خربشات الجمعة

 

(1)

* بعث الأخ أمجد صلاح من دولة الإمارات العربية المتحدة بمقالة لهذه الزاوية يُعبِّر فيها عن رؤيته وموقفه من الصراع بين مدير المُخابرات السابق صلاح قوش ورجل الأعمال فضل محمد خير الذي تعرّض في أخريات أيام الرئيس السابق للسجن والاعتقال وإرغامه على دفع فدية مالية ثمناً لحُريته الشخصية, ولكنه تعرّض لتشويهٍ وأضرارٍ بالغةٍ بعد أن تم وصفه وآخرين بالقطط السمان.. ولكن في الأسبوع الماضي كتب فضل محمد خير رسالة إلى القيادي في قِوى والتّغيير محمد عصمت، أثارت المقالة ردود فعل واسعة في الفضاء الإسفيري وفي الصحف، وفتحت الأبواب للمسكوت عنه.. وها هو أمجد صلاح يكتب مقالة طويلة جاء فيها:

(بدايةً، نحمد الله كثيراً أن أشرقت شمس الحُرية في بلادنا وأصبح الناس ينشدون العدالة وشعاراتها التي يُردِّدها الصغار والكبار، وبهذا الفجر الصادق عرف مدير الأمن السابق صلاح قوش وزنه الحقيقي، وأدرك أنه بغير السلطة لا يُساوي شيئاً، لذلك يسعى بكل الحِيَل لإعادة نفسه الى المشهد السياسي حتى لو التحالف مع الشيطان، وهو يُواصل مَعاركه الشخصية حتى وهو بعيدٌ عن مواقع السُّلطة، أملاً في العودة المُستحيلة، بل حتى وهو خارج السودان لا يتوقّف عن المُؤامرات العابرة للقارات بغرض التغطية على فساده، حيث أصبح من أصحاب المليارات، وفي سبيل ذلك يعمل على مواصلة أجندة تصفية حساباته الشخصية من خلال عددٍ من الذين يُدينون له بالولاء مدفوعين بمصالح مُشتركة، وكذلك من مكّنهم من امتلاك أموال فضل، وهو أمر مؤسف ومؤلم، ومن بين الذين يقودون الحملة ضد فضل بعض حَملة الأقلام، وكان حريٌّ بهم إحقاق الحق ونُصرة المظلوم بدلاً من مناصرة الظالم وإعانته على ظلمه، ويقول أحدهم إنّ فضل كان يمكنه مقاضاة صلاح قوش، وهما الاثنان بالداخل، رداً على ما أعلنه فضل محمد خير الأسبوع الماضي، ويَتَسَاءل عن المُستندات الدالة على أن صلاح قوش استلم فدية قدرها (50) مليون دولار مقابل إطلاق سراح رجل الأعمال، والجميع يعلم أن فضل محمد خير عندما خرج من السجن وجد حصته في شركة تاركو البالغة 60% أصبحت صفراً، وأن مجلس إدارة جديد قد تم تشكيله برئاسة إبراهيم غندور وأبو قناية وهو عملٌ أقرب للعصابات من عمل الدولة والمؤسسات المحترمة، والذي حدث لفضل محمد خير لا يُمكن حدوثه إلا في دولة تحكمها المافيا، وحتى لا ينسى الشعب السوداني أكاذيب صلاح قوش، نعيدهم إلى ما قاله عن اغتيال الطبيب الطيب بابكر سلامة والفتاة التي أخرجت (بندقية) خرطوش من حقيبتها واصطادته بها.. وقوله سنقبض عليها ونعدمها!!

(2)

ويمضي الأخ أمجد صلاح في مُرافعته عن فضل محمد خير ويقول: كان فضل محمد خير يقبع في الزنزانة رقم (8) وزميله عكاشة يعدم كالخروف في الزنزانة رقم (9)، فعل قوش كل ذلك ليحصل على (50) مليون دولار فدية في جريمة سوف تنظرها المحاكم في السودان قريباً في عهد الثورة والانعتاق، ويجزم أمجد أن هناك استحالة لإعادة إنتاج صلاح قوش مرة أخرى).. انتهى المقال الذي بعث به الأخ أمجد وهو شَابٌ أربعيني عُرف بمُعارضة الإنقاذ بوعي وإدراكٍ، وهو من خريجي جامعة الخرطوم، لكنه آثر العمل الخاص بعد سنوات قليلة أمضاها في العمل العام.. وملفات الفساد الحقيقية في السنوات الماضية لم تفتح بعد.. وتعتبر قضية فضل محمد خير من أشهر الملفات التي تداخلت فيها السياسة والمصالح الشخصية وتصفية الحسابات، مِمّا أفقد الرجل وضعيته في شركة تاركو للطيران، رغم أن الفترة الأخيرة قد شهدت صُدُور قرار قضائي أعاد للرجل بعضاً من حقوقه التي فقدها جرّاء غيابه عن البلاد.. وقد برع المحامي عادل عبد الغني في مُواجهة السلطة بقوة القانون ومنطق الحق.. لاسترداد حقوق الرجل التي سُلبت وأمواله التي نُهبت..!

(3)

في سنوات النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي، انضم لصحيفة (ألوان) عدد كبير من “ثوار اليوم” القحاتة”، وبعضهم على ارتباطٍ وثيقٍ بالحزب الشيوعي وحزب البعث وحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي، وشكلت (ألوان) ألواناً شتى لتكوينات الساحة الاجتماعية والثقافية، وكان حسين خوجلي لا يسأل الصحفي الذي يطرق أبواب (ألوان) عن بطاقة هويته السياسية، ولا جغرافية انتمائه لأطراف السودان البعيدة أو وسطه أو عاصمته الخرطوم.
في أحد الأيام جاء أحد ضباط الأمن الحانقين على بعض الكتابات في (ألوان)، وقال بلهجة آمرة كيف تصبح (ألوان) صحيفة الإسلاميين داراً لليسار.. فرفع حسين خوجلي كُم جلبابه وقال: (ألوان) هي صحيفة كل الشعب السوداني، وهؤلاء الصحفيون هم أبناء وبنات السودان، حقّهم علينا توفير فرص العمل لكل سوداني.. أنا لا أنظر لبطاقات انتماء الصحفيين، بقدر نظرتي لعطائهم لخدمة الحقيقة وحدها.. الحركة الإسلامية إن شاءت تصدر لها صحيفة باسمها؟!

تلك هي أخلاق حسين خوجلي أبو ملاذ.. أما اليوم فقد جاء زمان يُطالب فيه الصحفيون من أنصار النظام الجديد بإغلاق الصحف غير الموالية وحرمان زملائهم من حق العمل.. ويُحرِّضون الدولة للاستيلاء على صحف صدرت بعرق الزملاء وكدِّهم وكسبهم.. وتشريد الصحفيين وقطع أرزاقهم قبل أعناقهم.. حسين خوجلي ليس وحده.. فالهندي عز الدين وأحمد البلال الطيب وعبد الله دفع الله ومحمد طه محمد أحمد والصادق الرزيقي ومحيي الدين تيتاوي، جميع هؤلاء كانت صحفهم دوحة تلاقٍ لمُختلف تيارات الساحة السياسية وكبار قادة المؤتمر الوطني من جمال الوالي إلى الطيب مصطفى في يومٍ ما وسعد العمدة، لم يغلقوا أبواب صحفهم في وجه أبناء السودان.. قدموا نماذج مُشرفة في خدمة المهنة.. ولكن (قحت) اليوم تكشف عن وجهها الحقيقي وتضع وزير إعلامها فيصل محمد صالح في مُواجهة لا مع الزملاء والرفاق، ولكن مع تاريخ الرجل الوضيئ وهو يحدثنا عن قيم الحرية والرأي الحُر، ولكنه اليوم مُطالبٌ بقمع أيِّ صوتٍ لا يغني بلحن (قحت) ومُصادرة حرية الصحافة التي تنتقد أداء حكومة (قحت) وتجفيف الساحة من أيِّ صوتٍ يقول لا.. وفيصل الذي نعرفه ربما اختار طريقاً آخر إذا كان لا خيار أمامه إلا الشرب من ماء قِوى الحُرية بيده اليسرى فقط..!

(4)

اليوم قلوبنا مع الهلال في موقعة القاهرة ومُواجهة الأهلي القاهري.. مُباراة صعبة جداً وفي ظروف بالغة التعقيد، والهلال في أضعف (حالاته)، وجهازه الفني حائرٌ ماذا يفعل في مُواجهة الأهلي المصري؟ نسأل الله تعالى أن يُخفِّف الهزيمة على الهلال الذي لم يترك له رئيسه الكاردينال نجماً يقلب التوقُّعات في مباراة اليوم إلا وشطبه من كشوفات النادي..!!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى