لا خاب من استشار

*التعامل بمنظار الانتماء والولاء السياسي البحت سيجلب على الحكومة خسارات كبيرة ومُكلفة هي في غنىً عنها، فالخبرات والمبادرات والاستشارات المهنية والخدمية والفنية لا تنحصر عند فئة من الناس، وقد تتركز عند أشخاص مُصنّفين عندك خصوماً سياسيين، وليس من العقل والحكمة والمصلحة الوطنية أن تخسر مهندساً أو طبيباً أو خبيراً في مجال النقل والبترول والسكة الحديد بزعم أنه ينتمي للإسلاميين أو ينتمي لأي جماعة سياسية لا تروق الحكومة .

* لو اتضح للحكومة أو ثبت لديها أن فلاناً انحرف وفسد وارتكب انتهاكات وتجاوزات وامتدت يده للمال العام أو ثبت لها أن علاناً يستغل موقعه الوظيفي لأغراض وأنشطة سياسية مضادة فلن يلومها أحد إن استهدفته بإجراءات إدارية وقانونية واستبدلته بآخر، لكن هناك خبراء ومختصون ظلوا يعملون لعقود طوال في مجالات فنية تتعلق بالخدمات وحاجات الناس، لا شأن لهم بحزب أو سياسة، فبأي منطق وبأي عقل تستغني الحكومة عن هؤلاء؟

* لو انتبهت الحكومة وتجردت واجتهدت في التذاكي و”اللعب النضيف الشريف” لاستعانت بثلة من الخبراء في كل مجال في شكل مجلس استشاري حر، يدرس الواقع والمشروعات ويقدم المبادرات والاستشارات، والمجالس الاستشارية التي نقصدها ليس مجالس مقصورة على عضوية “قحت” و”تجم” بل تضم طيفاً نوعياً متنوعاً من أصحاب الخبرة والتجربة في كل مجال، ولا أعتقد أن أي وطني يمكن أن يرفض تقديم المشورة مهما كان موقفه من الحكومة .

* الذين عملوا في المستويات الإدارية المحلية، من الضباط الإداريين وغيرهم، يعلمون طبيعة “السيستم” الذي كانت تتعامل به الإنقاذ وتستخدمه في توفير وتوزيع الوقود والدقيق والدواء، وفي المراقبة والمتابعة الميدانية، ومهما كان على ذلك “السيستم” من ملاحظات ومراجعات فإنه يبقى تجربة محترمة يمكن البناء عليها والاستفادة منها دون حرج أو تحسس من كونها تجربة موروثة، فالموروث كثير جداً ولا يمكن إنكاره والاستغناء عنه وهو مِلك للوطن.

  • الهوى السياسي وعرق الانتقام هو الذي يدفع ببعض المسؤولين للجري والسعي في اتجاه نقض غزل الإنقاذ وإيقاف أي خطط وضعتها وتخوين أي قيادات وظفتها! القيادات السياسية الجديدة عليها أن تتذكر أن الإنقاذ ارتكبت ذات الأخطاء الجسيمة لكنها تركت العديد من المهنيين غير المنتمين لحزبها في مواقعهم التنفيذية واستعانت بآخرين غيرهم، بل بنت تجربة النظام السياسي واللجان الشعبية على القيادات الإدارية والشعبية الموجودة في الحقل أصلاً .

* الظرف الحرج والمعقد الذي يعيشه الوطن يستلزم – في تقديرنا – الاعتراف بالحقائق والتجرد والترفع عن الصغائر ومواجهة التحديات والمهددات والأزمات بصف متوافق عسى الله يبارك المسيرة ويحفظ الوطن من مزالق الفتن وبراثن الأشرار .

* خارج الإطار: القارئ السر عبد الصادق عبد القادر قال إنهم في سنار كانوا من الناصحين لقيادات النظام السابق بسنار لكنهم لم يستجيبوا للنصح، فتحولوا لمناهضتهم حتى تم التغيير، وقال إن السيد التوم هجو من أبناء المنطقة ولديه سهمه في معارضة النظام السابق لكن عليه ألا يُنكر أدوار الخُلص من أبناء المنطقة .

  • عامر إبراهيم حسب الله ناشد السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الزراعة بإنقاذ الموسم الزراعي بمحلية أبو حمد عبر توصيل المياه لمشروع الفداء الزراعي، وقد تضرر المواطنون أصحاب أشجار الموالح وباتت على شفا خسائر كبيرة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى