اختلافاتنا في السودان وسبل التعايش معها (1)

 

الخلاف أمر كوني وواقع لا محيص عنه قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)… الآية 118 هود).

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً…) وهكذا هي سنة الحياة في جميع جوانبها اختلاف الناس في صورهم, وألوانهم وحركاتهم وتصرفاتهم.

ونحن هنا في بلادنا السودان نعايش أكثر خلافًا من سائر البلدان يغذيها تنوع في القبائل، وتنوع المساحات، بالإضافة لاختلافاتنا المذهبية، والطائفية واتساع المساحات  وتباعد الناس. وحينها نحتاج أن يصبر بعضنا على بعض وأن يتأدب بعضنا مع بعض وإن خالفه، وأن يكون بيننا الجدال بالتي هي أحسن والمحاجة بالأدلة والبراهين.

قال تعالى 🙁 وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا).

إن الناظر في واقع بلادنا اليوم يرى واقعاً مؤلماً يندى له الجبين تفرق, ومشاحنات, وتتبع للهفوات والعثرات، اختلافات سياسية تصل درجة الغلو.. والأدب المفقود في خلافاتنا في بلادنا الحبيبة هو إذا اختلف أحد مع  أي شخص لا يملك إلا أن يسبه أو يلعنه أو قد يصل به الأمر أن يضربه أو يقتله كما حدث ذلك في صالة قرطبة قبل فترة والاعتداء على أئمة المساجد. وما يدور الآن في شرقنا الحبيب الخلاف والقتال الذي يدور بين أبناء الوطن الواحد والإقليم الواحد.

على كل حال، إن من علامات الساعة وقوع الاختلاف بين الناس واعجاب كل ذي رأي برأيه وهذا ما نعيشه الآن وهو ما يزيد الأمة تمزقًا وفرقة. لهذا كله وجب على المسلمين جميعاً وغير المسلمين أن يتأدبوا بآداب عامة ينبغي للمختلفين أن يراعوها منها:

أ.  الحوار بالتي هي أحسن كما ذكرت آنفاً.

ب. أن نحسن الظن في المخالف أنه ما أراد إلا الخير. وأن الناظر فيمن حولنا من الدول ليجد الاختلاف قد احتدم وأبيحت فيه دماء معصومة في مسائل يسعهم فيه الخلاف، والاختلاف ميدان فسيح بدلاً من أن يصول فيه الشيطان ويجول فلذلك لابد من إحياء روح التسامح في الأمة لتتجنب التباغض وتسود روح الإخوة والمودة بين الناس في بلادنا. ولابد من التأكد على أن للاختلاف أسباب موضوعية ووجيهاً تفيد البلاد والعباد يجب إبرازها واستثمارها لرأب الصدع وإصلاح ذات البين، لأن المواطن البسيط الآن يعاني من ضيق العيش وارتفاع الأسعار, ويطمح في نظام يخرج البلاد من هذا الوضع الذي يعيشه .

اللهم ألف بين قلوب المسلمين وأبناء الوطن الواحد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى