غباء !!

 

فلنسم الأشياء كما هي..

أي بمسمياتها ؛ بعد أن انتهى زمن الدغمسة..

فقد تعبنا – والله – من لغة الكياسة تعب زوجة خالنا مع زوج ابنتها المزواج..

وأصل قصة تعبها أنها كانت تبارك له كل زيجة جديدة..

وفي يوم دخل عليها غرفتها – للسلام – عقب إحدى زيجاته هذه…وهو يتبسم..

فبادلته تبسماً بمثله ليعلم إنها غير مكترثة ؛ ربما..

ثم زادت على ذلك بقولها (مبروك يا ولدي ؛ إلا فترنا والله من قولة مبروك دي)..

الرحمة لقريبتنا حجة…زوجة خالنا حسن محمود العمدة..

والرحمة – كذلك – لقريبنا إبراهيم محمد أحمد…أحد أهل الإنقاذ (النظيفين)..

وأخشى أن نقول الرحمة – أيضاً – لثورتنا المجيدة هذه..

كما انتقلت لرحمة مولاها – من قبل – ثورة أكتوبر…ومن بعدها ثورة أبريل..

وذلك إثر علة لم تمهلهما طويلاً..

وكانت علة كلٍّ منهما بفعل خاطفيها…أو سارقيها…أو فلنقل تلطفاً ؛ قاطفي ثمارها..

فالثورات الشعبية – في كل الدنيا – تأكل بنيها..

إلا هنا في بلادنا ؛ فإنها تأكل نفسها بنفسها…ليجهز العسكر على ما تبقى منها..

ومن نُذر هذه العلل الانشغال بالذوات..

ثم ما يتبع هذا الانشغال من إرخاء للقبضة الثورية على  بوابات مكاسب الثورة..

وأينشتاين لديه مقولة معبرة عن الغباء..

فهذه الصفة تنطبق – حسب رأيه – على من يجرب شيئاً خاطئاً أكثر من مرة..

ثم في كل مرة يتوقع نتائج مغايرة..

وطوال تاريخنا السياسي – منذ الاستقلال – انطبقت هذه الصفة على فئتين يتناوبانها..

حكومة الثورات ؛ والمغامرون من العسكر..

فمن تضعهم الثورات الشعبية على كراسي الحكم لا يستفيدون من أخطاء سابقيهم..

ومن يشتهون الكراسي من العسكر لا يتعظون..

منتهى الغباء ؛ والآن من قذفت بهم ثورتنا إلى سدة السلطة يُعيدون انتاج الأزمة..

يُعيدونها للمرة الرابعة خلال مسيرة تجاربنا الديمقراطية..

فلا هم ينظفون مفاصل الدولة من الفلول…ولا هم يُحسنون تأمين التجربة الوليدة..

ولا هم – كذلك – يُثبتون أنهم أهلٌ للثقة…والكراسي..

كل الذي يُجيدونه الرغي…والكلام…والثرثرة…والتنظير ؛ تماماً كالذين من قبلهم..

ثم – كما الذين من قبلهم أيضاً – لا عمل…ولا همة..

والآن الشرطة مارست بالأمس الغباء ذاته ؛ التصدي بعنف مفرط لتظاهرة  سليمة..

وكأن البشير – عاشق العنف – ما زال يحكم..

وكأن الذين فُصلوا منهم – بعد نجاح الثورة – لم يكن فصلهم جراء العنف هذا..

أو – على الأقل – السكوت عنه…خوفاً و(طمعا)..

وكذلك سكت السيادي…والوزاري ؛ إلا من بعض بيانات اُصدرت على استحياء..

أو محض أداء واجب…من قبيل بيانات الجامعة العربية..

من شاكلة : نشجب…وندين…ونستنكر..

واللهم فترنا خلاص..

من قولة غبي !!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى