يحلنا الحلّ العمليات ؟!

قديماً قالوا:

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها

إن السفينة لا تجري على اليبس

ثم إن حلاً بالليد ولا حلاً بالسنون..

 وبالرغم مما  قاله الزعيم زين العابدين الهندي في ظروف أقل اختناقاً من أيامنا العسيرة والمتعثرة هذه:

(البلد دي تولتت).. اشتقاقاً من العبارة الإنجليزية (to let)

لكن واجبنا أن نحاول إحياء الأمل والبحث عن ثمة بصيص آخر النفق لذا لسع نحن فيها وما زلنا على البر نتعاطى مع ما قاله الدقير (البلد تتدهور أحوالها) بجدية ومسئولية باعتبار أن القِربة علي رؤوسنا نحن فلن (تخُر) أبداً على حملة الجوازات الأجنبية..

تقارب المرحلة الانتقامية من إكمال شهرها الرابع بينما تداعى إليها كل السابلة كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها.. وبذاكرة متحدة نسوا ما ذكروا به…

أربعة أشهر من المشي سريعاً عكس اتجاه عقارب ساعة الحقيقة والقيم والشعارات!!

أربعة أشهر هي  مدة قصيرة جداً لينسوا قضيتهم المركزية المتعلقة بـ(الحرية والسلام والعدالة)…

عادة ما تحتاج الأنظمة إلى زمن طويل حتى تسلك فجاجًا أخرى ومكاتيب هوى أخرى!!

أي (حرية) بلا مطلوباتها تصبح مسخاً مشوهاً واستحضارًا عقيماً للحرب وشياطين أخرى!!

لا حرية دون حق التعبير.. والتظاهر واحدة من صور هذا التعبير وكذا حرية الإعلام وحق الحصول على المعلومات ..

(العدالة) لا تتجزأ.. لذا دائماً ما تصور على أنها عمياء.. مجموعة من القواعد القانونية يتم تطبيقها على كل الوقائع بصرف النظر عن هوية وميول مخالفيها بلا استثناء وبلا حصانة ولا شفيع..

(وليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرًا

مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا)..

المتهم لدى العدالة بريء حتى تثبت إدانته، وتلك فكرة تأسست عليها قواعد الشرع والوضع..

عدالة لابد من قيام مؤسسات عدلية ومدنية غير مسيسة.. ليشعر الناس أنهم سواسية فيقوم بذمتهم أدناهم..

 فإن كان العذر الجاهز أن الإنقاذ قد فعلت مثل ذلك فما الداعي للثورة والاعتصام وفضه إن كنا سنحذو حذوها مع تغيير بسيط في توجيه أسنة التظالم وأدواته!!

وأي (سلام) بلا رؤية كلية، سلام ميت لا يلبث أن يصنع قبره وقبورنا الجماعية.. 

وفي الناس المحبة.. 

وكيف نصنع للسلام مناخاً ومُتَّكأً وكل شهورهم الأولى  قضوها في التباغض وفش الغبائن ولا بوصلة..

البلد دي ماشة لي وين؟

سؤال مبرر يلقاك كلما اتجهت إلى الوجدان الشعبي المشفق من المآلات القاتمة..

الواقفون في المطبخ جميعهم – يا كافي البلا- يخافون الانتخابات إلى حد الرعب…

ولذا فإن الصادق المهدي بعيد من هذا المطبخ (ولدا قدل فوق عزة)

 القابعون الآن خلف (الديسك) مجموعة من الناشطين وبالجبلة التي هم عليها هم نشطاء.. 

فايرين …

لكن لا أحد يخبرهم إنو الباص يمضي في كل الاتجاهات إلا الاتجاه الصحيح..

والجاري وفقاً لرأي البصيرة أم حمد (تنفيس اللساتك)… مع احتمالية تحويل الباص من أتوماتيك إلى (جير عادي) في حالة الموافقة على طلب الجبهة الثورية وإطالة زمن الفترة الانتقالية!!

تمديد الانتقالية؟!…

جرح تاني؟!

هو قلبي طاب من الجرح الأولاني؟!

(يحلنا الحلّ العمليات)..

هيئة العمليات.. سندنا وقفانا التي تحولت في زمان قصير إلى دائنا العضال!!

كان من الممكن وبي حبة عقل وتفكير تحويلها بذات الاستحقاقات المرصودة إلى (سندالة) للدولة السودانية.. مثلًا مثل قاعدة (برنيس) التي أنشأها السيسي (النجيض) على حدودنا…

أو أن تتحول لتأمين الحدود والمنشآت الحيوية خارج المدن.. أو مكافحة التهريب المستشري..

نحن صرفنا على هيئة العمليات دم قلبنا ودعمناها حتى صارت توصف بقوات النخبة فلماذا لا يستفاد منها؟!..

والقدود في بلدي كثيرة فكيف نسدها والشعار اليومي المطروح في تلفزيوننا هو (توسيع قدها) و(الرهيفة التنقد)؟!..

لو أردنا الخروج من تلك المآزق التي انحشرنا فيها فلنعد لها عدتها.. ليعلم كل الذين يجيئون من بعد أنا ابتلينا وأنا نجاوز أحزاننا بالتخطي ..

ليس المهم تحقيق كل النتائج وكل الأهداف، ولكن أن نبذل عنايتنا وأن نبدأ…

ومن علامة النجاح في النهايات الرجوع لضمائرنا في البدايات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى