ميزانية 2020 ممولة من الأصدقاء….

1

* في آخر تصريح لوزير المالية عن موازنة العام الجديد قوله، إن الميزانية القادمة ستمول من الأصدقاء بالكامل.

2

وبطبيعة الحال أن السيد الوزير قال هذا التصريح بعد أن (عافر وباصر) في معطيات البلاد، وبعد أن وجد فيما يبدو صعوبة في تمرير عملية رفع الدعم، وفي هذا السياق نذكر تصريحه الأسبق الذي قال فيه بأن الدولة لم تعد تتحمل أعباء دعم السلع.. و.. و..

3

وفي هذا الإطار أيضاً يذكر تصريح معالي رئيس مجلس الوزراء الشهير في حفل تنصيبه، بأن المخرج يكمن في الإنتاج ولا شيء غير الإنتاج، وكنا نتصور، والحال هذه والتصريحات، بأن الأولوية ستكون لا محالة في وضع كل إمكانات الدولة أمام متطلبات الإنتاج، ذلك ما لم يحدث حتى الآن، فعلى الأقل نحن في أوج موسم القمح، ولا حديث عن الشتوي.

4

المهم في الأمر، أن الحلول الجذرية التي تتعلق برفع الدعم وتصويب الإعلام والطاقات المتاحة للإنتاج، يبدو أنها عالية الكلفة السياسية والأمنية وغير مقدور عليها في هذا التوقيت، ومنذ أن انتهى القوم، قوم الحرية والتغيير، إلى قناعة أن الحل يكمن في المفاتيح الأجنبية بعد تعثر المفاتيح البلدية.

5

غير أن عقبات أخرى تواجه الحلول الأجنبية، أشهرها أن الدولة المانحة الكبرى التي تمتلك مفاتيح كل الصناديق العالمية والبنوك الغربية والمنظمات الصهيونية الداعمة، تبدو حتى الآن غير راضية عن السودان، فعلى الأقل أن الولايات المتحدة الأمريكية قد جددت العقوبات على سودان الحرية والتغيير، كما لم يكن الأوربيون متحمسين لدعم السودان، فحتى الآن ليس هنالك غير الوعود.

6

 ذلك ما دفع رئيس مجلس الوزراء، ابن المنظمات الدولية وخبيرها، بامتياز بأن يتجه شرقاً بعد عودته من الغرب، الشرق حيث دول الخليج التي وجدت كتلة الحرية والتغيير لا مناص من التعامل معها حتى عبور هذه المرحلة الكؤود.

7

غير أن المفتاح الخليجي نفسه الآن يتعرض لعمليات إخلال ربما تجعله لا يفتح أبواب الدعم، والسبب تصريحات الحزب الشيوعي السوداني وعلى أعلى مستوياته، بحيث لم ينسب التصريح الباهظ الثمن الذي يقول في الخليج ما لم يقله مالك في الخمر، لم يقله ناشط سياسي أو مراهق فكري، وإنما قال به سكرتير الحزب الخطيب، وربما نسي الرجل في لحظة ثورة هاتفية، بأن حتى الوقود الذي ذهب به إلى ميدان الأهلية بأمدرمان حيث منبر ندوة التصريحات هو الإمارات، وأن رغيف ضيافة الندوة من السعودية!!

8

فدعك من الخسائر المادية الباهظة الثمن، والتي يمكن أن توقف (بلف) هذه الدعومات السخية، فهنالك خسائر أخلاقية أخرى أكثر فداحة، تتمثل في أن السودانيين يحفظون عبر التاريخ (عشرة الملح والملاح)، وأنهم لا يقابابلون الإحسان إلا بمزيد من الإحسان، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.. وليس هذا كل ما هناك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى