(الشيوعيون) وتقية (الشيعة) !!!

قبل عدة أعوام طرح بعض أعضاء أحد أكبر المواقع الإلكترونية السودانية للحوار موضوعاً عن (الحزب الشيوعي).. وقد حاولت الإفادة من تجمّع عدد كبير من كبار المنتسبين للحزب الشيوعي السوداني بطرح عدد من التساؤلات.. حول هويّة المنسبين إلى (الشيوعية) في بلادنا، لكن للأسف !! لم أُحْظَ بإجابة واضحة تبيّن هويتهم!! وقد رأيت أن أنشر بعض استفساراتي التي طرحتها في ذلك الحوار، فأنتقي منها ما يلي:

* إني أبحث منذ فترة لأعرف موقف (الحزب الشيوعي السوداني) من الإلحاد..

* ولكني لم أظفر بشيء موثق أبني عليه كلامي في نقد الشيوعية السودانية على بينة ويقين في قضية تبني المعتقد كموقف جماعي.. وإن كان حال الأفراد لا يخفى..

*وإننا بفضل الله تعالى نجتهد لنلتزم الدقة والتوثيق في ما ينتقد على أي جهة أو أشخاص.. فالعدل والعلم أساس في تقييم العقائد والأفكار والجماعات والطوائف والأشخاص قال الله تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).

* هناك تضارب واضح وتباين في المواقف حسب ما اطلعت عليه وهو اطلاع قليل .. وليس بالمتوسع… ويمكن أن يكون استنباط المواقف قائماً على لسان (الحال) وليس (المقال).

* إن بعض زعماء الحزب ينقل عنهم أنهم يصلون.. ويصومون .. !! بل كما قال إبراهيم السنوسي في تبريرات تحالف الشعبي مع الشيوعي: إن الشيوعيين كانوا في كوبر يؤموننا في الصلاة.. ونصلي خلفهم !! (راجع مقالاً لي من حلقتين نُشر بهذه الصحيفة بعنوان: حزب المؤتمر الشعبي وتبريرات التحالف مع الشيوعيين).

* وكذلك محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب ينقل عنه أنه كان يصلي.. بل ويوصي ويحدد من يصلي على جنازته!!! وهذه الوصية شعيرة قد لا يفعلها بعض علماء المسلمين، وقد حرص هو عليها!!!

* من كتّاب هذا المنتدى عدد كبير يجاهرون بأنهم شيوعيون!!! ونقرأ في بعض ما يكتبون أنهم يذكرون بعض الآيات وبعض الأحاديث!!!

* وفي المقابل يوجد شيوعيون سودانيون (ماركسيون لينينيون) ملاحدة.. وأعرف بعض الشيوعيين لا يركعون ولا ييسجدون منذ أن انتموا إلى الشيوعية..

* إن بعضهم يتنعم ويقضي جل عمره في بلاد الغرب بلاد الرأسمالية حيث شعوب العالم وعماله المقهورة!! تعيش في جحيم قاتل تحت أنظمة الربا والاحتكار.. الذي هو من أبرز مظاهر الاقتصاد الرأسمالي..

* بعض الشيوعيين أعرف أنهم يدينون بما في كتب الماركسية الحمراء.. وفلسفة المادة.. ومحاربة الأديان..

* هناك مقولات شفهية تنقل عن الخاتم عدلان في بيان الموقف!! ومع إن بعضها وثقته من صحافي أجرى معه حواراً لكنها ليست مكتوبة، وإنما شفهية؛ لا تصمد أمام المنهجية الصحيحة في توثيق الأقوال والمعتقدات..

* لماذا لا يكون هناك وضوح في طرح هذه القضية؟!

* وأرجو أن يتجرّأ من يُعلِم ويفيد عن هوية الشيوعية بتوضيح ما خفي علينا فليتفضل وليُنِر به المستنيرون علينا ..

* لماذا ذر الرماد والضبابية؟! ولماذا مشابهة (الشيعة) في (التقية) وإخفاء العقائد؟! فالشبه بين (الشيعة) و(الشيوعية) ليس في الأحرف فحسب!! وإنما لهم وجه شبه في (التَقِيَّة)!!!

* وهل من يقولون بــ (أفعالهم وأحوالهم) إنهم شيوعيون يعملون بــ (الكتاب والسنة)!!! هل هم منبهرون فقط بالاشتراكية والنظام الاقتصادي والملكية العامة؟! وهل يا ترى هذه حدود اتباعهم للحزب الشيوعي الروسي؟!

* ولا يخفى أن هذا الجانب قد بان وانكشفت أضراره وباطله؛ وبنظرة لحال كثير من الجمهوريات الروسية كمالدوفا التي وقفت على وضعها وغيرها وما تعانيه تلك البلدان من الفقر والبطالة تفوق بها بعض الدول في أحراش وأدغال إفريقيا يدرك المنصف دمار هذه النظرية ووحشيتها وقسوتها على أتباعها..

* من يطلع على نشاط وأعمال كثير من المنتسبين إلى الشيوعية في بعض الجامعات وفي غيرها يدرك مجال اهتمامهم والقواسم المشتركة التي تربط بينهم.. ولا داعي للتفصيل..!! فهي تدور في فلك شعارات!! وأغنيات لفنانين معينين!! وأشعار لشعراء معينين!! وصفقات بالأيدي محفوظة الوصف!! وما شابه ذلك!!

*وخلاصة ما يقال هنا:

فما هي (هوية الشيوعيين).. هل هم ملاحدة؟! وما الذي يعجبهم في ماركس ولينين؟!! وهل هم يوافقون على قول إن (الدين أفيون الشعوب)؟! وما موقفهم من الإسلام؟! و- هم فرع – فما الذي يربطهم بالأصل (الحزب الشيوعي الروسي) الذي تكسر رأسه وكان من علامات تكسير الرأس انهيار جدار برلين…؟!

* أقول:

*إن أسلوب (إخفاء) المعتقد والاجتهاد لعدم (إظهاره) مما عليه كثير من الشيوعيين الذين يعيشون وسط مجتمع مسلم مستسلم لله تعالى بالتوحيد ولنبيه عليه الصلاة والسلام بالاتباع بات أسلوباً مكشوفاً مفضوحاً.. (مخجلاً)..

*وفي المقابل، فإن صاحب المعتقد الصحيح يفرح ويفخر ويرفع رأسه ويجهر بما يعتقده، وكما قيل :

ومما زادني فرحاً وكدت بأخمصي أطـــــــأ الثريـــــا

دخولي تحت قولك يا عبدي وأن أرسلت أحمد لي نبيّا

*وإن من يستسلم للكتاب والسنة فمن البديهي سيخلع ثوب الشيوعية الرديء (أصله وفرعه) ويرمي به بعيداً.. وهو ما نتمناه لكل من لُبّس عليه في يوم ما.. وزيّن له أن هذه الغواية هي استنارة (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور)..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى