السلام والتنمية وتجنب المعادلة الصفرية… كيف؟ (١-٢)

هنالك متلازمات كلاسيكية معروفة أنه لا تنمية إذا لم يكن هنالك سلام إيجابى مستدام، ولا سلام مستدام إذا لم تكن هنالك تنمية مستدامة..

السلام يعني أول ما يعني أن يخضع الجميع للمبدأ القانوني السليم  أن الناس سواسية أمام القانون الشامل العادل الموضوعي

Universal ,Logical ,Just and Objective  .

وهو القانون الذي يسري على الجميع، والذي لا يخضع للأهواء والتفرقة وعدم الموضوعية. وتتساوى فيه الحقوق والواجبات وألا يكون فيه تمييز إلا

للحالات الخاصة المحددة أو المتعارف عليها، من المطلوبات الأساسية كبنية تحتية وفوقية أساسية هي الحكم الراشد الرشيد في كل المستويات، وأول تلك

المطلوبات هي الأمن من الخوف والجوع، وعدم الخوف من تعدي السلطان والأقران والجيران والأقوياء على الضعفاء والأثرياء على

الفقراء تحت مختلف الذرائع. أما الأخذ بالقانون فابتداء ليس فيه تعدٍّ إذا كان له مسوغ وبعدالة، ولم يؤدِّ  لفساد  أكبر منه.

قضايا التنمية والسلام قضايا مستمرة على مدى التاريخ البشري، وفي كل المجتمعات ولم يخلُ منه

مكان ولا زمان وتتطلب الرقابة والمتابعة والقياس والتدخل الفعال المستمر، وما موجة الاستفتاءات على تقرير المصير أو الانفصال من وحدات أكبر أو الاندماج في وحدات أكبر  مثل قضايا انفصال دولة جنوب السودان أو استفتاء اسكتلندا للخروج من بريطانيا أو الاستفتاء البريطاني للخروج من

الاتحاد الأوربي الذي كانت نتيجته التصويت بالأغلبية للخروج بالرغم من معارضة بعض الكتل والمناطق لذلك مثل لندن وإيرلندا الشمالية وويلز ومعظم المهاجرين إلى انجلترا يعارضون ذلك بشدة، وإلا أنه واجه متاريس عديدة  عن اتفاقيات الخروج والأوضاع بعد الخروج، وما إلى ذلك. وكل له

حساباته السياسية والاقتصادية والعرقية.

التنمية المستدامة التي يؤمن عليها الجميع في السودان وكل العالم الآن وأصبحت هي المحور الذي تدور حوله كثير من النقاشات عن مضامينه ومطلوباته

و كيفية تحقيق ذلك واستدامته واستدامة آثاره الإيجابية  ومعالجة سلبيات التطبيق لتحقيق النتائج المطلوبة.. وليس فقط تخصيص الموارد.. في البلاد أفقياً في كل المناطق ورأسياً في كل القطاعات ووظيفيًا بكل

المطلوبات.

حركات المطالبة بما ذكرناه اعلاه كثير منه مشروع وتقريباً لكل الناس في كل أقاليم البلاد وبدرجات متفاوتة.

وهنالك تفاوت ملحوظ  في المناطق التي تعرضت وتتعرض لفترات من عدم الأمن والاختلالات الأمنية والتي نتجت عنها آثار سلبية وأحيانا كارثية على مختلف الأصعدة من نزوح ولجوء وهجرة

وتدنٍّ في مطلوبات التنمية المستدامة المختلفة في التعليم والصحة والمشاركة والتأهيل المتقدم وخدمات المياه والطرق  ووسائل كسب العيش الكريم الشريف اللائق. وتتفاوت الدعوات في المناطق المختلفة بالبلاد

شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً من عدالة التنمية وقسمة السلطة والثروة والمناداة بالحكم الإقليمي والحكم الفدرالي والكونفدرالي والانفصال وبعضها يضيف إلى ذلك بعض المطالبات الأيديولوجية والحزبية والإثنية والجغرافية. وبعضها  يتطلب تفويضاً صريحاً من سكان تلك المناطق لمن يطلب ويطالب وكثير منها خاصة مطالبات التنمية العادلة المستدامة للكل.

نفصل في الجزء الثاني في بعضها إن شاء الله، وننظر في المنطقى وغير المنطقي والممكن وغيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى