ريجيم دمعي


دراسة بحثية علمية تثبت أن بإمكاننا فقدان أوزاننا الزائدة باستخدام الدموع كمضاد للكولسترول!! فجلسة من البكاء المشحون بالعواطف يمكن أن تخلصك من عدد مقدر من السعرات الحرارية بسبب إنزيمات معينة يتلازم إفرازها داخل جسم الإنسان مع انخراطه في البكاء!! هذه الدراسة حتماً تحمل لي ولرصيفاتي من السيدات تحديداً، بشرى سارة جداً، إذ أننا (كده كده باكين) لأسباب متعددة تبدأ بقهر الرجال وتمر بخيانة الصديقات وتنتهي بتقطيع البصل لضرورة الطبخ. كل ما يلزمنا أن نبدأ في وضع جدول منظم للحمية (البكائية) لتحقق النتائج المرجوة كوننا نتوق لاكتساب أوزان رشيقة وأجساد جميلة عساها تسهم في خفض معدلات انحراف الأزواج وتغض من (عيونهم الطايرة) تحقيقاً للاستقرار الأسري والسعادة النسائية الضائعة. والمعروف أن الدموع تتسم بفوائد عديدة، فبالإضافة لكونها وسيلة لتفريغ الضغوط النفسية السالبة والأحزان المتراكمة وصولاً لراحة وجدانية وتوازن داخلي معتدل، فإنها تغسل العيون وتحافظ على معدل تعقيمها الذاتي، وتخفض نسبة الملوحة في الجسم وتساهم في استدرار العطف والتسامح، بالإضافة لتأثيرها المباشر في مواقف وقرارات الآخرين تجاهنا حالما تم توظيفها بدقة وكياسة. بيد أن كل تلك الفوائد العظيمة لا تساوي ما ذهبت إليه هذه الدراسة العظيمة. فالشاهد أن اتباع برامج الحمية والريجيم القاسية وممارسة الرياضة المنهكة والاستماتة في رقص الزومبا، أصبحت من الملامح الأساسية لحياوات العديد من السيدات، بل إنها تشكل هوساً وشغلاً شاغلاً لمعظمهن دون نتائج تذكر! وهو ما يصيبهن – وأنا منهن – بالقلق والإحباط والتوجس، على اعتبار أنهن فقدن جاذبيتهن وأصبحت صحتهن العامة قابلة للاعتلال بالأمراض المزمنة المعلومة. وهذا ما يجعل هذه الدراسة حلاً نهائياً ناجعاً لأزمتنا جميعاً مع الكيلوجرامات المتراكمة فوق أجسادنا.. فلا علينا سوى أن ننخرط في جلسات بكاء جماعي تحقيقاً للمؤازرة والتشجيع ونستعين فيها باجترار كل الخيبات والأحزان القديمة والقلق من المستقبل المظلم والتفنن في استخدام موهبتنا الفطرية في البكاء. ولا بأس من عقد جلسات (ريجيم دمعي) وفتح مراكز لذلك الغرض مثلما نعقد جلسات (القهوة )، والأرجح أن جلسات البكاء ستكون أفضل كون انغماسنا في النحيب سيشغلنا عن ممارسة (القطيعة) والاغتياب! بالإضافة لصندوق (الدموع) الذي سنشرع كسيدات في تأسيسه أسوة بنظرائه صندوق (السكر) و(العدة) و(الملايات) والصرفة المالية الثابتة. وبهذا يتضح لنا مقدار الفوائد العظيمة التي يتضمنها البكاء.. الشيء الذي يجعل النظر لهذه الدراسة بعين الاعتبار، أمراً حتمياً يتطلب السرعة في التنفيذ من أجل أوزان خفيفة وأجساد متناسقة لا سيما وأن دوافع البكاء متوفرة بكثرة وجديرة بالاستثمار ويكفيك فقط عزيزتي السيدة أن تتأملي مكب النفايات الأقرب لمنزلك لتبتئسي وتجتري كل المشاهد المقززة في حيكم والأحياء المتاخمة، ثم تعرجين على التأمل في (كرش) زوجك الأناني الممتعض من وزنك الزائد لتجدي نفسك منخرطة في بكاء هستيري يكاد أن يحيلك لمجرد شبح من فرط ما ستفقدين من كيلو جرامات هي في الأساس ليست شحوماً ولا كوليسترولاً ولكنها مجرد انتفاخات يسببها الحنق والغيظ والكبت الطويل.
تلويح:
أخشى أن يرتفع سعر البصل والنشادر والفلفل من فرط ما سنعمد في استخدامها كمعينات في ذلك الريجيم!! ا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى