بينما يطرق حمدوك أبواب واشنطن الدولار يطرق أبواب التسعين !!

 

* بينما يطرق معالي رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك أبواب المؤسسات الأمريكية بواشنطن، فإن الدولار الأمريكي في المقابل يطرق أبواب التسعين بقوة، بحيث يتحرك الدولار الآن من بحر أوسط الثمانينات إلى تخوم التسعينات، غير مكترث لما يمكن أن تنتهي إليه زيارة السيد رئيس مجلس الوزراء …

 

 

* كنا نعتقد أن حكومة أبناء المنظمات الدولية، وعلى رأسهم الخبير الدولي الدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء الموقر، كما نعتقد أنهم يعرفون الطريق جيداً لأبواب  المؤسسات، الأمريكية، وأنهم حال هبوطهم أرض الأحلام، فإن الإدارات والمؤسسات الأمريكية ستصطف لمقابلتهم، ومن ثم مكافأتهم على أقل تقدير برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب..

* غير أن المفاجأة غير السارة تقول بأن الوفد لم يتمكن حتى الآن من مقابلة مسؤول رفيع سوى وزير الخزانة الأمريكية، الذي لم يكن هو الآخر إلا خازناً ومنفذاً جيداً لسياسة وزارات الخارجية والدفاع والمخابرات الأمريكية،  الوزارات التي تستعصي حتى كتابة هذا المقال على وفدنا الحكومي  الميمون….

* الآن يتضح لنا  بأننا قد أسرفنا في التفاؤل، بأنه حال إقرارنا  الحكومة المدنية وإنهاء حكم الإسلاميين في السودان، ستتدفق علينا المعونات الأمريكية اللامقطوعة ولا ممنوعة ولا مشروطة،غير أننا الآن كلما حققنا مطلباً أمريكياً غالياً نفاجأ بحزمة من المطالب الجديدة الباهظة !!

*  بحيث لم يكن قانون المجزرة القانونية الأخير الذي عطل معظم القوانين، لأجل حشر الإسلاميين في الزاوية، لم يكن على خطورة مآلاته التي ستبدأ لا محالة في التشكُّل في مسيرة الزحف الأخضر المنتظرة، لم يكن بما خلف من جراحات وتشوهات في جسد الدولة والمجتمع السوداني، ومما سيترتب عليه من مفارقات في الصف الوطني الداخلي، لم يكن كافياً لدفع الإدارة الأمريكية لمجرد لقاء وفد أبطال المجزرة القانونية، فضلاً عن تحقيق أي مطالب أخرى ذات شأن !!

* على أن عملية رفع التبادل الدبلوماسي إلى درجة سفير، بحسب الخبراء الدبلوماسيين أنفسهم، لا يسهم في الدعم الاقتصادي، بحيث لم يكن سوى مكافأة معنوية وأدبية ليست ذات قيمة مادية، على أن الحكومة الانتقالية التي بنت ميزانيتها على عشم (ميزانية ممولة بالكامل من الأصدقاء) ستكون في موقف أكثر صعوبة، فالأصدقاء يمتنعون حتى الآن، بحيث لم تكن النتيجة حتى الآن سوى لقاءات الإدارات الأفريقية في المؤسسات الأمريكية إلى جانب وزير الخزانة الأمريكية  !!

* ستدرك حكومتنا لا محالة لاحقاً، بأن الحل الذي تضرب له أكباد الإبل وراء البحار، قد تركته وراءها بالداخل، تراجيديا قصة غلام بسطام، قيل إن غلاماً من بسطام على عصر العالم البسطامي الشهير، قد خرج من بسطام بحثاً عن العلم، فلما طرق أبواب مدينة بعيدة سأله سادنها، من أي الأمصار يا غلام، قال من بسطام خرجت في طلب العلم يا مولاي، قال إن الذي خرجت لأجله قد تركته وراءك ببسطام . في إشارة إلى العالم البسطامي الشهير.

* إن الحل للأزمات السودانية الذي نبحث عنه في كل الأمصار لم يكن إلا بداخل السودان، فالحل يكمن وراء توظيف الإمكانات المادية الهائلة التي تزخر بها بلادنا التي تجري من تحتها الأنهار، تحريك الطاقات الكامنة على أرضية وطنية سياسية واجتماعية متماسكة، تبدأ بعمليات إصلاح ومصالحات وتراضٍ وطني كبير وعظيم ..

وليس هذا كل ما هناك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى