رسائل ورسائل

* إلى انتصار صغيرون وزير التعليم العالي.. حقاً إذا أقبلت  الدنيا على امرئ أعارته محاسن غيره، هَل يَستحق علماء بلادي الكَسح والمَسح فقط لمُجرّد الاختلاف الفكري والسياسي؟ ظَلّت الجامعات في كل العُهُود السِّياسيَّة مُستقلة عن الصراعات، ولكن الآن في عهدكِ بات الإيمان والمُداهنة لقِوى الحُرية والتّغيير شَرطَاً لتولي العمادة في كليات التعليم العالي، وبطاقة الانتماء لـ”قحت”من مُوجبات تولي منصب مدير  الجامعة!

جلس على الكرسي الذي أنتِ عليه الآن عُلماءٌ عُرفوا بالوقار  والأدب، واحترام التّعدُّد، ونظافة السيرة، وعِفّة اللسان..!

* إلى وزير العدل.. تعديل قانون الأمن طالبت به القوى السياسية بمُختلف توجُّهاتها، وقانون النظام العام اتّفق الجميع  على سَوءاته، لكن لتعديل القانون مَنهجٌ وطُرقٌ مُحدّدةٌ لا يُمكن تجاوُزها. 

أيّامٌ وينعقد البرلمان المُعيّن، طبعاً هو برلمانٌ مَنقُوص الشرعية  ولكنه برلمانٌ يشبه المَرحلة، من خلاله تستطيع تعديل أيِّ قانونٍ.. لكن قبل الشروع في تعديلات القوانين حَدِّد للشعب أيٍّ من الوثيقتين الدستوريتين هي الحاكمة، وأيُّهما مُزوّرة؟!

* إلى والي كسلا المُكَلّف.. خُرُوج الآلاف مُطالبين بحق تقرير  المصير لشرق السودان غير مُبرِّر، فالأوضاع الانتقالية لا تصح كقياسٍ لعدالة قسمة الثروة والسُّلطة.. الشرق يستحق تَمثيلاً أفضل، لَكِن تقرير المَصير يعني الانفصال عن السودان وهي خطوة لتفكيك وحدة البلاد.. قليل من الحكمة والحوار  الديمقراطي سيصل الجميع الى منطقة وسطى بين الفيدرالية والحكم الذاتي.  

* إلى الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة.. ماذا بعد  الاستقالة من رئاسة نداء السُّودان؟ هل لتولي رئاسة المجلس  المركزي لقِوى الحُرية والتّغيير، أم لرئاسة مفوضية السلام المعنية بالتفاهُم مع حاملي السلاح؟

الأخيرة دعها لغيرك، وكثير من قادة الحركات المسلحة يعتبرون حزب الأمة واحداً من مشاكل السودان القديم، وغير مقبولٍ لهم  على الأقل بعد ما حدث في أديس أبابا الشهر قبل الماضي وموقف ممثل الحزب إبراهيم الأمين.

* إلى الأستاذ أحمد البلال الطيب الرمز الإعلامي والإنسان النبيل.. مَا قَدّمته للمهنة من أرَقٍ وتَعبٍ ونَحتٍ على الصّخر  لَم يُقدِّمه كُلّ الأقزام الذين يَشهرون في وجهك أسلحتهم القذرة.. استقلاليتك يعرفها الكَبير والصّغير، ومِهنيتك وبُعدك عن تجريح  الآخرين هو جواز سَفرك للعمل في ظِلِّ ثلاثة أنظمةٍ مُتعاقبةٍ، ولا تزال قادراً على الإضافة في مُقبل الأيام، ولكن كل صاحب نعمةٍ مَحسود، وتجربتك الطويلة تجعلك قادراً على التّميُّز بين  التبر والتراب.  

* إلى الفريق شمس الدين كباشي عُضو مجلس السيادة.. متى  تغبر أقدامك برمال كردفان، وتتّسخ مَلابسك بطين هبيلا، وتتفقّد  أهلك وعشيرتك الذين هُــــــــــم أولى بالمعروف من الآخرين..؟  

* إلى وزير الرياضة في الحكومة الانتقالية.. في عهد وزير  الرياضة الأسبق كان وعده حُضُور السودان في عرس قطر 2020 مُشاركاً لأوّل مرّة في بُطُولة كأس العالم.. هل الوعد باقٍ والعزيمة حاضرة والتخطيط يمضي والمال يُرصد للصرف  على المنتخب الوطني..؟ الفوز على تشاد يمثل الخطوة الأولى في طَريقٍ شَاقٍ وصَعبٍ جداً.. فهل يمثل نهائي كأس العالم طُموحاً لحكومتك..؟ 

* إلى الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع..  ما يَحدُث في دارفور هذه الأيام مُقدمة لتجدُّد الصراع القديم بين الرُّعاة والمُزارعين، وقد استطاعت قُوّات الدعم السريع في السنوات الماضية القضاء على كُلِّ مَظاهر الانفلاتات، وتم إخماد الفتنة، ولكن مع تَعَدُّد مهام قوات الدعم السريع وانتشارها  في كل السودان، تجدّدت الصراعات في قريضة أغنى أرض سُودانية على الإطـــــــــــــــلاق.  

مَا يَحدُث من احتكاكاتٍ لا علاج له غير قُوّات الدعم السريع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى