عمر قمر الدين.. وزير بمواصفات عالمية

 

الخرطوم: مريم أبشر

اعتمد المجلس السيادي الأسبوع المنصرم بشكل رسمي القرار الذي أصدره رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك بتعيين ثلاثة  وزراء دولة لوزارات الخارجية، والعمل، والبنية التحتية، وذلك لتطعيم ودعم الوزراء الاتحاديين بتلك الوزارات نحو مزيد من تجويد العمل.

ويأتي في مقدمة الوزراء المرشحين منسق السياسات بمنظمة كفاية الأمريكية الدكتور المهندس عمر قمر الدين وزيراً بالدولة بالخارجية، ليكون  ساعداً أيمن لوزيرة الخارجية الأستاذه أسماء محمد عبد الله، في دفع العمل الخارجي، وأدى الوزراء الثلاثة القسم أمس الأول بالقصر الجمهوري، أمام رئيس المجلس الانتقالي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك وبحضور رئيس القضاء مولانا نعمات عبد الله محمد خير، والأمين العام للمجلس السيادي اللواء الركن أسامة الصديق، وأقر الوزراء بالتحديات الكبيرة التي تواجه المرحلة الانتقالية وأهمية بذل الجهد المشترك لتجاوز المرحلة.

وعمر قمر الدين إسماعيل الذي اختارته قوى التغيير لتولي منصب وزير دولة بالخارجية ترصع سيرته شهادات جامعية  وفوق الجامعة، من أكبر وأعرق الجامعات العالمية والمحلية تأتي في مقدمتها جامعة الخرطوم التي بدأ فيها تعليمه الجامعي في كلية الاقتصاد في منتصف سبعينات القرن الماضي، وهو  كبير استشاري السياسات بمنظمة “كفاية” الأمريكية بواشنطن، ويعتبره محللون الأقرب لمراكز صنع القرار الأمريكي، كما شغل وظيفة  المنسق الأعلى لوزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول.

قمر الدين عزز دراسته (بالجميلة ومستحيلة)، خاصة في ذلك الوقت  بدراسة الماجستير بجامعة هارفارد الأمريكية، وحصل على ماجستير الإدارة العامة إلى جانب زمالة معهد “كار” (Carr) للحقوق، ويتحدث  قمر الدين حسب المعلومات المبذولة في الوسائط الإعلامية عنه  إلى جانب العربية اللغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، وهذا يدخل في صميم العمل الدبلوماسي الخارجي.

وشغل مهمة المسئول عن اللوجستيك في منظمة “أطباء بلا حدود” (السودان وجنوب السودان 1985 إلى 1989)، ثم مديراً لعمليات مشروع شريان الحياة ومراقباً للمساعدات الغذائية لبرنامج الأغذية العالمي (WFP ) بالصومال من (1992 إلى 1994)، وهو أحد مؤسسي مجموعة سلام دارفور وطالب بصوت مسموع بأهمية إيصال الإغاثة للمتضررين بالنيل الأزرق والمنطقتين ودارفور وأسهم وفق المعلومات بشكل كبير في دعم خط ثورة ديسمبر المجيدة.

 

دارفور بلدنا:

مصادِر مقربة من وزير الدولة بالخارجية، أشارت إلى أن قمر الدين ظل منذ العام 2003 يولي ملف دارفور (الملف الأصعب إنسانياً) اهتماماً خاصاً، وسعى بجد لمساعدة  المتضررين من آثار  الحرب الأهلية، وكان مستشارًا في اتفاقيات السلام وحل النزاعات وجهود السلام في واشنطن والقاهرة وباريس وأديس أبابا ودار السلام والدوحة ونيروبي  ومناطق أخرى.

ويُعَد الدكتور عمر قمر الدين بجانب إسهامه في العديد من المنظمات الأممية من أكثر الشخصيات السودانية نشاطاً وتحرّكاً في المجالات السياسية والأخرى المُرتبطة بحقوق الإنسان، حيث عمل  مؤسساً ومشاركاً في المنتدى الديمقراطي في السودان بالعاصمة الأمريكية واشنطن المتعلق بالديمقراطية وقضايا السلام وملفات  حقوق الإنسان في السودان، كما يعتبر شريكاً مؤسساً في منتدى المجتمع المدني الأفريقي الذي يُعنى بقضايا السلام والأمن وحلول الصراعات في أفريقيا، وشارك في أول لقاء للاتحاد الأفريقي من منظمة الوحدة الأفريقية كمندوب من دول المهجر الغربي، فضلاً عن مشاركته في عدد كبير من الندوات والمؤتمرات الدولية والجامعية واللجان  التابعة للأمم المتحدة والكونغرس الأمريكي.

اختيار في محله

بدأ الدكتور صلاح الدومة الأكاديمي والمحلل السياسي وعضو قوى الحرية والتغيير، أكثر سعادة ليرى ابن دفعته بالثانوية بالفاشر منتصف السبعينات عمر قمر الدين يحقق ما رسمه لشخصيته منذ الصبا واقعاً بأمر الثورة، وزيراً للخارجية  ويرى الدومة في حديثه لـ (الصيحة) أمس  أن سلوك وطباع الطالب عمر قمر الدين كانت تشير لمواصفات وزير خارجية حيث كان مترفعاً عن الصغائر ويتعامل مع المضايقات التي تنشأ بين التلاميذ آنذاك بروح رياضية بعيداً عن الهتر غير الحميد،  وأضاف أن قمر الدين تدرّب على يد الدكتور منصور خالد الذي يُعَد من أشطر وزراء الخارجية الذين مروا على العمل الدبلوماسي في السودان، فضلًا عن نيله تأهيلًا وتدريباً ودراية عالية  خلال تواجده بالمهجر.

ويعتقد الدومة أن اختياره وزير دولة بالخارجية في حكومة الثورة اختيار صادف أهله.

تفاؤل دبلوماسي

رغم شُح المعلومات من بعض الدبلوماسيين والسياسيين الناشطين في العمل السياسي الراهن عن نشاط وعمل الدكتور قمر الدين إبان تواجده في السودان قبيل هجرته الاختيارية، إلا أن سيرة الرجل العالمية ونشاطه غير المخفي جعل المراقبين يضعون الآمال في أن يكون إضافة حقيقية لوزارة الخارجية وهي تبدأ مرحلة مختلفة في علاقات السودان الخارجية لعكس صورة السودان الجديد.

بالأمس بدأ قمر الدين مهمته الرسمية بزيارته لوزارة الخارجية والالتقاء بالوزيرة الأستاذه أسماء محمد عبد الله، وتدشين عمله بشكل رسمي وسط تفاؤل  كبير بأن القادم في العمل الدبلوماسي سيكون الأفضل.

بعض الدبلوماسيين توقعوا  لـ(الصيحة)  أن يسهم الوزير قمر الدين في ضخ مزيد من قوة الدفع والاضافة للعلاقات بين الخرطوم وواشنطون وتحريك الجهود التي ابتدرها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ووزيرة الخارجية أسماء،  عبر كسب دعم اللوبيات الأمريكية المسانده للسودان لرفع اسمه من قائمة الإرهاب وإلغاء العقوبات الاقتصادية بشكل كامل باعتبارهما العقبة الكؤود التي تقف أمام مسيرة ثورة التاسع عشر من ديسمبر المجيدة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى