الأغنية الشبابية.. ما لها وما عليها

رفض البعض تصنيفها

 

 

الخرطوم: جيلي أنا

اختلفت المسميات والمعنى واحد للأغنيات التي يرددها الفنانون الشباب، فالبعض يطلق عليها الأغاني الشبابية، بينما يصنفها آخرون بـ”الهابطة”، ويسميها الجيل الذي ظهرت في عهده هذه “النوعية”  بأغاني (الزنق)، فيما يرفض عشاق الطرب الأصيل أن توصف بأنها لونية جديدة للأغنيات التي شكلت وجدان الشعب السوداني، إلا أن  مختصين من أهل الفن والإبداع كان لهم رأي مغاير تماماً وقطعوا بأنه لا يوجد ما يسمى بالأغنية الشبابية في مصطلح القاموس الغنائي، وأكدوا أن الأغنية المتعارف عليها هى “ثالوث” الإبداع الذي يجمع الكلمة واللحن والأداء بغض النظر عن سن المؤدي أو رصانة الأغنية.

حيث استضاف “مسرح النيل بأم درمان” مجموعة من أهل الفن من المختصين والباحثين والمهتمين في مجال الموسيقى بجانب عدد من الفنانين الشباب وكان محور النقاش “الأغنية الشبابية ما لها وما عليها.

ابتدر النقاش المختص في مجال الموسيقى الناقد الفني الدرديري محمد أحمد، وتساءل عن الأغنيات التي قدمتها الفنانة إنصاف فتحي في وصلة غنائية في مستهل الأمسية، وقال “هل يمكن أن نطلق على هذه الأغنيات المسموعة من الحقيبة أو غيرها شبابية لأن من قدمها شاب”.

ونوه الدرديرى إلى أن ثقافة الاستماع مهمة بقدر ثقافة الإبداع وأكد ارتباطه بالجيل الحالي بداية بمراكز الشباب، بجانب تجربته فى برنامج “نجوم الغد” بقناة النيل الأزرق، وشدد على أنه لا توجد أغنية شبابية بهذا المعنى، وعرف الأغنية بالصياغة الوجدانية ابتداءً  بالنص الشعري ومن ثم اللحن والأداء والذي ينقسم بدوره إلى “بشري وآلي”، وأضاف “إن الأغنية غير مربوطة بسن محددة مثل تصنيفات كرة القدم، كما في المراحل السنية، لأن الأغنية التي تؤثر في الشباب تؤثر في غيرهم”.

وتحدى الموسيقار محمد حسن عجاج أن يأتي الشباب بمفردة جديدة أو لحن أو أداء مختلف عن الجيل السابق، وقال إن الأغنية الحالية هي نفسها التي كانت في الماضى القريب من ناحية الكلمة واللحن والأداء والتكنيك.

الشاعر التجانى حاج موسى، وصف الفن بأنه ليس للترفيه والرقص فقط، ونوه إلى أنه رسالة، ويجب على الفنان أن يكون ملتزماً تجاه نفسه وجمهوره، لأنه يقدم رسالة ويجب أن يقدم ما يفيد الناس، وقال حاج موسى إنه يجب أن يتعظ الفنانون خاصة الشباب من أغنيات كثيرة كانت تحوم في الساحة ولكنها سرعان ما تلاشت وتساقطت من الذاكرة السماعية والوجدان، لذلك تبقى الأعمال الجميلة والصادقة خالدة مثل رائعة عثمان حسين (عشرة الأيام)، ومثل هذه الأغنيات مستحيل أن تسقط، واتفق التجاني حاج موسى مع الذين سبقوه في الحديث بأنه لا يوجد ما يسمى بالأغنية الشبابية لأن الفن هو غناء للأمة.

ونيابة عن أبناء جيله كان قد تحدث الفنان الشاب محمد حسن خضر، وقال إنه ضد التصنيفات، لأن الفنان هو لسان الناس يعبر عن قضاياهم وآمالهم وتطلعاتهم وإحباطاتهم ووجدانهم ولذلك من يقدم عملاً يلامس وجدان الجمهور تكتب له الاستمرارية، ودافع خضر عن أبناء جيله، وقال إن الشباب دائماً ما يتهمون بأنهم يقدمون أعمالاً أقل قيمة، وأضاف: “لكن علينا أن ندرك أن الشيء الجميل يبقى والأغنية الجادة تتغلغل بين الناس والهزيلة تتلاشى بغض النظر عن المؤدي سواء كان شاباً أو كبيراً”.

وأشار إلى أن المشكلة ليست في الفن وحده، وإنما التحولات التي تمر بها الحياة السودانية من متغيرات هي السبب في ظهور أعمال لا ترقى إلى السماع  ولا يصح أن نطلق عليها أغنيات شبابية، لأنه يوجد من الشباب من قدم أغنيات جميلة وجادة فالتعميم غير صحيح.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى