مبروك للزعيم السعودي

 

*بعد غياب عربي  ثمانية أعوام من التتويج الآسيوي، عاد الهلال السعودي بالفخر والإعزاز للفرق العربية متوجاً بطلاً في دوري أبطال أسيا بعد فوزه المستحق على مضيفه اوراوا ريد دايموندز الياباني بهدفين نظيفين، وكان الهلال قد فاز في المباراة الأولى بالرياض بهدف نظيف.

*أمتعنا “الزعيم” أمس وهو يقدم لوحة كروية كانت مفخرة لكل عربي، وهو يجعل الفريق الياباني مذهولاً من العرض والتنظيم وسرعة الأداء.

*لكن الروعة حقيقة تجسدت في الجمهور الياباني الذي حول المدرجات إلى بقعة حمراء وظل يشجع فريقه حتى نهايتها، ولم نر مشجعاً يقذف قارورة ماء أو يسلك مسلكاً غير لائق رغم أن المباراة تلعب في نهائي أبطال آسيا وعلى ملعبه وفريقهم مهزوم.

*طيلة زمن المباراة كنت ومعي بعض الزملاء نجري مقارنة بين فرقنا السودانية وأشقائنا في المملكة العربية السعودية التي عرفت العديد من نجوم السودان في دورياتها منذ زمن بعيد، فتطورت الكرة السعودية حتى أصبحت عالمية وهي تشارك في أكبر بطولات العالم إن كان على مستوى الفرق القومية أو الأندية، وظلنا نحن في حفرة كبيرة لم ننجح في الخروج منها منذ إيقاف النشاط الكروي في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري وحتى الآن.

*شاهدنا محترفين من العيار الثقيل في الهلال السعودي أحدثوا الفارق بينهم والفرق الأخرى ورأينا روعة الدوسري وإبداع قوميز وهما يحرزن هدفي المباراة، وحزنّا كثيراً على أنصاف المحترفين الذين يلعبون في الدوري السوداني.

*اهتمت المملكة بالرياضة عموماً وصرف رؤساء الأندية على فرقهم وكانت المحصلة فريقاً “عالمياً” بقامة الهلال. ننتظر مشاركته في كأس العالم للأندية إلى جوار ليفربول والترجي، وبخل السودان على الرياضة فكانت المحصلة فريقاً قومياً مهزوزاً بمدرب ضعيف وأندية ضعيفة لا يعرف منها سوى الهلال والمريخ والاثنان لا يساويان شيئًا إن قارناهما بالأندية العربية الأخرى.

*يجب أن يتعلم رؤساء الأندية السودانية من أشقائهم السعوديين في استجلاب المحترفين الذين يصنعون الفارق، ويجب أن يستفيد الجمهور السوداني من أدب وروعة الجمهور الياباني في التشجيع وقبول الخسارة وليس حصب الملعب بالحجارة كما حدث في فضيحة مباراة “الغمة” نعم، كانت غمة وليست قمة، نخدع أنفسنا بأننا نملك أندية ولاعبين وهم مجرد وهم كبير ننخدع بهم.

*الهلال السوداني إن سار على نهج مباراة المريخ الأخيرة سيأتي للسودان بفضيحة أفريقية غير مسبوقة، فريق ضعيف في هجومه ودفاعه وسيواجه أقوى الفرق الأفريقية بدءاً من الجمعة المقبل ورئيسه يتفرج عليه دون أن يحرك ساكناً.

*لن ينصلح حال أنديتنا السودانية إلا بعد تحويلها لشركات مساهمة عامة يكون قرارها في يد مجلس إدارة بحق وحقيقة، وليس مجلس إدارة يديره فرد لا يريد أن يستجلب له محترفين بمعنى الكلمة، وليس أشباح محترفين.

*عموماً نبارك للهلال السعودي فوزه المستحق بكأس أبطال آسيا، ونرجو أن يكون الهلال السوداني في مقبل السنوات- ليس هذا العام- مثل شقيقه السعودي حتى نفخر ونتفاخر به كما يفعل جمهور “الزعيم” في كل أراضي المملكة السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى