قطر في قلوبهم!!

 

* أثارت هذه الزاوية ردود أقوال وليست أفعالاً واسعة في الساحة بعد المُطالبة برد الجميل لدولة قطر وزيارة رئيس الدولة الفريق عبد الفتاح البرهان للدوحة وتجاوُز حالة عدم الرضاء من قِبل قِوى الحرية والتغيير عن مواقف قطر التاريخية ودعمها للسودان في السنوات العشر الماضية، الشيء الذي اعتبره البعض دعماً للنظام السابق وتلك رؤية قاصرة جداً.. وما هكذا تجرى مقادير السياسة ومصالح الشعوب والحكومات.. وقد لعبت قناة الجزيرة القطرية دوراً محورياً في التغيير منذ ديسمبر 2018م وتعرّضت للتضييق ولكنها مضت في سياساتها التي تدعم التوجُّهات الديمقراطية في الوطَن العربي.

واليوم تبدّلت مواقف وتغيّرت قناعات، ولم يحصد السودان من تحالفه (الخليجي) غير المَنِّ وبضع بواخر من الدقيق والجازولين.. ودعا الصحفي والكاتب “عبد الماجد عبد الحميد” إلى مُبادرة تقودها شخصية مثل د. التجاني سيسي رئيس السُّلطة الانتقالية السابقة في دارفور تتوجّه إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد الحُصُول على مُوافقة ودعم الحكومة الانتقالية في السودان لتنقية الأجواء شعبياً مع الدوحة.. ولقاء الأمير تميم والأمير الأب حمد وتقديم الشكر باسم الشعب السوداني لمواقف قطر التاريخيّة وإسنادها للسودان دولياً وإقليمياً وتنموياً، وفتح أبواب الاستثمار للمال القطري خاصّةً دارفور التي باتت قريبة من السلام.

وكان قيادي في الحركة الشعبية (نمسك عن اسمه)، قد تَحَدّث بحسرةٍ على ضياع فُرص السّلام التي تَوَفّرت أثناء قيادة دولة قطر لمُبادرات عديدة للتوفيق بين الفُرقاء، وذكر القيادي في الحركة الشعبية أنّ قِوى الكفاح المُسلّح تبحث حالياً عن (ضامنٍ) إقليمي ودولي لمُحادثات السلام التي من المُنتظر أن تبدأ غداً في جوبا، وتحسّر القيادي على غياب دولة قطر في الوقت الراهن عن ملف المُفاوضات، وقال: (لماذا لا نعيد إحياء مُبادرة الدوحة)؟

وذهب د. محمد أبو القاسم الصديق وهو باحثٌ وأستاذ جامعي إلى القول (قطر أقرب وجدانياً للسودانيين، وأميرها وطأت أقدامه دارفور أكثر من مرة خلال السنوات الماضية حينما كان العرب يتأفّفون عن زيارة الخرطوم)..!

عشرات المُكالمات الهاتفية والرسائل النّصية أشادت بزاوية أمس عن دولة قطر، ودورها في السنوات الماضية، وما قدّمته من مُساعداتٍ للسودان دُون أن تطلب شيئاً أو تفرض على بلادنا التماهي مع مواقف قطر إقليمياً ودولياً.. وكان مُنتظراً أن يعيد لقاء حمدوك مع أمير دولة قطر العلاقات إلى مساره الطبيعي، ولكن شيئاً من ذلك لم يَحدث حتى اليوم، وللشعوب دورٌ في حمل الحكومات على المُضِي في إصحاح الأخطاء، والشعب السوداني مُمثلاً في أحزابه وقياداته لا سيّد عليه، وخياراته الخارجية ليست رهينة تبعاً لمصالح زائلة، تبقى قيمة الوفاء غير قابلة للبيع في سُوق السياسة والنخاسة.. وقطر قدّمت ولم تطلب شيئاً وهي رقم سياسي كبير في المُعادلات الدولية، ودُولة مفتاحية يُمكنها لعب دَورٍ مُهمٍ في مُفاوضات سلام السودان القادمة، وتمسك الدوحة بأسرار دقيقة جداً عن القضية الدارفورية، فلماذا لا تعود مُفاوضات الحكومة ومُتمردي دارفور إلى مسار الدوحة وتبقى مفاوضات مسار المنطقتين في جوبا؟؟

سُؤالٌ لن يُجيب عليه بطبيعة الحال د. سليمان الدبيلو ولا أسماء محمد عبد الله وزيرة الخارجية؟!

تبقى قطر في قلوب السُّودانيين مهما تباعدت المسافات بين الحكومات..!!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى