الوقود التجاري.. نؤيد!

نشيد بجهود الحكومة ومساعيها لح أزمات البلاد التي وصفها بعض ذوي الخيال الخصب بأنها مثل مناديل الورق تجر واحد يطلعو ليك 10، الجهود مقدرة حتى وإن كانت تفتقد العلمية والمنطق، ولكن (سيد الرايحة بفتش خشم البقرة) رغم يقينه أنه لن يجد شيئاً بداخله.

تبدو فكرة الوقود التجاري بعد استنفاد الحصة المحددة من قبل وزارة الطاقة والتعدين بـ120 جنيهاً للكوتة الواحدة  لكل مركبة منطقية، ويمكن أن تحل مشكلة الحركة جزئياً بدلاً من أن يلجأ المضطر للسوق الأسود الجشع والذي لا تعرف له تسعيرة محددة، هذه الفكرة عالمية، وقد علمت إبان زيارتي لبانكوك التي تعاني من الزحام أيضاً، علمت بوجود طرق تجارية للمستعجل يلجأ إليها حال لم تسعفه طرقات المدينة للوصول إلى وجهته في موعده الذي يريد، وفكرة الوقود التجاري من شأنها أن تُحارب تهريب الوقود الذي يتم برضا من يوكل إليهم حراسة الطلمبات مما يشي بأنهم مستفيدون من هذا الفساد، وأذكر أن سيارتي نفد وقودها بشارع المعرض أيام المظاهرات، وقبل سقوط الإنقاذ، وبجانبي تقف سيارات القوات النظامية المدجج أفرادها بالسلاح، وأنا من شدة خوفي من السلاح لا أستطيع حمل مسدس بيدي (علي كبري ده)، كما أن البمبان يغطي المكان، ولم يسعفني سوى صاحب موتر حين (حلب لي من موترو قارورة) استطعت الوصول بها لمحطة وقود في بري، ولم أجد بنزينا فقلت لهم (جالون واحد بس أصل بيهو) فأخبرني أحد العمال بالطلمبة أن هناك 5 جالون والجالون بـ70 جنيهاً (يا لهوويييي)، ورغم ذلك وافقت وقلت له طيب اديني جالون واحد. ولكنه رفض وقال ما ببيعها إلا مجملة! طيب أنا ما عاملة حسابي عشان أشيل 5 جالون بالسوق الأسود. وعندما أصر أخرجت بطاقتي الصحفية وتوجهت نحو أفراد الأمن و(صفقت ليهم) بلغة الشارع وأخبرتهم أنني سأوصل هذا الفساد لأعلى مستوى وأنهما مشتركان في الجرم لأنهما وافقا عليه  فارتبكوا جميعاً عمالاً وأفراداً وذهب إثنان من الأفراد بركشة، وجلبا لي جالون بنزين من النحلة بـ30جنيهاً وأعادا لي 20 جنيهاً رغم أنني قلت لهما (اعتبروها حق الركشة) ولكنهما رفضا وترجياني أن لا أثير الأمر ثم اشتبكوا في صراع فيما بينهم وأدرت سيارتي وذهبت)، وهذه الواقعة تفيد بأن البنزين يهرب من الطلمبات باتفاق بين عمالها وحراسها.

نعود لموضوعنان قلت إننا نؤيد فكرة الوقود التجاري بعد نفاد الحصة المدعومة، إذا كانت الفكرة ستفضي إلى انتهاء أزمة الوقود وصفوفها، ولكن فكرة اللوحات الزوجية والفردية تبدو غير مهضومة بالنسبة لي ولآخرين، خاصة فربما يلجأ البعض لتبديل لوحات السيارات التي يستطيع ويصرف أكثر من حصته، وأذكر أنه أيام المظاهرات كانت تظهر في الطلمبات سيارات مزينة بداخلها عريس (بهلالو وحريرتو) ويستأذن مرافقيه بالسماح لهم لأنه (العريس الليلة سيرتو)، والسودانيون من طيبتهم يسمحون له بل و(يبشرو ليهو) فيُفوِّل التنك ثم ينتقلون إلى طلمبة أخرى ويمثلون ذات المشهد! لذلك نقول الحكومات ليست وحدها فاسدة بل بعض الشعب كذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى