العمليات والمقاومة!!

لاجدال أن القواعد القانونية سيتم انتهاكها.. وذلك أمر محسوب بقدر وتتم مراقبته على نحو دائم بما يحفظ للكيانات  والمجتمعات أمنها وتماسكها… مثل العلاقة بين السقم والصحة على (البني آدم)، فإن جسد المجتمع تتناوبه أوجاع الانتهاك وتغشاه سكينة الانصياع لقواعد القانون والأخلاق.. حتى إذا ما اشتكى من أوجاعه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى…

ينتبه الجسد إلى المرض ويرسل تحذيراته مخافة الذيوع والانتشار.. إلا أن أخطر  الأمراض هي تلك التي يتم تسكينها على أنها العلاج..

(وداوني بالتي كانت هي الداء)..

وهيئة العمليات كانت دواؤنا الشافي تغبّرت الظروف فأصبحت داءنا اللعين.. كان واضحاً أن الهيئة تمثل (شوكة حوت) للبعض وأمر بقائها مستحيل ومكلف.. كما انها ومع كل هذه الأجواء العدائية لن تفيد أحداً وخسرانة خسرانة، فلِم المماطلة والتأخير؟!…

زخات الرصاص التي روّعت بالأمس الخرطوم (حاننت) ناس على ناس.. وجعلت بعضهم (يضري عيشه) وبرد الجو… واتزنق دمبلاب.. كما أولاد المدارس هرعوا إلى بيوتهم ، وقال بيان المهنيين بالحيطة والحذر وصفاً منيعاً خلف القوات النظامية!! ولكنها اصطفافات مؤقتة.. لا تلبث أن (تتناسى أو تتحول)..

فثمة تحالفات وطنية عميقة وقديمة لا تروح ولا تموت.. 

من هنا لي قدام لن نسمع بما يسمى هيئة العمليات… خارج الحسابات… لن تساهم لا سلباً ولا إيجاباً في  تفاصيلنا والنوائب.. ولن يدافع عنها أحد فتلك الاحتجاجات النارية وإن كانت في الهواء فإنها غطّت علينا فرصة أن نودعهم وداعاً جميلاً.. وذات الاحتجاجات النارية الغريبة كانت تقول بدرجة اليأس والضجر واللاأفكار التي وصل إليها منسوبو هيئة العمليات.. بعد أن كانوا فينا أعزاء وأيقونة الحلول وصمام الأمان..

اذهبوا فأنتم الطلقاء..

اعطوهم مالهم و(خلوهم يتخارجوا)..

ولنفرغ لما بعدها من مهام وأخطار..

(الجفلن خلهن اقرعوا الواقفات)..

ولجان المقاومة التي ينفخ في (رمادها) الحزب الشيوعي هي مرضنا الماثل..

فرصة الرجرجة والدهماء والسوقة لانبعاث الفوضى يتم تمريرها عبر ما يسمى بلجان المقاومة..

لتنتهك عبرها القواعد القانونية ويسود اللاقانون..

ولجان المقاومة هي دجاجة الحزب الشيوعي التي تبيض عضوية، لذا ليس مستغرباً من الشيوعي محاولته المستديمة رعايتهم مهما بانت خطورتهم ومنحهم القرار وإن ألحقوا الأضرار بكامل المشهد والحوار.. مضرمين خراباً النار في كل قيمة وحقيقة وتشريع.. 

على نحو غير مسئول يحاول الشيوعيون إنجاز غطاء سياسي يحمي تصرفات لجان المقاومة النزقة، يفعل الشيوعي ذلك بلا مواربة ودون خجل، فالحزب الذي استيقظ على حقيقة تفليسته المعلنة، وفقر هياكله البائن من العضوية يضع كل تكلانه ويغامر بكل إرثه ويخاطر بمستقبله ومستقبل بلادنا بين أضغاث وتخوم هلام المقاومة التي تلتقي والحزب  في كونهما ليس لديهما ما يخسرانه.. 

فكرة اللجان أصلاً قائمة على انتهاك القانون.. كل لقطات الفيديو المبثوثة عن عمل هؤلاء الشباب تمثل جرائم خطر وضرر متعددة.. فلماذا يتم تسويقها باعتباره الطريقة المثلى للتثوير..

أخذ القانون باليد ليس حلاً أبداً.. وإلا فإننا ولزهدنا عن حماية القواعد القانونية والاخلاقية شرعنا للعنف والعنف المضاد!!    

بينما (أم الجنا) وحدها من تخاف من (كاني ماني) وتهتم وتجزع.. أم الجنا هذه هي الجيش (جيشنا جيش الهنا) وكل روح وطنية سودانية خالصة ومخلصة.. الجيش الذي لا يرضى أن يكون كلباً للصيد.. ولا أن يكون ممراً للأجندة الخارجية.. فهو (فوق عزو) يمتلك قاعدة شعبية ضخمة من الولاء لدى عموم شعبنا.. غير قابلة للمساومة أو التبعيض وإن بدا على عيْنَي (برهان) التعب..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى