حمدوك والأزمات والأولويات !

ما هي جهود وخطط الحكومة ومساعيها لحل ومعالجة أزمات الخبز والوقود والمواصلات والسيولة ؟ ومن أين سيتم توفير التمويل اللازم لتلك الخطط ؟ هل من المجتمع الدولي بصناديقه المُسيَّرة ؟ هل من الدول الصديقة والشقيقة ؟ أم سيتم اللجوء لزيادة الضرائب والجمارك ورفع الدعم عن السلع الإستراتيجية ؟ أم ماذا ؟ بعض المسؤولين يتحدثون عن أن أولويات الحكومة تتمثل في ملفات السلام والعلاقات الخارجية والقضاء على الدولة العميقة ثم بعد ذلك ستتفرغ للأزمات والتفكير في إيجاد الحلول المُناسبة لها !

السيد رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك ألقى أمس خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لعن فيه “سنسفيل” الحكومة السابقة وبشّر فيه بالتغيير وطلب فيه الدعم والإسناد ورفْع اسم السودان من قائمة رُعاة الإرهاب، مشاركة حمدوك وجدت اهتماماً وكذلك خطابه، لكن يبقى السؤال المهم: هل ستقوم واشنطن برفع فوري لاسم السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب وتعطي الضوء الأخضر للدول والصناديق والمنظمات لتُموِّل وتُحوِّل وتقرض وتَعفي ؟ نشك في حدوث ذلك عاجلاً لكن نتمنى ونتفاءل بالخير عسانا نجده .

مؤكد أن قضايا الحرب والسلام والعلاقات الخارجية قضايا مهمة ولا تنفصل عن الأزمات الخانقة المُعاشة، لكن الحقيقة الملموسة أن معاناة الناس في تزايدٍ وتصاعدٍ بمتوالية هندسيةٍ، والغلاء يكاد يطحنهم طحناً، والفوضى في الأسواق واضحة، والحكومة مطلوبٌ منها الالتفات لذلك بجدية ودون إبطاء بعيداً عن “شماعة الدولة العميقة” ومحاولة تعليق كل قُصورٍ وخللٍ عليها !

اللغط الدائر حول الوثيقة الدستورية مُؤثِّر تأثيراً حقيقياً على ملفات عديدة على رأسها ملف السلام، ويتوجب حسم هذه “الغُلّوطية” قبل كافة الأولويات إذ لا يستقيم أن يتواصل الحديث لبضعة أسابيع عن وثيقة من “70” مادة وأخرى من “78” مادة، ويتم تبادل الاتهامات حول ماهية الوثيقة الصحيحة والجهة التي قامت بالتعديل، ولا يتم حسم الأمر بصورة حاسمة ومقنعة، مع علم الجميع أن الوثيقة باتت هي الحاكمة للبلاد خلال الفترة الانتقالية ! 

صحيحٌ أن الحكومة ليس بيدها عصا موسى، وليس من العقل والعدل أن نُطالبها بحل جميع الأزمات دفعةً واحدةً، لكن في المُقابل فإن على الحكومة الالتفات بجدية وبذل جهود حقيقية لمُجابهة ومُعالجة الأزمات وبخاصة أزمات الخبز والوقود والمواصلات، وعليها دون حرج الاستعانة بالكفاءات والخبراء الذين خبروا هذه الملفات ودهاليزها المعقدة سواءً ما يتعلق بالتمويل أو التوزيع أو الرقابة، وعليها التواصل مع المجتمع الدولي مع الانتباه الدائم إلى أنه “ما حكَّ جِلْدك مثل ظُفرك”. 

نسأل الله التوفيق والسداد للقائمين بأمر البلاد والعباد .

خارج الإطار: 

القارئ صاحب الرقم “0121702597” قال غن هناك وعياً عالياً من الشباب وعامة الشعب بأولئك الذين اتضح أنه لا هَمّ ولا قضية لهم إلا المناصب والمصالح الشخصية . القارئ الشفيع إسماعيل حامد “كادقلي” قال إن نجاح حكومة حمدوك مرتبط بمراقبة الأسواق وتمويل الشباب . القارئ حسين عبد اللطيف يرى أن تقسيم الاستعمار لمنطقة البني عامر والحُباب بين دولتي السودان وأريتيريا هو أحد أسباب المشاكل والاحتقانات الحالية بشرق البلاد. 

الرقم 0912392489 مخصص للرسائل فقط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى