السودان الجميل

 

يوم الخميس الفات، كان يومنا نتلاقا.. جيتك معاي الريد والالفة مشتاقة.. حتى الزهور فاحت باحت بأشواقها..

لفتة بارعة ومن غير ميعاد، مضي حمدوك وثلة من الوزراء إلى (أم حراز).. مكثوا في مركز التدريب التابع للكهرباء منذ الخميس ومرقوا السبت…

جاء اثنان منهم بعربات خاصة بالإضافة إلى حمدوك بينما استقل الباقون الحافلات…

تقول التسريبات إن (الدنيا كانت حلوة) حتى إن وزيري الدفاع والداخلية لم يكونا ضمن (الرصة)..

حينما دخلوا في الاجتماعات المغلقة كانت هواتفهم مغلقة وخارج الجلسات؟!..

إذن فهي (Retreat) وخلوة لتباحث في أمر ما..

فهل ينعقد لنا السؤال عن ذكر ما جرى في أبو حراز؟!.. ولا:

خائف شي يفوح…

والناس ما بتريح.

شاهدت مقطع الفيديو لدولة رئيس الوزراء وهو يعبر عن غبطته والدهشة لوجود مثل هذا الصرح خارج الخرطوم مكرراً عبارته:

(هذا السودان الجميل)..

وكأنما يصبّر بها نفسه مواسياً ومستجمعاً ما تبقى له من قوة.

فشعبُنا المعلم ومنذ يومه الأول في (ود رملي) قد كتب لخطوات حمدوك طريقة أخرى للمشي ومعادلة مختلفة لكل ما حفظ وأجاد..

وكيف أنهم أجبروه يومها أن يخوض في مياه السبول والأمطار والوحل:

(ادخل جوة..

بي رجليك خش لي جوة)

القرار الصحيح كان ألا يخوض..

لكن الصحيح لم يكن ممكناً يومها.

وخطأ شائع خير من صواب مهجور!!..

و(الخوضة الياها)..!!

حينما تحكم فإن نجاحك محكوم باستجابتك لتطلعات الناس وشروعك في الدنو من أمزجتهم لحملهم إلي غاياتك والأهداف..

أن تحدث الناس بما يفهمون وليتأكدوا أنك واحد منهم وابن امرأة كانت تأكل القديد في (الدبيبات)…

في ود رملي أجبر حمدوك على أن (يلزم الجابرة)، لكنه في الفاشر كان المحاولة الذاتية العنيفة للنهوض المستحيل… اختار لوحده أن يلبس (الكاجول) في محاولة خاطئة بل مغايرة لإبراز تلك (البساطة) بينما كان الناس يبحثون عن منقذ لديه (سلطة)..

كانت فرصته المثالية للجلابية.. وهي القريبة من الناس ومزاجهم ولا تبعد من (سلطة للساق)..

(كاجول) و(قرقول شرف) لا يمكن التآمهما معاً.. سمك لبن تمر هندي.

(كُل ما يعجبك والبَس ما يعجب الناس).

لا شك أنه لم يعُد مرتاحاً من الفاشر، فلم تلتقط له صورة هناك إلا وحوله المكون التاني.. مدججين بالسلاح وعيونهم قلقة عليه وعلى خطواته في البساط الأحمر..

والناس لا يقبلون أزمة (الموضعة) التي تلازم ولن يتحملوا أن تمضي مع حمدوك كل الفترة الانتقالية.. وتلك معضلة لا يمكن معالجتها في مركز تدريب أم حراز.

ولن يتسني له فهمها دون محاولة معرفتنا عن قرب وتقليدنا والمقاربة…

مرات وفجأة يتذكر مرافقك مناسبة اجتماعية منسية فيحاول أن يصطحبك وجوابك للتملص حاضر مبين:

(أبداً ما ممكن… شوف أنا لابس كيف؟!).

للحرب لامتها.. وللمسجد إزاره وكذا قرقول الشرف.. ورمزية رئيس الوزراء الذي جمعت في يديه كل السلطات والسلطان تحتاج لـ(قاش).

احكوا لنا عن ما جرى في أم حراز.. لستُم (منظمة سرية) تنجز أهدافاً سرية بل (مجلس وزراء) يعلن قراراته للكافة ليتجاوب الناس وينفعلوا وليعذروكم في تفويتكم صلاة الجمعة فأنتم على سفر.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى