وزير التواصل والمحبة!

هناك بعض الرجال أكرمهم الله وحباهم بالقبول، يُحبهم ويألفهم كل من يلتقيهم ويعرفهم أصحاب همّة عالية ومُبادرة مستمرة وكلمة طيبة وبسمة دائمة وقُدرة عظيمة على السعي في ما يجمع ويربط ويُعالج ويُغذي “الخُوَّة” والمحبة بين الناس كل الناس .. من هؤلاء السوامق الأخ هاشم الإدريسي أحد رُموز وماكينات وعلامات الجالية السودانية بدولة قطر الشقيقة، والذي أعتقد أنه مؤهل تمام التأهيل لتولي منصب وزير التواصل والمحبة في بلادنا .

أحياناً تجد فينا أصحاب مهارة عالية في خلق موضوع من لا موضوع وفي صناعة معارك في غير معترك، ودونكم معركة السيدة الوزيرة ولاء البوشي ومِن خلفها مجلس الوزراء في مواجهة الشيخ د. عبد الحي يوسف لمجرد انتقاد الشيخ للوزيرة وبعض نشاط وزارتها وربطه ذلك بالفكر الجمهوري المُتنكِّب! إثارة للفتنة والتوتر وتوسيع لشُقَّة الخلاف بدلاً عن تنشيط التواصل وتعميق المحبة! ألا نحتاج في مثل هذا المقام لرسول محبة مثل هاشم الإدريسي؟

د. أكرم التوم وزير الصحة الاتحادي أطلق تصريحات حول وجود حالات من مصابي الكوليرا و”حمى الوادي المتصدع” ! فكانت النتيجة المباشرة إيقاف شُحنات من الماشية والخراف والجمال كانت في طريقها إلى السعودية ومصر! استياءٌ كبيرٌ تولّد في بعض الدوائر الرسمية وقطاعات شعبية واسعة بسبب تلك التصريحات المتسرعة قصيرة النظر، ألا نحتاج هنا لمن يُعالج سوء التفاهم ويُبيِّن لأولئك أن الحالات محدودة ومحصورة وتحت السيطرة؟

حتى أنشطة الاحتجاجات عبر “المَترسة” وقطع الطرق مثلما ما حدث بغرب كردفان ويمكن أن يحدث بالشرق والشمال وكل مكان بسبب المظالم والمطالبات التي يرى أصحابها مشروعيتها خاصة في ظل استخدام “القحاحتة”  لذات السلاح، ألا يحتاج مثل هذا التوتر والانسداد المفاجئ في قنوات التفاهم ومسالك الحوار، لرجل مثل هاشم الإدريسي، يُهدِّئ النفوس ويجبر الخواطر ويستمع لوجهات النظر ويلخصها ويرفع بشأنها ما يلزم من توصيات؟

لو أنك سألت أيَّ واحدٍ من الأساتذة الصحفيين العاملين بالدوحة أمثال محمد خليل ساني، مجتبى عبد الرحمن، نزار ضو النعيم، عوض الجيد الكباشي، أمير طمبل، د. عبد المطلب صديق، منال عباس ، فوزي بشرى، محمد الكبير الكُتبي، تماضر القاضي، البدوي يوسف، بدر الدين مالك، حسن البشاري، الزبير نايل، محمد صالح، عامر تيتاوي وغيرهم مما لا يسعهم مقال لقالوا بل لجزموا أن هاشم الإدريسي مثال للرجل الوطني الشامل وشُعلة المحبة المتقدة .

أعلم أن الأخ الإدريسي مستقرٌ في الدوحة وسعيدٌ فيها ولم يفكر يوماً في مغادرتها أو في تولي رئاسة الجالية ناهيك عن وزارة، لكنها محاولة لبعض الوفاء لهذا الرجل القامة والعلامة والذي يعرفه أهل الدوحة وزوارها خاصة أهل الرياضة والفن والأدب وقيادات المجتمع، يتحرك كالنحلة بين المطار والفنادق والساحات، يقتطع من قوت أسرته ليرحب بالجميع ويحتفل بهم ويكرمهم، لا يفرق بين “الهلالاب” أو “المريخاب” برغم مريخيته التي يفخر بها، ونحترمها .

 الأستاذ هاشم الإدريسي يستحق حقاً وصدقاً كل تقريظ وتكريم، ليس من السفارة والجالية وحدها بل من الدولة والمجتمع، بارك الله في هاشم وأسرته وزاده بَسطة في الرزق والقبول.

خارج الإطار: رحمة الله وغفرانه ورضوانه على أخينا وأستاذنا الصحفي المُعتق محمد محمد أحمد كرار الذي ودَع الفانية يوم أمس الأول الجمعة بعد حياة عامرة بالمجاهدة والعطاء.

الرقم 0912392489 مخصص للرسائل فقط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى