السلمية المحسودة ..!!

 

* حمداً لله على السلامة، بعد أن تعرّض موكبه لهجوم غادر، العناية الإلهية تُنقذ الدكتور عبد الله حمدوك رئيس وزراء حكومة الثورة والوفد المرافق له.. ليس من العدل أن نسبِق سلطات الدولة ولجان تحقيقها، ولكن بتاريخ 6 يوليو 2019، وكان السجال عنيفاً – بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير – حول قسمة السُلطة، ناصحاً تحت عنوان (احترسوا)، كتبتُ ما يلي بالنص: (الفترة القادمة محفوفة بمخاطر الثورة المضادة، الأجندة الخارجية، الأفكار المتطرفة، كتائب الظل وغيرها من الألغام):

* فالثورة السودانية (سلمية).. ورغم أن نهج النظام المخلوع كان يوزّع ثقافة العنف للناس في الطرقات، ورغم أن المناخ العام كان يُغري من يشاء ليفعل ما يشاء، ورغم أن خُطى البلاد كانت قاب قوسين أو أدنى من (الغابة وقانونها)، رغم كل ذلك، فإن الثورة التي اقتلعت نظام العنف من جذوره (ثورة سلمية).. ولا تزال شعوب العالم تُبدي إعجابها بالثوّار والجنود وقوى الحرية والتغيير وتجمّع المهنيين وهم ينتقلون بشعبهم وبلادهم إلى (بر الأمان)..!!

* فالشاهد أن ثورات العالم الثالث دائما ما تُسقِط أنظمة الحكم والدول (معاً)، ثم تؤسس على أنقاضهما (دولة الغابة) أو (دولة مستعمرة).. ولكن الثورة السودانية – بوعي الثوار ويقظة المؤسسات العسكرية واستقامة النخب السياسية – لم تسقط النظام والدولة معاً، أو كما فعلت ثورة الربيع العربي بسوريا وليبيا واليمن، ولكنها أسقطت نظام الحُكم صريعاً، لتأسيس دولة الحرية والسلام والعدالة.. !!

*وكما للثورة أعداء، فإن لسلميتها أيضاً أعداء، وهؤلاء هم يستهدفون رئيس مجلس وزراء حكومة الثورة، ليس لاغتياله فحسب، ولكن لاغتيال أهداف الثورة وتحويل سلميتها إلى (مناخ للفوضى) .. وبمناسبة مناخ الفوضى، فإن الجماعات المتطرفة لا تنمو إلا في (مناخ الفوضى).. ولم تخترق الفتن والتطرف والإرهاب المجتمعات إلا بعد أن توفّر مناخ الاختراق، والذي منه اضطراب المؤسسات العسكرية والأمنية، وعجزها عن توفير الأمن والسلام للمجتمعات.. !!

* نعم، فالمجتمع العصي على اختراق أمنه وسلامه هو المجتمع المستقر سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وهذا ما يُحسد عليه (شعبنا المُسالم).. ولذلك يجب تفويت الفرصة على من يحسدون شعبنا على (سلمية ثورته).. يجب هزيمة خطتهم بدعم حكومة الثورة حتى تتخطى كل تحديات المرحلة الانتقالية، ثم تحقق غايات الشعب وآمال  الثوار .. (ما حدث لن يوقف مسيرة التغيير، ولن يكون إلا دفقة إضافية في موج الثورة العاتي، فهذه الثورة محمية بسلميتها، وكان مهرها دماء غالية، بُذلت من أجل غدٍ أفضل وسلام مستدام)، هكذا واجَه حمدوك الهجوم الغادر ..!!

* ولو أصبح هذا الغد الأجمل –  الذي يحلم به حمدوك – غاية كل أهل السودان، فلن تنجح مخططات أعداء الثورة وعملياتهم الغادرة التي يجب أن تكون قوة دفع للشعب والحكومة نحو غايات وأهداف الثورة.. ولم يعد هناك خلاف حول (أهداف الثورة)، ومنها تفكيك دولة الحزب البائد ثم التحوّل إلى (دولة مدنية) تقف على مسافة واحدة من كل القبائل والأحزاب والثقافات والأديان، بمنتهى العدل والحرية والديمقراطية، ومهما كانت المتاعب والمتاريس، فإن قطار الثورة يجب أن يصل كل هذه المحطات ..!!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى