا  كبيراً من قبل العاملين يتقدمهم السفير عمر مانيس وبقية الوزراء بعد أن قرر المجلس عقد اجتماع طارئ استثنائي بحضور قيادات من قوى الحرية والتغيير، لبحث أبعاد الهجوم الغادر الذي تعرض له موكب حمدوك وهو في طريقه لمقر عمله.. وبدا حمدوك متماسكاً وفي كامل الهدوء المعتاد في شخصيته.

تغريدة حمدوك

وقال في تغريدة له نشرت على موقعه في فيس بوك (أطمئن الشعب السوداني أنني بخير وصحة تامة. وما حدث لن يوقف مسيرة التغيير، ولن يكون إلا دفقة إضافية في موج الثورة العاتي، فهذه الثورة محمية بسلميتها وكان مهرها دماء غالية بذلت من أجل غدٍ أفضل وسلام مستدام).

مهر الثورة

عقد مجلس الوزراء جلسة طارئة واستثنائية أمس برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك بعيد نجاته من المحاولة الفاشلة لاغتياله، وذلك لمناقشة تداعيات العملية الإرهابية التي تعرض لها موكبه صباح أمس وهو في طريقه لمقر عمله.

وقد حيا رئيس الوزراء السادة أعضاء المجلس، مؤكداً أن ما حدث لن يفقد الثورة التركيز على إنجاز مهامها، وأنه لا بد من مواصلة العمل من أجل تحقيق الأهداف التي ناضل من أجلها الشعب السوداني، وأكد أن هذه الثورة مهرها شباب السودان بدمائهم وأن أرواحنا ليست بأعز من تلك الدماء.  وأكد الاجتماع على ضرورة إجراء تحقيق فيما حدث، داعياً إلى المحافظة على روح وأهداف الثورة والمضي بثبات في تحقيق أهدافها وبإدراك كامل لحجم التضحيات.

تفجير إرهابي

وأصدرت الحكومة الانتقالية بياناً أشارت فيه لتعرض موكب رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك صباح أمس  إلى هجوم إرهابي أثناء سيره من منزله إلى رئاسة مجلس الوزراء، وقد تعرض الموكب لتفجير إرهابي وإطلاق رصاص أسفل كوبري كوبر ولم يصب السيد رئيس الوزراء بأذى، وكذلك المجموعة المرافقة له، عدا أحد أفراد التشريفة الذي أصيب إصابة بسيطة بالكتف إثر سقوطه من الدراجة البخارية.

وأشار البيان إلى أن  رئيس الوزراء يمارس الآن مهامه المعتادة بمكتبه بصورة عادية.

وقد بدأت السلطات الأمنية إجراءاتها للتحقيق في الحادث ومعرفة مرتكبيه. وقال البيان: نحن نعلم أن هنالك من يستهدف ثورة الشعب السوداني والمكاسب التي حققها بنضالاته ودماء شهدائه، وأكدت الحكومة فى بيانها  أن إرادة الثورة باقية وأن مسيرتها مستمرة ولن تفقد بوصلتها أبداً، وأن الإرادة الشعبية الغلابة ووحدة قوى التغيير هي ضمان استمرار ثورتها وهي الإرادة التي ستجعل الردة مستحيلة. وأضاف البيان: استشرف شعبنا فجر عهد جديد وهو قادر على الدفاع عنه بكل غالٍ ونفيس، وسيتم التعامل بالحسم اللازم مع كل المحاولات الإرهابية والتخريبية والمُضي قدماً في تنفيذ مهام الثورة وتفكيك ركائز النظام القديم.

القوى الظلامية

الاستاذ ساطع الحاج القيادى بقوى الحرية والتغيير، اعتبر ما حدث صباح أمس بالحدث الدخيل حتى على الخيال السوداني، بيد أنه يحمل مؤشرات كبيرة أولها أن الثورة تسير فى طريقها الصحيح فعلاً فى تفكيك التمكين والقضاء على التطرف  بناء نظام ديمقراطي، وفي تفكيك الاستبداد،  ومؤشر أيضاً على أن القوى الظلامية وقوى الاستبداد ما تزال جادة في محاولة لإعادة عقارب الساعة والتاريخ للوراء، وهذا لن يحدث مطلقاً، وأضاف ساطح لـ(الصيحة) أن ما حدث أمس منح حكومة الثورة مؤشراً قوياً بأنها تسير في الطريق الصحيح والرصاصة التي لا تقتلك تقويك، وما حدث اعتبره صبة بشكل مباشر منح قوة أكيدة للثورة في تضامنها لتحقيق شعاراتها حرية وسلام و عدالة.

ونفى ساطع أن تكون هنالك خلافات بين قوى الحرية والتغيير الحاضنة الأساسية للتغيير، وأكد أن ما يحدث تباينات في وجهات النظر عادية،  وأمر طبيعي.  ويرى ساطع أن ىالديمقراطية لا تعني أن  نبصم على آراء بعضنا البعض، وما حدث يزيد قوى التغيير  تماسكاً وقوة لتحقيق أهداف الثورة. ونفى ساطع أن تكون المواكب سبباً في تدهور الوضع الأمني، وأضاف هي في أماكن معينة وفي زمن معين وتمنح زخم والتفاف على الثورة وتأكيد قدرتهم على حمايتها وقطع بأن ما حدث لن يسقط الثورة بأي حال من الأحوال.

تحقيق وتقصٍّ

وكشف الأستاذ النذير البراق المستشار الصحفي لرئيس الوزراء عن أن إجراءات تحقيق وتقصّ في أثر الجناة سيتم اتخاذها وأكد لـ(الصيحة) أن الرئيس بخير وباشر أداء مهامه وعقد اجتماع في القيادة العامة مع أعضاء السيادي واجتمع هنا مع قوى الحرية والتغير واجتماع آخر مع مجلس الوزراء وخرج الآن للمشاركة في اجتماع مجلس الأمن والدفاع وأنه يمارس في مهامه بصورة اعتيادية وصحته جيدة، ومتفائل ويقول إن التغيير  مهر بالدماء. ويضيف البراق أن  ما حدث يؤدي دفق لموجة التغيير بشكل عام وأنه بأي حال من الأحوال ليست خصمًا على الثورة  بقدر ما هو يمتن الصلات ويؤدي إلى وحدة الصف بين قوى الحرية والتغيير ويفتح آفاقاً أرحب، لأن تكون هناك شفافية في العلاقات المختلفة  بين قوى والثورة والسلطة، ونفى بشدة أن يكون ما حدث لرئيس الوزراء بسبب  تقصير في حمايته، وأشار إلى أن السودان بلد لم يشهد مثل هذه الأحداث من قبل، ودوماً معروف بالتسامح أن الناس تسير فيه بأمان خاصة في المناطق البعيدة من مناطق النزاعات ومناطق الحروب  ووصف ما حدث أمس  بالغريب على السودان خاصة لشخص على رأس السلطة، وأن يتم استهداف رئيس وزراء. لفت إلى أن  حركة حمدوك كانت  عادية والإجراءات الأمنية كانت عادية غير أن ما حدث كان  سببًا فى أن تتم الحماية بشكل جيد ولم يحدث ما كان يريده الجناة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى