خير للوطن وإغاظة للمتربصين !

 

هل يظُننّ ظان ويتوهم واهم أن الإسلاميين مجرد تنظيم “كرتوني” مثله مثل تلك التنظيمات العقدية اليسارية التي ظلت لعقود تكدح وتحفر وتتخفى وتتسلق دون أن تصيب نجاحاً وتصبح محل ثقة الناس ومصَب أصواتهم الانتخابية ؟! الإسلاميون لم يكونوا يوماً نباتاً متسلقاً أو “حِربويات” تتلون وتتخفى ! بل كانوا ولا يزالوا رجالاً أصحاب فكر سليم وطرح قويم يرتكز على الوسطية ومنهج أهل السنة والجماعة ويجتهد في دعوة الناس للحق دون معاداة أي جماعة تجتهد في الدعوة إلى الله بطريقة مختلفة ووسائل مغايرة .

تجارب الإسلاميين منذ جبهة الميثاق الإسلامي والجبهة الإسلامية القومية والمؤتمر الوطني وغيرها من الأطر التي ساقهم إليها تفكيرهم واجتهادهم، هي تجارب بشرية ثرة، حققت الكثير للبلاد والعباد مما لا ينكره عاقلٌ منصفٌ، واعترت تلك التجارب أيضاً وصحبتها أخطاء وإخفاقات وسلبيات لا يمكن إنكارها، وطبيعي أن يُوقِف القانون العام ويُحاسب بشفافية وعدالة وصرامة كل شخص أفسد وتجاوز وارتكب جُرماً ونهب مالاً عاماً، لكن من الأخطاء القاتلة محاولة استهداف الخصوم بـ”تخييط” قانون للعزل السياسي !

صمتُ الإسلاميين بكل تاريخهم وتجاربهم ورصيدهم الجهادي وقبولهم الضمني واحترامهم المفهوم والملموس للتغيير السياسي الذي تم بالبلاد على أيدي ثورة شبابية حقيقية – اتفقنا أو اختلفنا معها – وعدم قيامهم بأي تحركات وأنشطة مُناهضة للحكومة الحالية، هذا أدعى لاحترامهم وتقديرهم وليس محاولة استهدافهم وعزلهم بقوانين وإجراءات، المُفكر لا يُجابه إلا بالفكر، والفقيه لا يُجابه إلا بالفقه والداعية والسياسي لا يُجابه إلا بالحجج المضادة .

ليس من مصلحة بلادنا ومجتمعنا زيادة درجة الاحتقان وتعديد مسارحه وساحاته، ولتكن لنا في تجربة قانون اجتثاث البعث بالعراق عبرة، ويُحمد لمجلسي السيادة والوزراء إسقاطهما وحذفهما للمادة الغريبة التي حُشرت ضمن مسودة القانون الأخير والتي نصت على عزل قيادات المؤتمر الوطني لمدة عشر سنوات! لكن الأهم من ذلك أن “نَفرمِت” عقولنا ونغسل دواخلنا ونحذف من أذهاننا مثل هذه “التفاكير” الانتقامية ونبتعد عن تكرار الأخطاء القاتلة للأنظمة السابقة، وننصرف لبناء وطن معافى يسع الجميع بلا استثناء .

في ذلك الخير كل الخير للوطن ولأهله أجمعين، وإغاظة مميتة للخصوم والمتربصين الذين ينتظرون لحظة الانفجار !

خارج الإطار: القارئ عبد الله إدريس يقول إن المدنية هي أن تخطط وتفكر ثم تنفذ، والعسكرية هي أن تنفذ ثم لا تفكر! رئيس لجنة تفكيك النظام السابق إن كان عسكرياً سيجدنا في الشارع إن لم يفكك صامولة وراء صامولة .

القارئ البروف عثمان نصر أبدى ألمه وأسفه لمحاولات محاربة العمل الخيري والتضييق عليه باسم الحرية والعدالة، وقال إن بعض المنظمات التي سمع عن إجراءات ضدها، منظمات خليجية معروفة آثارها الخيرية والإنسانية لا تخفى .

القارئ حامد محمد إسماعيل “كسلا حلة موسى” قال: يبدو أن السلطة الجديدة تسلك ذات سلوك الحكومات السابقة، حصانة مطلقة وأسوار عالية وعربات فارهة وانشغال عن هموم الناس وقضاياهم ومعاناتهم وكأننا يا زيد لا رحنا ولا جينا.

الرقم 0912392489 مخصص للرسائل وليس الاتصالات

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى