ترتيب وتصنيف أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم

ويليم توماس قرين مورتن مكتشف التخدير ضمن المائة العظام (2-2)

ترجمة: د. درية السيد عبد الرازق

بعد بضعة أيام من عملية أبوت تقدم مورتن وجاكسون بطلب براءة الاكتشاف, لكن وبالرغم من حصولهم على براءة الاكتشاف، فإن هذا لم يمنع حدوث سلسلة من الخلافات حول الأولوية. فإن مطالبة مورتن بأحقية الفضل في تعريف التخدير وجدت معارضة من آخرين بالتحديد جاكسون. بالإضافة إلى أن توقعات مورتن بأن ابتكاره سوف يجعل منه رجلاً غنيا لم يتحقق . معظم المستشفيات والأطباء الذين استعملوا الأتير لم يهتموا بدفع الجعل (مبلغ يدفع للمؤلف او المكتشف) كما أن تكلفة الدعاوى وصراعه من اجل الفوز بالأفضلية استنفذت كل الأموال التي تلقاها لاختراعه . في حالة من الإحباط والإفقار، توفي عام  1868 في مدينة نيويورك  عن عمر يقارب 49 عامآ.

إن أهمية التخدير في طب الأسنان والجراحة واضح جدآ.  لكن الصعوبة الأساسية في تقدير الأهميه الكلية لدور مورتن تكمن في أنه إلى أي مدى يمكن تقسيم الفضل في اكتشاف التخدير بين مورتن والآخرين. الأشخاص المهمون الآخرون هم هورس ويلز وتشارلس جاكسون وكروفورد  لونق وهو طبيب من جورجيا . عند النظر إلى الحقائق، يبدو واضحاً أن مساهمة مورتن كانت أكثر بكثير من الآخرين وحسب الدور الذي قام به قمت بترتيبه  في القائمه رقم 56 .

حقيقة, أن هورس ويلز بدأ تطبيق التخديرباستعمال ( الاكسيد النترى ـ الغاز المضحك) فى طب الإسنان بسنتين تقريبآ قبل أن يستعمل مورتن الأيترفى التخدير بنجاح, إلا أن المخدر الذي استعمله ويلز لم, وما كان إن يحدث ثورة في الجراحة.  فهو وبالرغم من بعض المواصفات المطلوبة الموجودة فيه هو ليس بالقوة الكافية كمخدر ليستعمل بمفرده في العمليات الجراحية الكبيرة .

من جهة أخرى فإن استعمال الأيتر له أثر فعال واستعماله أحدث ثورة في الجراحة.

اليوم, فى كثير من الحالات يفضل استعمال بعض الأدويه أو خلطات من الأدويه  بدل  الأيتر, إلا أنه ولمدة قرن تقريباً ظل الايتر المخدر المستعمل عادة  في التخدير.. وبالرغم من مساوئه, فهو قابل للاشتعال كما أن الغثيان هو أحد أعراضه الجانبية, فقد ظل أفضل مخدر تم اكتشافه حتى اليوم .إنه سهل الترحيل والاستعمال وأهم من كل هذا فهو يجمع بين السلامة و الفعالية.

استعمل د. كروفورد  لونغ (ولد 1815ـ توفي 1878 ) من جورجيا  الأيتر في العمليات الجراحية منذ عام 1842, قبل أربعة أعوام من العرض الذي قدمه مورتن.

لكن لونغ لم ينشر تجربته حتى عام 1849 أي بعد وقت طويل من العرض الذي قدمه مورتن والذي أظهر فائدة الأيتر في الجراحة لعالم الطب. نتيجة لذلك لم يستفد من تجربة لونغ إلا عدد ضئيل من المرضى, بينما استفاد من عمل مورتن العالم كله.

تشارلس جاكسون اقترح على مورتن استعمال الأيتر, كما دله على كيفية استعماله على المرضى. لم يقم جاكسون باستعمال الأيتر في عملياته الجراحية قبل تجربة مورتن الناجحة، ولم يحاول تنويرعالم الطب حول ما يعرفه عن الأيتر .

إنه مورتن وليس جاكسون من جازف بسمعته كطبيب عندما قام بتجربته العلنية. فلو توفي جلبرت أبوت خلال العملية لم يكن من المتوقع أبداً أن يتحمل جاكسون ولو جزءاً بسيط من مسئولية  التجربة.

هنالك مقارنة أخيره بين مورتن وجوزيف ليستر لتحديد موقع مورتن في هذه القائمة. كل من الرجلين كانا يعملان  في مجال الطب, وكلاهما قد اشتهر بإدخال تقنيات جديدة وأحدثا ثورة في مجالي الجراحة والتوليد, كل من مخترعيهما, في تقييم لاحق, كان واضحاً أو مرئياً, ولم يكن أي منهما مكتشف التقنية الأول, إلا أنها انتشرت بمجهوداتهم, وكل منهما يجب أن يقتسم فضل ابتكاره مع آخرين.

لقد قمت بتقديم مورتن على ليستر قليلاً في قائمتي لاعتقادي بأن استعمال التخدير, في المدى البعيد,  أكثر أهمية من التطهير أو التعقيم, نسبة إلى أن المضادات الحيوية يمكن أن تعوض عن التقصير في التعقيم أثناء الجراحة.

بغير التخدير ما كان بالإمكان القيام بالعمليات الدقيقة أو المطولة, وحتى العمليات البسيطه كانت تؤجل تفادياً للقيام بها حتى تصبح عديمة الجدوى.

إن تجربة مورتن العلنية التي قام بها في 16 أكتوبر 1846 تمثل خطاً فاصلاً في تاريخ البشر . ربما لا يكون هناك أفضل من الرثاء الذي كتب على ضريحه ليعبر عن إنجازه.

ويليم توماس قرين مورتن

مخترع ومكتشف التخدير بالاستنشاق والذي بفضله تبدد الألم واختفى . قبله كانت الجراحة هي العذاب المقيم, وبفضله استطاع العلم السيطره على الألم.

==

لن يأتي

وحزن في مرايا العين

آهات بلا عد

أخال الآتي لن يأتي

وزهر العمر قد يمضي

وأن القادم المخبوء من عمري بلا فرح بلا ورد

بلا أشواق تسكنني بلا عشق بلا ود

ألا يا صاحبي رحلي

سنكتب ساعة السمر

مواويلاً بها وجدي

نغني الحب والأشواق

من ألمي من الصد

ونرحل حين يأتي الفجر

نرسم حظنا العاثر بلا أخذ ولا رد

هي الأقدار تحملنا

هي الآيات ملء الكون

في الألواح والورد

سأرحل يا ربيع العمر

أودع صمتنا القاتل

وأكتب من دمي عهدي

سأرحل قد يثور القلب

ينزف في الحشا كبدي

سأرسل آهة حرى سترسم في المدى حدي

وأعبر في شراع الصبر شطآناً بلا عد

وأرسو في مرافئ الحزن أمواجاً بها مدّ

طريداً في الذرى وحدي

بعيداً مثل لقيانا فوعد الزيف لن يجدي

سأرحل يا أمان الروح بلا كبر ولا عند

سأبحث في عيون الناس عن وطن

حنين الآن والآتي

فهل يأتي؟؟

هالة محمد عثمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى