من يجرؤ على الصمت !!

* لا أعرف إن لم تكن هنالك عملية (فض اعتصام)، عماذا كان سيتحدث بعض النشطاء السياسيين، أما وقد أحيلت هذه  القضية إلى (عدالة الحرية والتغيير)، وليس إلى عدالة أي دولة عميقة أخرى، فيفترض أن ينتظر هولاء النشطاء نتائج التحقيقات، ومن ثم يكون الخوض في موضوع  طالما أهو تحت التقاضي، إن لم يكن يريد البعض المتاجرة السياسية والحزبية بدم الضحايا ….

* ويفترض في المقابل أن الموضوع الذي ينشط فيه الثوار هو القضايا الحقيقية التي نهضت من أجلها الثورة، فالثورة لم تقم على من قام بفض الاعتصام، الواقعة التي جاءت في مرحلة متأخرة جداً، ومن غير الإعلام من ينشط ذاكرة الجميع بالقضايا الحقيقية الملحة التي قامت من أجلها الثورة.

* قامت الثورة لأجل البحث عن حياة كريمة للشعب السوداني، وعلى صدر تلك المطلوبات الثورية قضايا معاش الناس وغلاء الأسواق واحتدام الأسعار وتراجع الجنيه السوداني أمام الدولار وصعوبة المواصلات.

* القضية المحورية التي تستحق تسيير المواكب وصناعة الوقفات الاحتجاجية وإقامة الدنيا، هي قضية تصاعد الدولار أمام انهيار قيمة العملة الوطنية، فعلى الأقل عند كتابة هذا المقال يتربع الدولار الأمريكي على قمة الثمانين، أي أن الدولار الأمريكي الواحد يساوي ثمانين جنيهاً سودانياً ..

* لو استقبل القوم من أمرهم ما استدبروا لجعلوا عملية الحوار مع المواطن قبل خطوة الحوار مع الحركات المتمردة المسلحة، وذلك لسبب بديهي بسيط وهو أن مناضلي الحركات المسلحة يسعون لمكاسب سياسية بشأن السلطة والثروة، وفي المقابل يسعى المواطن إلى لقمة العيش والحياة الكريمة .

*ولعمري لم يكن الحوار مع المواطن سوى الذهاب مباشرة في إزاحة  العقبات التي تعترض طريق حياته اليومية وتثقل  كاهله، سيما فيما يتعلق بارتفاع الأسعار وإشعال الأسواق، القضية المحورية التي لم تصلها حتى يوم الناس هذا كاميرات الحكومة، ولم تصنع لها تجمعات المهنيين ولجان المقاومة حتى ولو مسيرة يتيمة واحدة.

* وكما تقول تلك المقولة السودانية الحصيفة، “الجفلن خلوهن اقرعو الوقفات”، على افترض أن ضحايا الاعتصام الآن في رحمة الغفور الرحيم، وأن باقي الشعب السوداني تحت سطوة الأسواق التي لا ترحم، يقال إن الحي أوْلى من الميت، فماذا فعلنا للأحياء فضلاً عن الأموات، على أن ملايين الأحياء هم مشروع ضحايا ضخم جدًا أن نتدارك تمر حاجياتهم الضرورية الملحة ..

*ولو أن القوم يحسنون قراءة الواقع المؤلم الآن ربما يعودون لجادة وأجندة قضايا المواطن الملحة،  بحيث بدأت أشراط ومقدمات الثورة الارتدادية الهادرة الباهظة التي لا محالة واقعة في ظل هذا التقاعس، بدأت في التشكل والبحث عن أشعار وشعارات وميادين وجداول حراك لم تكن هذه المرة من صنع تجمع المهنيين البائد، فمن كان جزءاً من الفشل لم يكن بطبيعة الحال جزءاً من الحل…

وليس هذا كل ما هنالك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى