الجهر بالمعصية

*إن أُجريتَ دراسة حول المجتمعات في العالم، لوجدتَ المجتمع السوداني الأفضل تماسُكاً وتصاهُراً رغم الابتلاءات التي مرت به في السنوات الأخيرة.

*ففي العالم أجمع، لن تجد أسرة مترابطة ومتلاحمة كما في السودان، ولن تجد تقاليد وعادات أفضل من التي في السودان.

*في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري وكنا نعي بعض تفاصيل نهايته عند انتفاضة أبريل، كانت الخرطوم تشابه بعض العواصم الغربية في باراتها ومراقصها، ولكن كل هذا انتهى مع قوانين “سبتمبر” التي أعلن النميري من خلالها تطبيق الشريعة الإسلامية..

*في  تلك الفترة- ما قبل قوانين سبتمبر- حكى لي من عاصرها عن احترام “أصحاب المزاج” من رواد “البارات والحانات”  للآخرين لأنهم كانوا يعلمون الفرق بين الحرية الشخصية والفوضى والخيط الرفيع بينهما.

*خيط رفيع يفصل بين الحرية والفوضى، وتنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين.

*دول الغرب تقدم الحرية الشخصية المطلقة لمواطنيها، ولكن توجد ضوابط وأسس للحريات العامة ويوجد عندهم وعي بمفهوم الدولة ومصالحها العليا، لذا الغرب يتقدم والشرق يتأخر بعض الشيء.

*حينما جاء الإسلام قبل أربعة عشر قرناً ويزيد، كان العالم يعيش في فوضى دنيوية أدركها من اعتنق الإسلام في تلك الفترة وعرفناها من خلال الوصف الدقيق لعصر الجاهلية الذي خرج منه خاتم الأنبياء والمرسلين.

*جميع الرسالات السماوية اتفقت على الكثير من الأشياء ومنها محاربة الفساد والانحراف سواء أكان هذا الفساد عقدياً أو خلقياً أو انحرافاً عن الفطرة أوعدواناً على البشر أو تطفيفاً في الكيل أو الميزان أو غير ذلك.

*الآن السودان يعيش هذا النوع من الفوضى تحت ستار الحريات إن كانت عامة أو شخصية.

*ما نشاهده في الشوارع العامة من زي “خليع” لبعض الفتيات وما نراه من ممارسات بعضها يخرج عبر الوسائط وغيرها مستتر ينبئ بمستقبل فوضوي غير متوافِق مع عادتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا الحنيف.

*والعقلاء من أهل الغرب يدركون حقيقة خِدعة “الفوضى” المغلّفة بثوب الحرية، وهذا ما ذكرته الكاتبة الأمريكية المسيحية “جوانا فرنسيس” في إحدى مقالاتها والتي راجت في الوسائط المختلفة.

*جوانا أبدت إعجابها بالنساء المسلمات، وقالت إنهن يتميزن بالقوة والجمال والحشمة، وانتقدت النساء الأمريكيات والحياة في الغرب عموماً، ودعت الكاتبة المسلمات إلى عدم اتباع الأجنبيات في طريقة تفكيرهن والابتعاد عن كل ما له صلة بالغرب.

*جل ما كتبته جوانا حقيقة، ولكن من يعي هذه الحقيقة من أهل المسلمين، وهي تصف كل تفاصيل ما يدور في زماننا هذا من إغراء  للسير خلف شباب الغرب، فأهل تلك الديار يريدون تدمير العائلات ويحاولون زيادة أتباع الشيطان الذي يتشكّل كيفما يريد من ااجل إغواء عباد الله الصالحين.

*الإنقاذ ذهبت بخيرها وشرها، والحياة مستمرة، وستنتهي للذين يرحلون عنا لتبدأ حياتهم الأخرى، فإما أن يكونوا من أهل اليمين المحظوظين أو من أهل اليسار الذين ضلوا في هذه الفانية.

*نسأل الله وإياكم أن نكون من أصحاب اليمين، ونستفيد من تنبيهات بعض أهل الغرب الذين يمتلكون ضميراً حتى لا نقع في غياهب الظلمات ما بين الفوضى والحرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى