جوبا.. سلام بالأحضان وصور تذكارية

كباشي: خاطبنا جذور المشكلة وقادرون على التوصّل لسلام

الجبهة الثورية: النظام السابق كان لا يعترف بالمشكلة ويوظف حاملي السلاح

الوساطة: السودانيون سيحتفلون قريباً بالسلام من جوبا في الخرطوم

أطراف التفاوض تغني وترقص مع أبو الأمين و(أحمد المصطفى نسخة) جوبا 

  جوبا: أبو عبيدة عبد الله

تصوير: جعفر

فندق “كراون” بجوبا شهد أمس احتفالية بمناسبة الوصول لاتفاق بين الحكومة والأطراف الأخرى، الاحتفالية جاءت عفوية، فالترتيب كان لمؤتمر صحفي للوساطة وأطراف التفاوض، لكن دخول فرقة غنائية من دولة الجنوب لمقر الفندق والتغني بأغانٍ سودانية وطنية وللموسيقار محمد الأمين جعلت المؤتمرين جميعاً يتعايشون مع الأغاني الوطنية ويرددون ومنهم من (يعرض)  ومنهم من يلوح بعصاه، فيما اتخذت مجموعة بنات جوبا وبعض السودانيات زاوية في قاعة الاحتفال عبرن فيها بطريقتهن الخاصة، ولم يتبق للفنان الذي يتغنى بأغاني أبو الأمين إلا أن يقول للحضور (يا تغنو انتو يا أغني أنا)، وذلك بعد ردد معه الجميع اغنية “أربعة سنين”. 

الروح التي سادت المفاوضين انعكست واضحة في الحميمية التي تتعامل بها أطراف التفاوض، حيث شهدت آخر جلسات التفاوض بين وفد الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو، ووفد الحكومة شهدت التقاط صور جماعية ومصافحة بالأحضان لم تكن موحودة من قبل. 

بدأ الاحتفال بكلمة من عمار أموم رئيس وفد الحركة الشعبية شمال، والذي حيا دولة الجنوب، وشكر سلفاكير على مبادرته لاستضافة مباحثات السلام بين وفد الحكومة والحركة الشعبية، وحيا وفد الحكومة المفاوض. 

وقال أموم: منذ قبلنا بوساطة جوبا ووقعنا إعلان جوبا لمسنا روحاً طيبة من وفد الحكومة وإرادة سياسية في مناقشة البنود التي نراها تشكل الجذور التاريخية للمشكلة، ووصلنا لتفاهمات ووقعنا مذكرة بنود التفاوض وترتيباته وهذا يعتبر تقدماً كبيراً -حسب قوله – مقارنة بالسنوات الماضية والتي التقينا فيها مع النظام السابق في 22 جولة لم نتمكن من الاتفاق على أجندة التفاوض ناهيك عن ترتيبات التفاوض، وهذا يعتبر اختراقاً كبيراً. 

وأوضح أموم أن العملية التفاوضية معقدة وصعبة، لكن جهود الوساطة هي التي سهلت المهمة. 

وقال: نحن ووفد الحكومة توصلنا لإعلان مبادئ فيه نقاط خلافية أساسية ولكنها بسيطة، وأضاف: أملنا كبير وبمزيد من التفاوض والنقاش يمكن تجاوزها، لأن الشعب كله ينظر إلى جوبا  ويتطلع لسماع التوصل لاتفاق سلام شامل وعادل، وأعرب عن أمله ان تذلل النقاط الخلافية. 

رئيس الجبهة الثورية د. الهادي إدريس قال إن ما تم إنجازه عمل كبير، وشكر الوساطة والرئيس سلفاكير على جهودهم والتي أدت إلى هذا الاتفاق. 

وحيا الهادي وفد الحكومة للروح التي أظهروها والصبر والشراكة والتعاون الذي اتسموا به للوصول إلى اتفاق وحسم كثير من القصايا. 

وحيا الهادي رفقاءه واللجنة المفاوضة وروح التعاون الذي أبدوه مع وفد الحكومة، وأوضح أن الوثيقتين اللتين تم الاتفاق حولهما عمل كبير وخطوة مهمة في اتجاه السير ناحية ااسلام الشامل، وأضاف: خاطبنا كل المشاكل السودانية.  ولفت إلى أن الأزمة في السابق كانت أن النظام البائد لا يعترف بوجود مشكلة ويعمل على توظيف حملة السلاح فقط دون حل المشكلة. 

ووصف ما يجري في جوبا بالحوار السوداني ــ سوداني، وأشار إلى أن الوساطة كان دورها تهيئة الجو المناسب لمناقشة القضايا ووصفها بالروح الجيدة.

رئيس وفد الحكومة الحالي الفريق ركن كباشي شمس الدين أكد سعادته باللقاء في جوبا وتحت ضيافة الأخ الأكبر والأب لكل السودانيين شماله وجنوبه. 

وقال: أتينا إلى جوبا كأبناء للسودان استجابة لمبادرة كريمة قادها الأب سلفاكير، وأضاف: كنا مقتنعين بأننا سنصل من جوبا  إلى ما نصبو إليه، وقال: إن ما يربطنا مع شعب الجنوب علاقة دم وشعب، وأضاف: جئنا نحمل آمال شعب وطموحات وصدق وعزيمة بأنه لا حل لمشاكل السودان إلا بالتفاوض والوصول لسلام، وأكد أننا وجدنا هذه الروح  والرغبة من كل أبناء السودان الذين جلسنا معهم. 

وقال كباشي: قناعتنا أن حل مشاكل السودان بالسلام ومقتنعون بأن هناك مشاكل وهو الأساس الذي بنينا عليه، وأضاف: طالما اقتنعنا بذلك فهذا هو بداية الطريق للسلام وأضاف: قد تتباين الرؤى في كيفية الحل ولكن في النهاية سنصل للحل. 

وأكد كباشي: أتينا إلى جوبا، ولا نحمل حلاً مسبقاً، قناعتنا أن الحلول في الطاولة وبالتشاور مع كافة الأطراف للوصول للسلام. ووصف ما أنجز ليس بالقليل، لكنه قال ليس ما نصبو إليه. 

وأكد كباشي التزام الحكومة بما تم الاتفاق عليه وسنعض عليه للوصول لحل شامل، وسنظل نعمل مع كافة الأطراف بنفس الروح لأن الشعب ينتطرنا. 

وأكد كباشي أن الثورة لم تبدأ في ديسمبر، وبدأت منذ وقت طويل، وقال لحاملي السلاح: كلكم ثوار، لذلك الثورة كانت  مستمرة، والكل أسهم فيها واستكمالها لن يتم إلا بمخاطبة جذور المشكلة الحقيقية والتراضي على حلول مشتركة، وأكد تفاؤله بناء على الروح السائدة بين الأطراف، وأكد لحكومة الجنوب المضي قدماً حتى يتحقق السلام. 

ممثل الاتحاد الأفريقي بدولة الجنوب أكد دعم الاتحاد لجهود إحلال السلام بالسودان، وقال إن استقرار السودان يعتبراستقراراً ألقارة الأفريقية.

رئيس فريق الوساطة مستشار سلفاكير للشؤون الأمنية توت قلواك قال إن السعب السوداني سيحتفل قريباً بالسلام في الخرطوم والذي يوقع في جوبا، وأعلن عن رفع جلسات التفاوص إلى 22 نوفمبر المقبل لبدء التفاوض والذي سينتهي بالتوقيع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى