(الصيحة) تستنطق د. وائل الدوش عن “كورونا”

 

جو السوان الحار لا يقي من “كورونا” وعلينا الاحتراز الوقائي

“الكلوركوين”  أسهم في علاج الفيروس

الكمامات لا تقي من الإصابة.. وفترة الحضانة 21 يوماً

 

فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، يعرف باختصار (Mers/cov )أو (Em c/2012 )، وهو فيروس حمض نووي ريبوزي، أطلق عليه في البداية أسم فيروس كورونا الجديد  2021، حيث أبلغ عنه لأول مرة عند إصابة شخص بعد تحديد التسلسل الجيني للمرض، ويعتبر كورونا أحد الفيروسات العديدة التي حددتها منظمة الصحة العالمية كسبب محتمل لوباء مستقبل، وفي 25/2 صرحت منظمة الصحة العالمية بأن وباء كورونا هو وباء عالمي، وقد وصل عدد حالات الإصابة به 81 ألفاً ومائة وتسع حالات مثبتة بالفحص المعملي عالمياً، وهو فيروس يشبه فيروس (sars/cov).

وهو فيروس قديم تم القضاء عليه عن طريق الوقاية العلاجية.

” الصيحة” جلست إلى دكتور وائل عوض الدوش اختصاصي الباطنية والصدر ومناظير الرئة والغشاء البلوي، وسألته في العديد من المحاور حول فيروس كورونا، وكانت لها هذه الأفادات.

 

حاورته: رباب حسن

 

*بدءاً ما هو فيروس كورونا؟

أولاً اسم الفيروس (covi/19 ) وهو ليس من الفيروسات المعتاد إصابتها للإنسان، حيث أنها تصيب الخفافيش، وحسب التسلسل الجيني  للفايرس وحسب الدراسة أنه بد،  في سوق مدينة ووهان الصينية.

*كيف بدأ؟

عندما تناول بعض الأشخاص لحوم الخفافيش المطهوة وباعتبارها طبقاً شهياً ومعتادة لديهم، فانتقلت الفيروسات لجسم الإنسان، حيث تم تكاثرها باعتبار أن دم الإنسان أو جسمه أصبح بؤرة لتكاثر الفيروس وتطوره، ومن ثم انتقاله من الشخص المصاب إلى الشخص السليم.

*كيف تم اكتشافه؟

في بداية ظهور الإصابة كانت هنالك تساؤلات عديدة عن حقيقة الإصابة وسرعة الانتشار، حتى تمكن طبيب صيني (لي وينليانغ) من اكتشاف هذا الفيروس، غير أنه قد توفي بعد إعلان اكتشافه للفيروس بأسبوع وقد تمت إصابته قبل إعلانه بأسبوعين .

*ما هي أعراض الإصابة؟

الأعراض تتمثل في حدوث  حمى عالية لدرجة الارتعاش مع ألم في الحلق وصعوبة في التنفس، كما قد تظهر أعراض أخرى بالجهاز الهضمي مثل الغثيان والطمام، وفقدان الشهية مع الحمى العالية، لكن هذه الأعراض قد تظهر بعد أن يصاب الإنساب بالفيروس من قبل أسبوعين من ظهور الأعراض، ويجب الانتباه  إلى أنه توجد بعض الإصابات في الأعراض ليس بها حمى.

*هذا يعني أن هنالك فترة حضانة وكم تبلغ؟

تهاجم الفيروسات جسم الإنسان وتبقى بداخله لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وهي فترة الحضانة التي تتوالد خلالها وتتكاثر ومن ثم تظهر الأعراض.

*ذكرتَ أنه سريع الانتشار كيف يتم إنتقال  العدوى؟

كورونا هو من الإصابات الفيروسية الوبائية الخطيرة، فهو يتنقل عن طريق الرذاذ المخلوط بالفيروس عبر الهواء من الشخص المصاب إلى الشخص السليم ويمكن خلال هذه العملية أن يصيب عدة أشخاص.

*ما هي الفئات الأكثر إصابة بالفيروس؟

هم الذين يعملون في البيئة التي بها مصابون أو يعيشون فيها، وأيضًا المسافرون، والمتنقلون بين المناطق التي ظهرت بها الإصابات.

 هل هنالك طرق أخرى لانتقال العدوى؟

نعم، تنتقل الإصابة عن طريق الوسائل الانتقالية العالمية جميعها (الطائرات والقطارات والسفن)، لذا فهو ينتقل عبر العابرين والمسافرين بها وخطورة ذلك تطال حتى كل الطاقم العامل بها.

*وماذا يجب لهولاء فعله حتى يتجنبوا الإصابة بالفيروس؟

على الطاقم الموجود بالوسيلة الانتقالية عزل المصابين عن بقية الركاب كما عليهم توخي الحذر في التعامل.

*كيف؟

توخي الحذر يجب على كل من يعمل فى وسائل التنقل العالمية (طائرات وقطارات وبواخر) لبس الكمامات الوقائية، وهي (N95) الأنتي فاريس مع العلم أن الكمامات العادية غير مفيدة بل التي بها فيلتر تعمل على تنقية الهواء خاصة للذين يعملون في النظافة وإعداد التجهيزات لوسائل النقل  العالمية مثل الصيانة أو التزويد بالوقود وخلافه، وذلك لمنع احتمال انتقال الإصابة، ويجب معرفة أن الكمامات لا تمنع الإصابة بالفيروس، وإنما تقلل من حدة خطر انتقال العدوى.

*عند الاشتباه أو وجود حالة إصابة في طائرة كيف يتم التعامل؟

بمجرد الاشتباه، يجب أن يتم الحجر لكل الذين جاءوا في الطائرة أو الوسيلة التنقلية عبر البلدان، وعزل المشتبه فيه أو المصاب في محجر منفصل وبمنأى عن البقية.

كم تبلغ فترة الحجر؟

فترة الحجر تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى يتم التأكد من إصابتهم أو عدمها.

*وكيف يتم ذلك؟

بظهور الأعراض آنفة الذكر.

*هل يُعطى المحجورون خلال فترة الحجر أي علاج وقائي؟

ما لم يتم التأكد من الإصابة لا يمكن إعطاؤهم أي عقار احترازي أو وقائي.

*إذن ماذا يحدث خلال تلك الفترة؟

يخضع المحجور لفحوصات يومية.

*وما هي تلك الفحوصات؟

تؤخذ للمشتبة فيه  صورة أشعة عادية (XRay) وفحوصات للدم بجانب قياس للوظائف الحيوية، وأيضا يتم أخذ عينات من الأغشية المخاطية للفم وعينات من اللعاب.

*عند التأكد من إصابة أحدهم ماذا يحدث؟

إذا تم التأكد من إصابة أحدهم يتم إعطاؤه العلاج، ولكن لا يوجد حتى الآن علاج خاص جذري لفيروس كورونا إلا أنه يوضع المصاب تحت الرقابة الطبية المشددة على حسب درجة الإصابة.

*هل هنالك دراسة أثبتت نجاحاً في علاج الإصابة بهذا المرض؟

توجد العديد من الدراسات لمعرفة فعالية بعض الأدوية في علاج المرض، وقد أثبت علاج الكوركليوين المستخدم لعلاج الملاريا أنه يساهم في علاج المصابين إذا ما تم إعطاؤه للمصاب تحت إشراف طبي دقيق.

*هل يمكن انتقال الإصابة من الأم الحامل إلى الجنين؟

لا توجد دراسة عن إصابات الحوامل أو الأطفال، ولا توجد دراسة عن كيفية وقاية  الحوامل والأطفال، كما لا توجد دراسة عن انتقال الإصابة من الأم الحامل إلى الجنين.

*ما هي المضاعفات التي تسببها الإصابة بفيروس كورونا؟

من أصعب المضاعفات التي يحدثها بجسم المصاب  قصور في الجهاز التنفسي مما يؤدي إلى قصور في الدورة الدموية، ثم يحدث بعدها قصور في وظائف الكلى والقلب وبالتالي يحدث الموت.

*في ظل تلك المضاعفات كيف يمكن علاج المصاب؟

الإصابة بفيروس كورونا تحدث تدهوراً صحياً سريعاً للمصاب، حيث أنه يهاجم الجهاز التنفسي مما يؤدي لدخول المريض للعناية المكثفة، وتوضع عليه الأجهزة الصناعية للمساعدة على التنفس وإعطاء المصاب الأوكسجين الطبي وأدوية مخفضة للحرارة.

*من المعتاد علاج الفيروسات بالمضادات الحيوية ما هو المضاد المناسب للمصاب؟

رغم إعطاء المصاب بعض المضادات الحيوية عن طريق الأوردة لـ 50% منهم، وبنسبة و35% يعطون مضادات فيروسية بالإضافة لأعطائهم الأوكسجين، لكن 41% تسوء حالتهم ويتم إدخالهم العناية المكثفة، حيث لا توجد فعالية من استخدام المضادات الحيوية لعلاج فيروس كورونا، لذا يجب استخدام طرق الوقاية اللازمة.

*وكيف يتم استخدام تلك الطرق الوقائية؟

بالحجر الصحي الكامل للمصابين وذلك بعزلهم في غرف  خاصة بتلك الحالات، وهي غرف عناية مكثفه خاصة زائداً ضغطاً سلبياً (عديمة التهوية) لمنع انتشار العدوى،و استخدام الكمامات الاحترازية الوقائية الطبية، وأيضا يجب أن يرتدي الكادر الطبي والعاملين بالمحجر ملابس وقائية صحية  مانعه لانتقال العدوى من أسفل القدمين إلى أعلى الرأس بجانب نظارة طبية و”جونتات” للأيدي، كما يجب أن يكون المصاب في منأى تام وبعيداً عن بقية الذين يخضعون للعلاج بالمستشفى.

*هل تم شفاء بعض المصابين؟

حدثت وفيات لعدد كبير من المصابين لفشل وجود علاج خاص به وفي الفترة الأخيرة تعافت بعض الحلات التي استخدم في علاجها الكورلكين الذي أثبتت الدراسات والتجارب إسهامه في علاج فيروس كورونا، ولكن تعرضت تلك الحالات  لمواصلة الفحوصات والإشراف الطبي الدقيق.

*ما هي طرق الوقاية من الإصابة؟

بتجنب الاحتكاك بالمصابين، وكذلك تجنب الاحتكاك بالحيوانات وأيضا يجب تجنب أكل لحوم الحيوانات غير المطهوة جيداً واللحوم الحيوانات المنزوع عنها الجلد مثل الخفافيش وخلافه وتجنب البيئة التي ظهر بها الوباء.

*هنالك حديث عن استحالة انتقال المرض للسودان باعتبار الأجواء الحارة ما مدى صحة ذلك؟

لا توجد دراسة عن مفعول درجة الحرارة أو مدى تأثير درجة الحرارة على الفيروس، وكما أسلفنا أنه انتقل إلى جسم الإنسان بعد تناوله لحوم الخفافيش المطهوة، فإذا هذا الفيروس لم يمت بدرجة حرارة الطهو، إذاً لا يؤثر الجو الحار عليه، والسودان ليس بمنأى عن انتقال الإصابة، فقط يجب الاحتراز خاصة من التنقل الدولي.

*وكيف يتم ذلك؟

بتجهيز كادر طبي  متكامل، والتأهب التام لاحتمال قدوم حالة مصابة بالفيروس خاصة من القادمين من دول شرق آسيا بكل سبل المواصلات سواء كانت برية أو جوية أو بحرية.

لذا يجب تجهيز غرف عزل طبي متكاملة بكل الأجهزة الطبية الوقائية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى