من يقف وراء الاعتداء على قيادات التغيير؟

يجد المؤتمر الوطني نفسه مجبراً أن يدافع عن اتهامات موجهة له بالاعتداء على مقار ومنازل قيادات بقوى التغيير والحرية، لأنه يجلس في خانة الاتهام بالدولة العميقة والطابور الخامس وكتائب الظل وغيره من التوصيف الذي تجد معه قيادات الحزب أنها مجبرة على الرد، رغم أن الوطني أخرج بياناً تبرأ فيه من تلك الحوادث، إلا أن القضية كما يراها البعض أكبر من ذلك، وهي تتعلق بنظام سابق يهابه الناس حتى الآن بمجرد حدوث أزمة.

(الصيحة) وضعت الأسئلة أمام القيادي السابق بالوطني الفاضل الحاج سليمان، بجانب رئيس حزب المؤتمر السوداني بولاية الخرطوم شريف محمد عثمان وهو من أحزاب التغيير، فماذا قالا.

مواجهة /صلاح مختار / نجدة بشارة 

القيادي بالمؤتمر الوطني الفاضل الحاج سليمان لـ(الصيحة)

الاتهام محاولة للاغتيال السياسي ولا يقوم على أدلة وبراهين 

هناك مؤتمر وطني قديم قبل الثورة ومؤتمر وطني جديد بعد الثورة الحزب القديم غير موجود وما (شغّال) أما الحزب الجديد فلا علاقة لي به الآن.

*ولكن لماذا يتهم الحزب بأنه وراء تلك الأحداث؟

أي اتهام وأنا كقانوني أن يكون قائماً على أدلة وبراهين، وما تشير إليه مجرد كلام، ودائماً الاتهامات بالنسبة للأحزاب والمنظمات السياسية تؤسس على غير دليل وبرهان والدليل على ذلك ما يقال عن الدولة العميقة وأنها علمت كذا وكذا، في حين أنه لا توجد جهة قالت أنها دولة عميقة.

*هل يعلق البعض إخفاقاته على شماعة الوطني والدولة العميقة؟

هي أقرب حاجة تعلق عليها إخفاقاتهم واتهام الآخرين دون حجة تسندها.

*هل الإسلاميون سلكوا نفس المنهج؟

حتى الإسلاميين سلكوا نفس المنهج والأسلوب، وأعتقد هذا السلوك غير مُجدٍ، ولا يقود إلى نتائج لها عائد إيجابي  خاصة مسألة تتعلق بحق أو مصلحة عامة.

*كيف يكون رد فعل الوطني تجاه تلك الاتهامات؟

لا نعطيها الاهتمام الكبير، وهي مجرد كلام يطلقه البعض، وحجة لا يسندها دليل أو وقائع أو أدلة يمكن أن تؤسس عليها حتى نتحدث عنها بخطوات وإثبات. ولكن القول إنه مجرد شيء محتمل، هذه شماعة لأننا لا نصل إلى حقيقة ولا يستفيد المجتمع من هذا الكلام.

*هل هناك جهة من مصلحتها إيجاد عداء بين الطرفين؟

هناك فرق بين العداء السياسي وغيره، أحياناً يصل بالإنسان أنه في سبيل النيل من خصمه السياسي سواء كان حزباً أو غيره أن يسند إليه أي أخطاء له، وينال منه باتهامه وحتى ولو كان ذلك الاتهام غير مؤسس على أدلة، ويقصد منه التدمير النفسي والمعنوي أو الحرب السياسية، بالتالي إطلاق الاتهامات هنا كثير من الجهات تتلقفها، وهي تنتشر عبر الوسائط بصورة سريعة وتحقق أثرها السياسي.

*هل القصد من الاتهامات الاغتيال السياسي؟

الاتهامات السياسية مثلاً للرئيس السابق البشير هي اتهامات، ولم تقدم أدلة كي تصل إلى جنائية، ولكن كل الإعلام يتحدث عن (عنده قروش) موجودة في البيت والطرق الكثير على ذلك محاولة اغتيال سياسي وحتى الآن يمارس مع القيادات الحالية.

*ولماذا…؟

 مع الأسف كنا نمارس ذلك حتى عندما كنا في السلطة نحاول أن نقلل ونبخس من المعارضة حتى تحرك الشعب وأصبحت المسألة ثورة حقيقية، وتأتي على السلطة، وأعتبر هذا المنهج غير سليم وغير صحيح سواء كان من الوطني أو من الأحزاب الأخرى.

*هل منهج المواجهة والاتهام سيستمر؟

لا أظن ذلك، لأنه لا يفضي إلى نتائج مقنعة، وبالتالي أتوقع من الأحزاب السياسية السودانية في النهاية أن تعود إلى رشدها وتغليب المصلحة الوطنية، وهناك مؤشرات لذلك، لأن ما وصلت إليه الدولة جنبت البلاد ما يحدث في الدول الأخرى، هذه المرة صحيح هناك اختلاف، ولكن لم تصل مرحلة القتال. حتى الحركات المسلحة بدأت تفكر فيه بعقلانية، وتلك المؤشرات يمكن أن تصل مع الحركات السياسية السودانية إلى نقاط فيها مصلحة للوطن.  

8888888888888888

رئيس حزب المؤتمر السوداني بولاية الخرطوم شريف محمد عثمان

لهذا السبب  وجهنا أصابع الاتهام للمؤتمر الوطني ..! 

*المؤتمر السوداني  اتهم النظام السابق بالتورط في الهجوم على منازل قيادات قوى التغيير .. على أي بينة استند الحزب في اتهامه؟  

وجدنا (بحوش المنزل) بعد الهجوم  أوراقاً كتب عليها عبارات تهديد، ووعيد باستخدام وممارسة العنف ضدنا، وبالتالي خلصنا إلى أن الجهة الوحيدة التي لديها المصلحة من هذه الهجمات هي المؤتمر الوطني أو (الحزب الحاكم السابق)، ويظهر على الورق المكتوب بأنه أسلوب ناشطيين سياسيين، كما أننا ليست لنا عداوة مع أي جهة. 

*ما العبارات المكتوبه بهذه الأوراق تحديداً؟ 

مكتوب سنستخدم معكم (…..) المهم … يعني عبارات تهديد 

*عفوا وضح سنستخدم معكم (…..) ؟

فقط كل عبارات التهديد، والعنف والورق وجده أفراد البحث الجنائي أثناء التدقيق عقب انفجار العبوة. 

*هل هنالك دليل مادي(عدا الورق) يشير إلى أن منفذي الهجوم من المؤتمر  الوطني ؟ 

والله … لا يوجد،  لكن في النهاية بمثل هذه اللحظة ننظر إلى (من له المصلحة في استهداف نشطاء سياسيين في هجوم خطير كهذا). 

*هل شاهدت أو شاهد أحد من أفراد ألأسرة منفذي الهجوم؟ 

لا ….لا… 

*ولكن حزب المؤتمر الوطني نفى صلته بالاعتداء واعتبرها اتهامات جائرة ما ردك ؟  

طالما الملف موضوع أمام الشرطة، نترك أي حديث حوله إلى الشرطة وإلى  حين اكتمال التحقيق، ونؤكد السير في الطريق القانوني للبحث عن الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة. 

*وهذا دليل  أن حزب المؤتمر السوداني تسرّع في إصدار الأحكام بالبيان الصادر منه  ما ردك؟ 

لأن المؤتمر الوطني له تأريخ سياسي من العنف مشهود له، وضد كل السودانيين، كما أنه الجهة الوحيدة التي لها مصلحة من تنفيذ مثل هذه الهجمات بالإضافة إلى ممارسات كثيرة، باتت تحسب عليه كأزمة الخبز والوقود، حيث يعمل النظام السابق بكل طاقتة لإفشال الفترة الإنتقالية.

*هل تتوقع هجمات مماثلة الفترة القادمة بناء على التهديدات التي وصلتكم ؟

 لا أستبعد ذلك.. كما لا أستطيع أن أجزم حتى الآن إذا ما كان ستحدث مثل هذه الهجمات مستقبلاً.

*حدثنا عن خلفيات الهجوم ؟ 

حوالي الساعة الثانية عشرة ليلاً، هاجمتنا جهة مجهولة وألقت ” بزجاجات حارقة “مولوتوف” من أعلى سور المنزل إلى الداخل والهجوم شمل أربعة منازل لقيادات بقوى “الحرية والتغيير” في ذات الوقت، بعد ذلك ذهبنا لفتح بلاغات بالشرطة. 

*هل هناك أضرار بالمنزل  أو إصابات وسط أفراد الأسرة؟ 

هنالك أطفال نجوا بأعجوبة من الحادث والعبوة انفجرت على بعد متر من أربعة أطفال ينامون على أسرتهم  بحوش منزل محمد حسن سيد.
*هل خلصت التحقيقات إلى نتائج عن الجناة أو منفذي الهجوم؟

ما زلنا ننتظر إجراءات التحقيق. 

*إذن إلى ماذا تعزو ما حدث؟

أعزوه إلى أن الثورة ما زالت مستهدفة، لأن عناصر الدولة العميقة (منظومة فاسدة)، ولن تترك الحكومة الانتقالية تمضي بسلام، ونحن نعي أن طريقنا نحو إكمال مهام الثورة سيكون محفوفاً بمخاطر كبيرة، من بينها أفعال القوى المناهضة للثورة، وعناصر النظام القديم التي لن تستكين، وستسعى لاستخدام كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة للانقضاض على قوى الثورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى