حمدوك في كسلا.. مشاهد أول زيارة

 

كسلا: صلاح مختار

مهمة مُحدّدة لزيارة وفد المقدمة يحملها لكسلا

سبق زيارة رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك إلى ولاية كسلا، وصول وفد المقدمة الذي يتكون من وزير الحكم الاتحادي د. يوسف الضي بجانب وزير الشؤون الدينية نصر الدين مفرح ووزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي، كان الوفد مهمته الوقوف على الأحوال العامة بالولاية، والتعرف على طبيعة المشاكل التي تعترض سير عملها، والوقوف على آخر الترتيبات لمؤتمر الصلح الذي وقع بين البني عامر والهدندوة، الوفد الذي وصل مبكراً دخل فور وصوله في اجتماعات مكثفة مع اللجنة الأمنية بالولاية، تعرفوا على طبيعة المنطقة والجوانب الأمنية فيها، بالإضافة إلى الترتيبات الخاصة بافتتاح بعض المنشآت.

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

البوشي.. إدارة حوارات مفتوحة وتواضعت للاستماع للشباب

وفد المقدمة تحرك في كل الاتجاهات كل وزير على حسب ما يليه من مؤسسات نظيرة لوزارته بالمدينة، حيث نشطت وزيرة الشباب ولاء البوشي في تلاحم مع الشباب حيث قامت بزيارة إلى مراكز للشباب والتقت بشباب الثورة ولجان المقاومة، حيث أدارت حواراً مفتوحاً مع الشباب، تبودلت فيه الأفكار، وعبر الشباب عن قضاياهم في المرحلة الجديدة، وباركت البوشي للشباب نجاح الثورة رغم التضييق، إلا أنهم استطاعوا التعبير عن رؤيتهم وإنجاز التغيير، وشددت على ضرورة أن يقود الشباب مبادرات التغيير، مشيرة إلى دور لجان المقاومة. وعبرت عن تحديات الفترة الانتقالية خاصة في قطاع وزارة الشباب والرياضة التي قالت إنها كانت (خاتنها في الجنبة). البوشي أدارت حوارات في عدد من اللقاءات اتسمت بالتلقائية، تواضعت فيها بالاستماع أكثر مما كانت تتحدثـ حيث قالت إنها جاءت لتستمع لقضاياهم. وقامت في نفس اليوم بزيارة إلى مدينة أروما التقت فيها بقيادات الشباب والرياضة.

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

المحور الديني في اتفاق الصلح كان محور لقاءات مفرح

الهدف الأساسي لزيارة حمدوك إلى ولاية كسلا التوقيع على اتفاق الصلح بين البني عامر والنوبة، ولأن القضية متعلقة بالجانب الاجتماعي والأخلاقي والديني، فإن الحكومة وفقت في ابتعاث أهم وزارتين للتعامل الوقائي مع قضية الخلاف بين القبيلتين، ولذلك ركز وزير الشؤون الدينية نصر الدين مفرح في لقاءات خاصة بالأئمة والدعاة ومخاطبته المصلين ركز على قيمة الصلح وحرمة قتل النفس وضرورة التآخي والتسامح بين الناس باعتبار أن المؤمنين إخوة فأصلحوا بين أخويكم، تلك الخطبة وجدت صدى، وكشفت أن هنلك حاجة كبيرة لعمل دعوي واجتماعي كبير لرتق النسيج الاجتماعي.

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

قوى التغيير : سنشارك في استقبال حمدوك رغم الملاحظات

كل الذين قابلناهم من المواطنين رفضوا الحديث بوجود أي خلاف بين البني عامر والنوبة، وأكدوا أن مجتمع كسلا موحد، وأنهم إخوة وأن جميع القبائل فيه تعيش في وئام اجتماعي، غير تلك الفتنة المحدودة التي بصددها وُقّع مؤتمر الصلح، ولكن في لقاء قوى الحرية والتغيير بوزير ديوان الحكم الاتحادي مع وزير الشؤون الدينية كانت هنالك بوادر خلاف بسبب المشاريع التي سيتم افتتاحها بحجة أنها أنشئت منذ النظام السابق، بيد أنهم أكدوا أن مشاركتهم رمزية في البرامج المطروحة، وقالوا: لا نريد أن ننكأ بعض الجراح، وأشاروا إلى الأجسام الأخرى التي ظهرت في الولاية، وأشاروا إلى طبيعة العلاقة بينهم والوالي، بيد أن وزير ديوان الحكم الاتحادي طالب بضرورة نبذ الخلاف ووحدة الصف بين مكونات التغيير، ودعا إلى أهمية التعامل والتعاون مع الوالي.

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

حشد الاستقبال يُعبّر عن التنوع الاجتماعي لسكان كسلا

الحشد النوعي الذي استقبل حمدوك بالمطار اختير بعناية سواء كانت الوفود الرسمية أو الشعبية، حيث تمثلت فيها كل ألوان الطيف بالولاية بجانب الإدارات الأهلية وممثلين لقوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة، وتلك إشارة إلى وحدة وتضامن الولاية، وعدم وجود أي خلاف يعكر صفو الزيارة، بجانب ذلك كان هناك استقبال من فرق الفنون الشعبية التي تمثل مكونات الولاية.

ولعلّ واحدة من المشاهد التي تعبر عن وحدة إنسان الولاية انسجام الأنغام التي تعكس طبيعة القبلية مع القبيلة الأخرى.

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

محاولات تشويش محدودة لم تؤثر على سير الزيارة

واحدة من الظواهر التي شهدتها زيارة حمدوك إلى ولاية كسلا، أنها اتسمت بالهدوء دون ضوضاء مثلما كان يحدث في العهد البائد، بجانب أنها مرتبة ومحددة بتوقيت زمني صارم في اللقاءات الخاصة.

وللأمانة التاريخية والمهنية، فإن رئيس مجلس الوزراء الذي قام بافتتاح عدد من المشاريع بالمدينة بجانب اللقاءات بحكومة الولاية ولجنة الأمن بالإضافة إلى لقائه بقوى التغيير بالولاية بالإضافة إلى الحشد الذي شهد التوقيع على اتفاق الصلح بين البني عامر والنوبة لم تعترض طريقه أي من مظاهر الإخلال بالأمن، بيد أن هنالك عدداً محدوداً من المحتجين ليس بسبب الزيارة، وإنما طبقاً لمصادر لـ(الصيحة) يرجع لخلاف بين مجموعتين تمثلان قوى التغيير كل واحدة تدعي أنها لديها الحق قامت بالتشويش بإغلاق بعض الطرق ومنع سير العربات، بيد أن حكومة الولاية قامت باستدعاء أحد قادة تلك التظاهرة بمبنى الولاية، ويدعى (أحمير)، بيد أن الوضع الهادئ في المدينة لم يعكس حركة الاحتجاج، وبالتالي ليس صحيحاً حصار مبنى الحكومة أو رشق عربة حمدوك، ربما حاول البعض تضخيم الموقف، ولكن الزيارة كما وصفها البعض ناجحة بكل المقاييس.

\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

بنفس ما استُقبل عاد حمدوك للخرطوم تطارده الشائعات

وبنفس ما استقبل، عاد رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك, والوفد المرافق له للخرطوم, ورغم سرعة الطائرة, ولكن الإشاعة سبقت وصوله بتعرضه للرشق واحتجاز مبنى الحكومة، ومثلما تنتشر النار في الهشيم، فإن الإشاعة سرت في أوساط الرأي العام وكأنها واقع على الأرض، ولكن قال البعضك يكفي أنه طوى صفحة الخلاف بين مكونين كان يمكن أن تهدد النسيج الاجتماعي في الولاية وبالتالي الخطوة تعتبر إنجازاً كبيراً في أول زيارة له لمدينة كسلا. ولعل كما قال حمدوك أمام مؤتمر الصلح هي زيارة أولى، ولكن ستأتي  لقاءات أخرى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى