التغيرات المناخية: حائط صد لصغار المنتجين

 

 تقرير: رشا التوم

يُعد المزارعون والرعاة التقليديون الأكثر هشاشة في مواجهة التغيرات المناخية  وآثارها المدمرة،  إذ تؤدي نوبات الجفاف  والفيضانات  والكوارث التي يتعرضون  لها إلى خسائر فادحة في المزروعات والثروة الحيواينة، والممتلكات مما يهدد سبل كسب العيش والأمن الغذائي لهم  ولتعزيز التكيف والمرونة لصغار المزارعين والرعاة  في القطاع الزراعي  وتخفيف آثار المناخ وتحسين الإنتاج في القطاع النباتي والحيواني  نظم المجلس الأعلي للبيئة والموارد الطبيعية  مشروع  تمويل التصدي لمخاطر المناخ ورشة  أمس عن تبادل المعرفة  وعرض منتجات تأمين  مؤشرات الطقس  لدعم  صغار المزارعين والرعاة في السودان.

وكشف  وزير الزراعة  مهندس  عيسى عثمان الشريف  تحديات كبيرة تواجه الوزارة من أجل الدفع باقتصاد البلاد  والأمن الغذائي والتنسيق وتكامل الأدوار من أجل حماية صغار المنتجين.

وأكد خلال مخاطبته ورشة تبادل المعرفة وعرض منتجات تأمين مؤشرات الطقس لدعم صغار المزارعين والرعاة بالسودان التي ينظمها مشروع تمويل التصدي لمخاطر المناخ بقاعة الصداقة بالخرطوم، أكد أن هنالك فجوة بين وزارة الزراعة وصغار المنتجين، وعدم وجود إدارة خاصة بهم وعدم وجود علاقة للوزارة بالأراضي الزراعية والقوانين المتصلة، وضعف العمل البحثي ومؤسسات التمويل في المجال الزراعي.
وتناول الشريف الخطوات التي قامت بها وزارته لمعالجة تلك التحديات، مؤكداً إنشاء إدارة بوزارة الزراعة لتنظيم المنتجين ونقل المكون الزراعي للوزارة، مشددًا على ضرورة تكوين مجموعات علمية بحثية لوضع الأولويات ومعالجة المشكلات التي يعاني  منها المنتجون بجانب إنشاء صندوق للتنمية الزراعية على المستوى المحلي والاتحادي.
مؤكداً أن الورشة توطد للعلاقة  التي تسعى الوزارة لأنشائها مع صغار المنتجين مشددًا على إنشاء شبكة من المرشدين يتم تدريبهم  للقيام بدورهم في نقل التقانة في الولايات مشيدًا بالجهود التي يقوم بها مشروع تمويل التصدي لمخاطر المناخ واهتمامه بصغار المزارعين في ست ولايات بالسودان.
وأشار إلى التنسيق مع منظمة الزراعة والأغذية العالمية حول كيفية بناء المؤسسات التي تستجيب لاحتياجات المزارعين، مؤكداً السعي لإعادة دور القطاع الزراعي للقيام بدوره الطبيعي  والمساهمة في دفع الاقتصاد.
من جانبها قالت الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية بروفيسور حكمة العوض إن السودان يعتبر الأكثر تضررا بالتغيرات المناخية  مشددة على أهمية العمل الحاسم لتخفيف خطر التغيرات المناخية من خلال التركيز على الزراعة والرعاة  من خلال توفير خدمة التمويل والتقانات التي تساعدهم على التكيف مع التغيرات المناخية وتوفير البيانات التي تدعم القطاع العام والمستثمرين في القطاعين الزراعي والرعوي.
وأكدت أنه لا يزال التأمين على المخاطر ضعيفاً داعية شركاء التأمين للعمل مع الجهات الفاعلة ومنصات التكنولوجيا لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية، مشيرة إلى التحديات التي تواجه تمويل المخاطر،  وشددت على أهمية توفر الإرادة السياسية وأهمية إتاحة المعلومات وبناء القدرات .
وأشار المستشار الفني لمرفق البيئة العالمي مستر توني، إلى الجهود المبذولة لمواجهة التغيرات المناخية، مؤكداً مواصلة دعم المرفق للجهود التي يقوم بها السودان في هذا  المجال.
وأكدت مدير مشروع تمويل التصدي لمخاطر المناخ دكتورة راشدة حسن دفع الله أن السودان يزخر بموارد طبيعية ضخمة لكنه يواجه خطر التغيرات المناخية .

وقالت إن المشروع قدم تقانات للتصدي لهذه المتغيرات ويعمل في ست ولايات بالسودان تتعرض للهشاشة .
وأكدت أن التغير المناخي من أكبر وأهم المهددات التي تواجه العالم حالياً، مشيرة إلى أن اتفاقية باريس وأهداف التنمية المستدامة التفتت لهذه التغيرات المناخية .
وأوضحت أن الورشة تقدم نماذج  من التقانات الصغيرة التي يقدمها المشروع للمزارعين في شمال كردفان والنيل الأبيض والقضارف وكسلا وجنوب دارفور ونهر النيل، مؤكدة أن المشروع قدم 8 أجهزة إنذار مبكر منها 6 في الولايات و2 جهاز إنذار مبكر بالخرطوم بوزارتي الزراعة والثروة الحيوانية.
وأكدت أن للمشروع شراكة مع  أكثر من 25 شركة تأمين بجانب شراكات مع مؤسسات التمويل والبنوك والوزارات ذات الصلة مؤكدة أن الورشة واحدة من منصات تبادل المعرفة لتأمين مؤشرات الطقس .

وتناول ممثل السفارة الكينية بالخرطوم المستر أندوما الخطوات التي قامت بها كينيا لمواجهة مخاطر المناخ خاصة في الحظائر الرعوية والزراعية وتطبيق فكرة المحميات الزراعية في وقت مبكر، مشيداً بالجهود التي يقوم بها مشروع تمويل التصدي لمخاطر المناخ في السودان  من أجل التصدي المبكر للتغيرات المناخية التي يشهدها العالم حاليا .ً
وقدمت مستشار مشروع تمويل التصدي لمخاطر المناخ  والخبيرة في مجال الإنذار المبكر بروفيسير آمنة أحمد حمد شرحاً حول الإنذار المبكر وأهميته في التصدي لمخاطر التغيرات المناخية، وقالت إن الإنذار المبكر من أهم الأدوات التي  تساعد في الوصول إلى تنمية مستدامة مشيرة، إلى أهمية الاستدامة لمشروع تمويل التصدي لمخاطر المناخ بالاعتماد على المجتمعات واللجان المجتمعية والمؤسسات مطالبة بضرورة الدعم بنظام إنذار مبكر قومي يهتم بكل المخاطر الطبيعية باعتبار أن النظم الحالية متعددة وكثيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى