أوضاع ملغومة داخل تجمع المهنيين!!

تدور هذه الأيام مجموعة من المشاهد والأسئلة الحائرة داخل تجمع المهنيين تثير الدهشة، ومعلوم أن هذا الكيان هو الذي حرصت العضوية الافتراضية من الشعب السوداني على اتباع موجهاته وأوامره فترات الحراك وتحركاته ومساراته من خلال بيانات رصينة ومصطلحات مختارة بعناية هي التي كانت تعبئ الناس بواقعية سحرية، فكان التجمع يستخدم أكثر الأعمال والمفردات التصاقاً بالواقع المعاش سياسياً ودلالاته الاقتصادية، السبب الذي جعل الناس تلتف حوله وتتبنى أطروحاته.

 الآن تصدع هذا الكيان الذي كان يفعل الإدهاش وبدأت وقائع الموت بالانتقادات التي وجهت لعناصره الحية، محمد ناجي الأصم ـ خالد سلك ـ محمد الأمين ـ أحمد ربيع وآخرين، ومن المعلوم بالضرورة أن هؤلاء هم أبطال رواية (أسطورة تجمع المهنيين)، ويبدو أن هؤلاء الأبطال يعلمون بهذا المصير، وأنهم يوماً ما سيقدمون ضحايا لجرائم على يد زملائهم، لذلك كانوا مسيطرين على كل شيء حتى الصفحة الإلكترونية ومفاتيحها ومضمون ما ينشر فيها، ولإتمام عملية قتلهم سيطرت مجموعة معترضة على كل تفاصيل الفترة الانتقالية وسياساتها بما فيها الوثيقة، والراجح أن المجموعة التي أعلنت سيطرتها على الصفحة وأعلنت حرب البيانات مسنودة من الحزب الشيوعي السوداني، وبعض الكيانات السياسية المشاركة في الحكومة من الذين يرون أن تجمع المهنيين قد ورطهم بترشيح شخصيات ضعيفة وغير مؤهلة من الذين تم تعيينهم وزراء ووكلاء وزارات وقيادات مؤسسات عليا، وذات الأحزاب السياسية التي ترى في تجمع المهنيين مجرد نقابة مطلبية وغير مؤهلة للحكم هي التي قامت بتحريض التجمعات والكيانات المهنية التي تمثل القاعدة الرئيسية لتجمع المهنيين والتشكيك في الأدوار التي يقوم بها، وفي ذلك خرجت بيانات من تجمع الأطباء وشبكة الصحفيين وتم سحب ممثلي الشبكة الاثنين في تجمع المهنيين باتهامات غامضة، ولم يفصح عنها قيل إنها تتعلق باختفاء مبلغ (720)  ألف يورو دعم خارجي باسم الصحفيين، غير أن المبلغ اختفى في ظروف غامضة ونسجت حوله الروايات، ومحمد الأمين الذي تم فصله بالطبع لن يصمت، وهو أحد الذين لديهم تفاصيل كثيرة عن هذا الكيان وأنشطته، ولذلك لن يموت وحده سوف ينتحر بآخرين تحت شعار ـ الرهيفة أتنفد ..!!

في الأيام المقبلة فإن الساحة موعودة بفصول مأساوية من المؤامرات والحرب المعلنة بين الأجنحة المتصارعة والغموض مصير عودة الأصم وسلك من أمريكا بعدما اتهموا بسرقة لسان التجمع، كما أن الوضع رمادي حول مجموعة محمد عصمت التي تقاتل بالحق والباطل في سبيل السيطرة على الاتحادات والنقابات بطرق ملتوية ومن خلال التأثير بعصا السلطة ودونكم ما تم من تغيير مفاجئ لمسجل تنظيمات العمل وقرار وزيرة الشباب والرياضة المعيب والكارثة على الرياضة في السودان وهو خطوة مباشرة ومبرر واضح لتجميد النشاط الرياضي في السودان من قبل الفيفا، وهي اللعبة الأكثر سحراً التي يستخدمها تجمع المهنيين في حبكاته السياسية لكنها مكشوفة وهي ليست إلا خفة بلا معنى ولا تقوم على منطق وحجة.

 ننتظر الأيام ماذا تخبئ من رهانات خاطئة ربما الأوضاع تزداد تعقيدًا سيما إذا خرج أبطال رواية تجمع المهنيين من المشهد الذي يتحكم في المرحلة الانتقالية في ظل مواقف مستريبة من عمر الدقير وآخرين من هؤلاء حيث إنهم يراقبون الانحدار داخل هذا التجمع وهو مكونات الحرية والتغيير الأساسي.

 ننتظر هل يتقدم أحدهم بشجاعة للإجابة على سؤال المصير الملغوم لتجمع المهنيين، هل سيموت ويفنى أم سيبقى وسيموت الأبطال، وهذا شبه مستحيل.

 نحن هذه الأيام نعيش صياغة الفصل الأخير لرواية تجمع المهنيين والجماهير التي كانت تسير المواكب تتأهب لدخول العرض الأخير في سباق الوجود المحموم، فهل سينتهي الفيلم بموت الأبطال كما عودتنا السينما، أم إن أبطال الألعاب والمسرحيات السياسية سيكون مصيرهم مختلفاً رغم أن وقائع النهاية كانت معلنة ومتوقعة منذ المشاهد الافتتاحية للعروض الأولى!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى