الكابلي.. ومضة عشتُ على إشراقها

تعلق بالآداب من تأثره بوالده

أثرت فيه بيئة دار أهله أدباً ورقة

أوبريت مروي كانت انطلاقته الأولى

الندوة الأدبية أهدته اثنين من أضخم أغانيه

حفل عرس بحي الموردة في العام 1958م جعله نجماً

أكثر من غنى بفصيح الغناء في تاريخه السوداني

اهتم بالتراث وأصبح حجة فيه

غنى أكثر من 97 أغنية ما بين التراث والفصيح والعامي

صلاح الدين عبد الحفيظ

تقديم:

لا يكتمل عنفوان الكتابة إلا ويكون أصحاب القدرات الفذة وجوداً بين السطور.. 

لا تكتمل رائحة الطعام الشهي إلا ويكون البهار ورائحته اكتمالاً داخل الخياشيم استنشاقاً..

عبد الكريم عبد العزيز الكابلي، اسم من أسماء السودان الخالدات غناءً وشعراً بل وألحاناً من شلالات إبداع لا تبيد..

عرفته دواوين الخدمة المدنية ومسارح الغناء واستديوهات البث الإذاعي والتلفازي.. وفوق كل ذلك إنساناً من طينة عمالقة الإنسانية في سودان القرنين العشرين والواحد والعشرين..

الميلاد في بيت العبقرية:

بتاريخ السبت الموافق 25 أبريل من العام 1932م، أطلق الطفل عبد الكريم عبد العزيز الكابلي صرخة ميلاده في بيت عُرف بالآداب والمثاقفة والموسيقى بل واطلاع ذي سعة معرفية, فوالده هو المثقف عبد العزيز الكابلي والذي من حظه أن درس بكلية غردون التذكارية ما بين السنوات 1914 و1918م، فتخرج فيها ليعمل بمصلحة الجمارك بمدينة بورتسودان..

أنفق والده من الاهتمام بابنه عبدالكريم ما جعله يثابر على تعليمه بنفسه جنباً إلى جنب مع تعليمه النظامي, ففي البدء كانت الخلوة وهي خلوة جده الشيخ الشريف الهادي الشريف بالقضارف، وهي الخلوة التي درس بها كذلك الصحافي محمد الخليفة طه الريفي..

مراحل الدراسة.. مدن وأحداث شكلت حياته:

تعددت المدن والأحداث التي كان الكابلي بطلاً لها, ففي سواكن كان ميلاده وبالقضارف عرف الكتابة والقراءة وهي المدينة التي سمع بها لأول مرة أغنيات الحقيبة وأصوات المغنين من لدن كرومة وسرور والأمين برهان وعلي الشايقي. ما أن حل العام 1943م حتى كانت المرحلة الأولية بنفس المدينة القضارف التي درس بها الخلوة. وحينها تعلق اهتمامه أكثر بالموسيقى وتحديداً “صفارة القصب” التي تحولت فيما بعد بالمرحلة الوسطى “لصفارة النحاس”. في تلك السنوات وقبيل وفاة والده والمغني محمد أحمد سرور كانت دار أبيه تستقبل الكثير من المغنين والمثقفين، وبالطبع كان منهم رائد الغناء السوداني محمد أحمد سرور.. ويذكر الكابلي أنه وفي بداية الأربعينات زار المدينة النابغة والأديب معاوية نور وقضى أياماً بصحبة والده.

حياة العمل والتجوال:

أكمل الفتى عبد لكريم دراسته الوسطى بمدرسة بورتسودان الأميرية، وهي الفترة التي سطع فيها نجمه كواحد من فرسان جمعية الآداب بالمدرسة كقارئ للشعر ومغنياً أغنيات الفنان التاج مصطفى الذي أعجب به كثيراً في بدايات اهتمامه بفن الغناء.. 

في العام 1948م التحق الكابلي بمدرسة التجارة الوسطى بأم درمان والتي حين التخرج منها عمل لثلاثة أشهر فقط بوزارة المالية.. ليأتي تاريخ 24 فبراير 1951م وهو تاريخ التحاقه رسمياً بالقضائية في وظيفة كاتب قضائي.. وهي الوظيفة التي مازج فيها ما بين العمل الحكومي والغناء في محيط ضيق للأصدقاء وهم القانوني عثمان الطيب والشاعر الشاب صديق مدثر والنظامي وقتها مصطفى أمين، والشاعر علي محمود التنقاري. 

ظلت السنوات منذ فبراير 1951م وحتى مايو 1977م سنوات عمل بالقضائية ترقى فيها داخل سلالم العمل الوظيفي حتى بلغ درجة مفتش عام المحاكم ليأتي قرار هجرته للسعودية للعمل بها فبقي بها حتى العام 1981م حيث عاد إلى وطنه..

وما بين الأعوام 1951 و1971م كانت حياته كداً ومثابرة لتطوير ذاته العظيمة، فكان أن غنى للوطن والطبيعة والمحبوبة ولم ينس التصوف وأهله، وزاد على ذلك بأن بحث في تراثيات السودان الغنائي فأخرج الدرر واللآلئ وأصبح حجة في فصيح ودارج الغناء وتراثياته, وزاد على كل ذلك بأن تغنى للقارتين الأفريقية والآسيوية بأغنية ظلت عنواناً للعبقرية الموسيقية وهي ذات عنوان قارتين “آسيا وأفريقيا”..

بدايات الظهور الفني

في العام 1955م وبحي الموردة الأمدرماني حيث كان يسكن سنحت له الفرصة للغناء بإحدى مناسبات الزواج فكان شهاباً لمع يومها وظل يتواجد داخل محافل المجتمع الأمدرماني تارة مع أصدقائه وتارة بحفلات الزواج. وقبلها بالطبع كانت انطلاقته من تلك المدينة التي أحبها وطلب العمل فيها حتى يتمتع بهدوئها لتطوير فنه وذاته الفنية وهي مدينة مروي.. فكانت أغنيات رددها بنفسه حتى يتقن عزف العود فكان له ما أراد وهي سنوات يقول عنها: “لولا اختلائي بنفسي لما وصلت مرحلة اتقان العود بتلك الطريقة التي عرفني بها الناس”..

تشكلت أغنيات الفنانين التاج مصطفى وحسن عطية مجالاً خصباً لشخصيته في إطار العزف على العود، وهي الأغاني التي أحبها كثيراً، بل وكان يقول بأنها أغنيات تصلح لكل زمان ومكان، وصدق حدسه وظنه وتوقعه الفني, فهي ما زالت وكما قال تصلح لكل زمان ومكان..

مروي والانطلاقة الكبرى

بمدينة مروي كانت الانطلاقة، فكتب الأغنية الخالدة مروي: “فيك يا مروي شفت كل جميل” وزاد عليها أغنيات عديدة وهي يا زاهية التي كتب كلماتها وقام بوضع اللحن لها، بل وقام بأدائها في عدد من الجلسات الخاصة، ولكن في العام 1958م أهداها للفنان عبد العزيز محمد داؤود.. وخلال فترة الخمسينات أهدى عدداً من الفنانين أغنيات عديدة وهي “ساهر بي يا غرام” وتغنى بها الفنان عمر الشريف وكذلك أغنية “تشاغل بصيبك” التي تغنى بها إبراهيم عوض، وأخيراً أغنية “أميرة” التي غناها بنفسه..

ندوة أم درمان الأدبية وأيقونات الفنان الكابلي

أثناء وجوده بأم درمان في سنوات العقد الخامس من القرن الماضي وبعد عودته من مروي التحق بصحبة أدباء ومثقفي ندوة أم درمان الأدبية التي أسسها المرحوم طيب الذكر عبد الله حامد الأمين، وهي الندوة التي أسست لإنتاج أدبي باهر جنباً إلى جنب مع جواهر الغناء التي أنتجتها..

أول أنتاجه كان ولإعجاب أعضاء الندوة بفنه واحترامه لنفسه وذاته تلك الهدية التي كانت فتحاً عبقرياً قيماً له والتي أعطاه أياها المرحوم الشاعر الفذ محمد المهدي المجذوب وهي أوبريت “ليلة المولد”:

ليلة المولد يا سر الليالي

يا ربيعاً فتن الأنفس بالسحر الحلال

حتى يقول:

وهنا حلقة شيخ يرجحن

يضرب النوبة ضرباً فتئن

ثم ترفض هديراً أو تجن

فصيح الغناء في عقدي الستينات والسبعينات

لم يكن لفنان سوداني طول باع في الغناء الفصيح سواه وتشهد على ذلك إحصاءات الغناء الفصيح في السودان, ففي العام 1958م كانت البداية بأوبريت “ليلة المولد” تلى ذلك أغنية “آسيا وافريقيا” التي تغنى بها بتاريخ 19 نوفمبر 1960م بالمسرح القومي في حضور الرئيس المصري جمال عبد الناصر.. وفيها جسد كل ما كان من أمر آسيا وأفريقيا شخوصاً ومواقع وذكريات “وهران – أم صابر – صوت طاغور المغني – جومو كنياتا – الملايو – دمشق – وجه غاندي – باندونغ – القنال الحر”:

ها هنا يختلط القوس الموشى

ها هنا من كل دار ممشى

تتلاقى كالرياح الآسيوية

كأناشيد الجيوش العربية

وأغني لرفاقي في البلاد الآسيوية

للملايو ولباندونغ الفتية

فكان اتصال حلقات بحثه عن الفصيح شعراً ليقوم بغنائه فظهرت “شذى زهر ولا زهر” للشاعر عباس محمود العقاد:

شذى زهر ولا زهر

فأين الظل والنهر

ربيع رياضنا ولى

أمن عطافك النشر

وأعجب كيف بي سكر

رددت الكأس عن شفتي

لعل جمالك الخمر

وأتبعها بضنين الوعد في العام 1965م للشاعر صديق مدثر. أما الشعراء العرب فكان أبو فراس الحمداني الذي اقتطف منه “أراك عصي الدمع”. وعلى ذكر رائعة صديق مدثر ضنين الوعد فقد اندهش الشاعر حين سماعه بها لحناً وخاصة المقطع الذي يقول:

إن تكن أنت جميلاً فأنا

شاعر يستنطق الصخر العصيا

أن تكن أنت بعيداً عن يدي

فخيال الشعر يرتاد الثريا

إنتاج المزيد من الفصيح والعامي

في مسيرته الفنية الكثير من الفصيح وكذلك الدارج العامي ومن ذلك ما كتبه بنفسه:

لو قالوا ليك أوصف جمالك

تفتكر تقدر تقول كل الحقيقة

الحديقة جمالا يا زين دون جمالك

لو رضينا وقلنا في أجمل حديقة

ليأتي ويتغنى برائعة توفيق صالح جبريل كسلا:

نغم الساقيات حرك أشجاني

وأهاج الهوى أنين السواقي

من صبِّ في حبه متلاش

ظلت الغيد والقوارير صرعى

والأباريق بتن في إطراق

التراث كقضية خاصة به

اهتم الكابلي بالتراث فكان أحد فرسانه بحثاً وكتابة, بل وغناء, ومن ذلك مرثية بنونة بنت المك نمر لأخيها:

ما دايرالك الميتة أم رماداً شح

دايرالك يوم لقا وبدميك تتوشح

الميت مسولب والعجاج يكتح

وكذلك أغنية “الجنزير في النجوم” و”الشيخ سيرو” و”ما هو الفافنوس”..

قطوفه من حدائق الشعراء السودانيين

يأتي كل من إبراهيم عوض بشير وعبد العزيز جمال الدين وعوض أحمد خليفة وعمر الدوش في فاتحة هؤلاء الذين تغنى لهم العملاق الكابلي. فعبد العزيز جمال الدين كانت قصيدته “آو لو تصدق” من الباذخات لحناً، أما عمر الدوش فقد أبدع في صياغة “سعاد” تلك التراثية الخالدة:

دقت الدلوكة قلنا الدنيا ما زالت بخير

أهو ناس تعرس وتنبسط

أما عوض أحمد خليفة فقد كانت ماسيته “كيف يهون عندك خصامي” من روائع أغنياته لحناً وأداء..

أغنيات الحقيبة

وما أكثرها فهي تحتاج لمقال آخر يختص بها لكثرة ما ردد كثيراً بأنها واحدة من أعاجيب الغناء العربي. فأول ما ردد من غنائها كان “في الضواحي وطرف المدائن” لخيل فرح ثم “قائد الأسطول” و”بت ملوك النيل” و”لحظك الجراح” و”جوهر صدر المحافل” و”البي دلالو” و”يا ربيع في روض الزهور”.

هجرته لأمريكا

في ديسمبر من العام 2015م هاجر الكابلي لأمريكا مخلفاً 97 أغنية مازجت ما بين الفصيح والعامي والتراث.. وبعودته تعود العافية لجسد الغناء السوداني..

== 

الكابلي… مُشاهدات من (شُرفة) ليلة التكريم

رصدتها: زمزم خاطر

غاب عن السودان عشرة أعوام متتالية، ولكنه لم يغِب عن الوطن، فكان حضوراً جميلاً بإرثه الفني، وهو كذلك لم يغِب عنه الوطن فكان يحمله أينما حل، فهو لم يبدل عاداته ولم تجرفه رياح التغيير التي أذهبت عنا الكثير، ظل (الكابلي) ذلك السوداني المشبع بالعرف والقيم السودانية الأصيلة والسمحة حتى وهو في غربته.

 بالأمس الأول، عاد الكابلي واحتفى به السودان.. (الصيحة) كانت حاضرة في تكريمه.. فإلى (مشاهدات).. ليلة التكريم التي نظمتها مجموعة “دال” الغذائية في أمسية الثلاثين من يناير ٢٠٢٠ بحدائق “دال” بالخرطوم بحري حفلاً لتكريم الفنان المهاجر محمد عبد الكريم  (الكابلي).

وقدجاء تكريمه تقديراً لعطائه الفني وإنعاشاً لذاكرة الأيام التي كان فيها الكابلي بلبلاً صادحاً في سماوات الإبداع.

تنظيم رائع 

من مدخل الحديقة، يدهشك الترتيب والتنظيم والإجراءات الأمنية المشددة التي يخالجها شيء من البشاشة وحسن الاستقبال، على بعد خطوات تستقبلك شابتان تزيّنتا بالزي النوبي الجميل  تحملان صواني التمر المحشو بجوز الهند، وبقربهما شابان يقدمان قارورات المياه وآخران يرشداك بذوق رفيع للمرور بالمعرض الجميل الذي يجسد مسيرة الدكتور وذكرياته الجميلة.

وفي بهو الحديقة ترى الكراسي البيضاء والأضواء الرومانسية، وكان المسرح قد زُين بالفرقة الموسيقية التي كانت تتدفق إبداعًا يجعلك تشعر بالاسترخاء، الحسناوات وقد توشحن بالثوب السوداني الأصيل في منظر يجعلك محل فخر وإعزاز. 

سمفونية الاستقبال

وبسمفونية موسيقية رائعة زُف المحتفى به (الكابلي) ترافقه رفيقة دربه عوضية الجزلي وأسرتهما الصغيرة إلى داخل المسرح، وحينما دخل الكابلي هبّ الجمهور واقفاً وضج المكان بالتصفيق في منظر يجسد مكانة وعظمة هذا الرجل في قلوب السودانيين. ورد الكابلي التحية بحرارة ملوحاً للجميع بيديه. 

 حضور أنيق

وزير الثقافة والإعلام الأستاذ فيصل محمد صالح، كان حضوراً أنيقاً، إذ جلس متوسطاً العملاقين الكابلي والموسيقار ود الأمين، ويجانبهم الأستاذ شهاب داؤد ممثلاً لأسرة رجل الأعمال أسامة داؤد المنظم لهذا الحفل، وبجانبهم جلس كبار فناني البلاد، وأهل الفن والثقافة،  والشعراء وأهل الإعلام في لوحة عبّرت عن مدى عشقهم واحترامهم لهذا الرجل.

 تألق

بدأ الحفل بتقديم رائع من المذيعين  الشابين محمد يوسف ورفيدة يس، جاءت الكلمات جزلى ترحيباً بالحضور الرسمي  والشعبي والمحتفى به، تألق الشابان بغزارة ثقافتهما وسردهما للتأريخ الفني للعملاق (الكابلي).

 شكر وعرفان 

تقدم الشاب محمد ابن الكابلي ونيابة عن أسرته بكلمة شكر وعرفان للذين قاموا بتنظيم الحفل الجميل وللحضور كافة، وأخذ الحضور في سياحة تأريخية عن مسيرة والده الفنية موضحاً عشقه للفن واندماجهم مع والدهم .  

 فنانون تغنوا بأغاني الكابلي

بعد عرض الفيلم الوثائقي عن حياة العملاق ومسيرته، اعتلت خشبة المسرح الفنانة الشابة هدى عربي، وصدحت برائعة الكابلي (الزول السمح)، أعقبتها الفنانة القديرة سميرة دنيا (حضور وغياب)، ومن ثم صدح عاطف عبد الرحمن بـ(زمان الناس)، وجاء الكورال الذي من بينه فنان الشرق وصدحوا باللغة النوبية تارة وبالعربي أخرى مرددين، ومن ثم أعقبهم الفنان عاصم البنا الذي تألق بصوته الشجي وهو يردد (حبك للناس).

وتواصل المد الغنائي وتناوب فنانون كُثر من أجيال مختلفة، وهم يرددون أغاني فنان أفريقيا بأداء رائع وحب كبير.

 لفت نظر وانسجام

من اللافت للنظر، أن الفرقة التي عزفت في هذا الحفل هي فرقة الكابلي والتي غيّب الموت عنها موسيقار الشعب السوداني الأستاذ محمدية، والذي نعاه الكابلي بحزن كبير وكانت أمنيته أن يزور قبره بعد زيارته للسودان. 

والمدهش الانسجام اللامتناهي بين الفرقة والفنانين، مما يؤكد أن الجميع قد حفظ كلمات الكابلي وغناها بكل تفاصيلها التي فصلها صاحبها.

 تكريم مستحق 

عبّرت مجموعة “دال” عن الشعب السوداني بمبادرتها هذه، وتبنت رغبته في تكريم هذا الأصيل الذي أفنى زهرة شبابه وهو يحيي فينا موات النفوس بجميل كلماته وصدق تعابيره التي اخترقت وجداننا و”هبشت” شغاف قلوبنا، وينثر فينا فنه الطاهر العفيف الذي لم تخالطه فيروسات العصر،  فظللنا نردد معه سكر سكر، والبت سعاد التي عرفناها ورسمنا ملامحها من خلال مفرداته الجزلى، وأمير، ودنيا الناس، وحبك للناس، وضنين الوعد وأغلى من عينيا، وحبيبة قلبي، وأسيا وأفريقيا وغيرها من رائعاته.

شكراً مجموعة “دال”، وشكراً بقدر عطائك عبد الكريم الكابلي، طبت حياً وأطال الله عمرك، كنتَ نهراً متدفقاً من الآبداع وما زلت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى